منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 02 - 2015, 10:23 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

ما معنى الرجوع الى الله
++++++++++++

· ما معني الرجوع إلي الله ؟ معناه بإختصار : تكوين علاقة حقيقية قلبية معه ... أقول علاقة ، وليس مجرد مظاهر خارجية أو ممارسات ... البعض يظن أن الرجوع إلي الله ، معناه برنامج في الصلاة و الصوم و التداريب الروحية ، و القراءات الروحية و الإجتماعات و المطانيات كل هذا حسن و جميل ، و لكن هل فيه علاقة قلبية مع الله أم لا ؟ هل فيه حب لله أم لا ؟ بدون هذه العلاقة القلبية ، و بدون هذا الحب ، لا تكون قد رجعت إلي الله ، مهما كانت لك صلاة و أصوام و قراءات و مطانيات ... إنما بالعلاقة مع الله و بالحب ، تأخذ كل هذه الوسائط الروحية فاعليتها و قوتها ... فالقلب أولاً ، و منه تصدر هذه الممارسات . و لهذا يقول الرب في سفر يوئيل النبي ( 2 : 12 ، 13 ) : " إرجعوا إلي بكل قلوبكم ... " ( يوئيل 2 : 12 ) . يقول " إرجعوا إلي بكل قلوبكم ، و بالصوم و البكاء و النوح " " مزقوا قلوبكم لا ثيابكم ، و إرجعوا إلي الرب إلهكم " إذن الرجوع القلبي هو المطلوب . القلب أولاً . و من هذا القلب الراجع ، المنسحق أمام الله ، يأخذ الصوم قوة ، و كذلك الدموع . عجيب أن كثيراً من الناس ، يتمسكون بالوسائط و ينسون الله . كإنسان كل همه أن يتلو مجموعة من المزامير . إن لم يتلها يكون حزيناً . و إن أكملها يصير سعيداً ، حتي لو لم تكن له علاقة بالله أثناء تلاوتها !! كلا ، ليس الأمر هكذا ... إن المزامير لها قوتها الروحية الجبارة ، و لها بركتها و تأثيرها و فاعليتها ، بشرط أن تكون صادرة من القلب ، بعلاقة مع الله . أما بغير هذه العلاقة ، وبغير مشاعر القلب ، فقد تصلي ، ومع صلاتك يسري الفتور و السرحان و طياشة الفكر . و قد تصلي بلا عاطفة ، وبلا حرارة و بلا إيمان ، و دون شعور بالوجود في حضرة الله ... لقد تحول الأمر إلي مجرد ممارسة ، بدون علاقة قلبية في الداخل تعطي هذه الممارسة وزناً و قيمة ... أو كإنسان يصوم ، و الله ليس في صومه ... كل همه يتركز في فترة الإنقطاع و تطويلها ، و في زهد الطعام و نسكه . ربما لا يأكل شيئاً حلواً ، أو لا يأكل شيئاً مطبوخاً ، أو يقتصر علي الماء و الخبز و الملح . فإن فعل ذلك ، يكون راضياً عن نفسه . شاعراً إنه ناجح في صومه . أما إستخدام الصوم كوسيلة توصله إلي الله ، فربما يكون أمراً لم يخطر علي باله ...! إن القلب هو الأساس . و به نميز بين إثنين : إنسان يصلي المزامير ، فيخرج بها الشياطين . واَخر يصلي المزامير و كأنه لم يصل ، إذ لا علاقة في قلبه مع الله . هناك من يصوم ، فينال مراحم الرب و غفرانه ، كما فعل أهل نينوي . و غيره يصوم فلا يقبل الله صومه ، كما حدث للفريسي . القلب إذن هو الحكم . و الرجوع إلي الله ، نريده بالقلب . كذلك الرجوع إلي الله ، معناه الرجوع الدائم الثابت . الرجوع الذي لا نكسة فيه . لأن هناك أناساً يظنون أنهم قد رجعوا إلي الله ، بينما يحيون مترددين ، يوماً معه و ربما بحرارة شديدة ، و يوماً في شهوات العالم و رغباته . كما قيل في قصة الفلك عن الغراب الذي أطلقة نوح ، إنه " خرج متردداً " ( تك 8 : 7 ) . لا يكون رجوعك إلي الله إذن ، هو رجوع في مناسبات ، أو في أصوام ، أو في تأثرات معينة ، أو فترات تدريبات ، رجوعاً موسمياً ، تعوده بعده إلي خطاياك السابقة ، منفصلاً عن الله مرة أخري ...! خذ درساً - في الرجوع إلي الله - من قصص القديسين ... القديس موسي الأسود مثلاً ، حينما رجع إلي الله ، رجع بكل قلبه ، و لم يعد إلي خطاياه الولي مرة أخري ، بل ظل ينمو و ينمو حتي تحول إلي مرشد روحي و قدرة لكثيرين و مريم القبطية ، و بيلاجيه ، و أوغسطينوس ، و غيرهم . كل أولئك رجعوا إلي الله ، و لم ينفصلوا عنه مرة أخري ، إنما تقدموا بإستمرار في النمو الروحي ، من حياة التوبة إلي حياة القداسة ... و الرجوع إلي الله معناه الرجوع بقلب جديد ... و الله نفسه يقول في ذلك ... أ‘طيكم قلباً جديداً ، أجعل روحاً جديدة في داخلكم " ( خر 36 : 26 ) .و القديس بولس الرسول يقول " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " ( رو 12 : 2 ) ، أي بفكر جديد ، يزن الأمور بميزان غير ميزانه السابق . فكر أصبحت للروحيات عنده قيمتها ، و فقدت الخطية تأثيرها عليه ... و يكون الرجوع إلي الله بالصوم و التذلل ... كما رجع إليه أهل نينوي . سمعوا إنذار النبي إنه بعد أربعين يوم تنقلب المدينة ( يون 3 : 4 ) . و لكنهم لم ييأسوا من مراحم الله ، و رجعوا إليه بالصوم و التذلل . فماذا فعلوا ؟ " نادوا بصوم . و لبسوا مسوحاً من كبيرهم إلي صغيرهم . و بلغ الأمر ملك نينوي ، فقام عن كرسيه و خلع رداءه عنه ، و تغطي بمسح ، و جلس علي الرماد " . و هكذا تغطي جميع الناس بالمسوح ، و صرخوا إلي الله بشدة ، و رجعوا عن طريقهم الردية .... فرجع الله إليهم . نفس الصوم و التذلل ، نراه في سفر يوئيل ( 12 : 15 - 17 ) . حيث قال : قدسوا صوماً ، نادوا بإعتكاف . إجمعوا الشعب ، قدسوا الجماعة ... ليخرج العريس من مخدعه ، و العروس من حجلتها . ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق و المذبح . و في نفس الوضع نراه في صوم دانيال النبي و تذلله . يقول : " فوجهت وجهي إلي الله ، طالباً بالصلاة و التضرعات ، بالصوم و المسح و الرماد . و صليت إلي الرب إلهي و اعترفت ( دا 9 : 3 ) " كنت نائحاً ثلاثة أسابيع أيام ، و لم اَكل طعاماً شهياً ، و لم يدخل في فمي لحم و لا خمر ، و لم أدهن " ( دا 10 : 2 ، 3 ) . و الرجوع إلي الله ، يتميز بالحرص و التدقيق و الجدية ... الذي يرجع إلي الله ، يكون فرحاً جداً برجوعه ، حريصاً علي هذا الصلح الذي تم بينه و بين الله . لذلك يكون مدققاً جداً لئلا تصيبه نكسة فيسقط كما كان ... لقد جرب من قبل مشاكل التساهل مع الخطية . و كيف أنه إذا تساهل مع الفكر ، يتحول إلي شعور في القلب ، ثم إلي شهوة تشتعل داخله ، و تبدأ الخطية تسيطر عليه . و يصبح من الصعب أن يفلت منها . لذلك يدقق مع كل فكر ، و مع جميع الحواس ... يدقق مع الخطايا التي تبدو صغيرة ، مثلما مع الخطايا الواضحة الخطأ .و يقول مع النشيد : " خذوا لنا الثعالب ، الثعالب الصغار المفسدة للكروم " ( نش 2 : 15 ) . و يقول للخطية و هي في أولها " طوبي لمن يمسك أطفالك ، و يدفنهم عند الصخرة " ( مز 137 : 9 ) . و هكذا يكون أمينا في القليل ... بهذا التدقيق تختبر أمانتك في الرجوع ... لأنك إن تساهلت مع الخطية ، لا تكون أميناً في رجوعك إلي الله . و يكون قلبك ضعيفاً من الدخل ، يسهل سقوطه . و الرجوع الحقيقي إلي الله ، هو رجوع بقوة ... رجوع يمنحك فيه الله قوة تلمسها في كل نواحي حياتك الروحية :قوة في الإنتصار علي الخطية ، و قوة في النمو الروحي ، و في الإرتفاع إلي فوق . و كما قيل عن ذلك في سفر أشعياء النبي " يعطي المعيي قدرة ... يجددون قوة . يرفعون أجنحة كالنسور . يركضون و لا يتعبون . يمشون و لا يعيون " ( أش 40 : 29 : 31 ) . شمشون الجبار فقد قوته لما أخطأ ، لأن نعمة الله فارقته . لكنه لما رجع إلي الله ، عادت إليه قوته ... أطلب من الرب إذن أن يعطيك قوة ترجع بها ، و أن يعطيك قوة تلازمك في رجوعك إليه ، قوة من روحه القدوس ... قوة تحسها في كل عمل تمتد إليه يدك ، كما قال في المزمور الأول عن الرجل البار " و كل ما يعمله ينجح فيه " ( مز 1 : 3 ) . كإنسان كان مريضاً جداً ، ثم نقلوا إليه دماً ، فتقوي ... بنقل الدم ، عاد إليه نشاطه ، و عادت إليه حيويته ، و دخلت فيه قوة ... هكذا ايضاً التائب الراجع إلي الله ، حينما تدخله قوة من عمل روح الله فيه ... و لهذا كلما تجد نفسك ضعيفاً ، أرفع نظرك إلي فوق ، و قل للرب في صراحة تامة : لماذا هذا الضعف في ؟ هل تخلت عني نعمتك بسبب خطاياي ؟ ... ارددنا يا الله . أنر بوجهك علينا فنخلص ... ما أجمل هذا المزمور ، الذي جعلته الكنيسة لحناً ترتله لله قائلة له في تضرع : إيها الرب إله القوات . إرجع و اطلع من السماء أنظر و تعهد هذه الكرمة التي غرستها يمينك ( مز 80 :14 ، 15) . فهل يرجع الله و يتعهد هذه الكرمة ؟ و هل يريد لنا الله أن نرجع إليه ؟
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الرجوع الخاطي إلي الله، معناه الرجوع الدائم الثابت.
الرجوع الى الله
الرجوع إلي الله
"الرجوع إلى الله هو الرجوع الوحيد الذى يجعلنا نتقدم إلى الأمام" (القديس البابا شنودة الثالث)
ما معني الرجوع إلي الله؟


الساعة الآن 03:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024