رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تكسر الشر بالشر
لا تركز على النقاط السوداء عند الاخرين بل احيي النقاط البيضاء فيهم واعطيها روح حياة واشعل وفجر بمعونة روح الله القدوس نار المحبة في هذه النقاط الايجابية التي لديهم ولا تكسر الشر بالشر ان كان كلاما جارحا او فعلا مسيئا وقابله بالحب اللامحدود فاذا كان كلاما فالتزم جانب الصمت فصموتك هو بركة ليك من الرب وهو يدافع عنك بنفسه وان كان فعلا مسيئا فقابله بفعل ملئ بالمحبة والتسامح والغفران اللامحدود وكلنا نعرف قصة داود ونابال وزوجة نابال لقد تصرف داود بنبل تجاه نابال. فلم يمنع رجاله فقط من نهب قطيعه، بل قام بحراسته أيضًا من الفلسطينيين. وكان أقل ما يفعله هذا الرجل الغني، أن يُظهر تقديره، بإطعامه رجال داود. لكنه سخر منهم قائلاً: «مَنْ هُوَ دَاوُدُ؟ وَمَنْ هُوَ ابْنُ يَسَّى؟ قَدْ كَثُرَ الْيَوْمَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ يَقْحَصُونَ (يَهْرُبُونَ) كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَمَامِ سَيِّدِهِ!» (25: 10). فكان نابال يقصد أن داود غدر بسيده شاول، وهرب كالعبد الخائن. وأضاف نابال: «أَآخُذُ خُبْزِي وَمَائِي وَذَبِيحِيَ الَّذِي ذَبَحْتُ لِجَازِّيَّ وَأُعْطِيهِ لِقَوْمٍ لاَ أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُمْ؟» (25: 11). في هذا الجواب أكثر نابال في استخدامه ضمير الملكية. فهو يُذكِّرنا بالغني الغبي في العهد الجديد الذي تكلم أيضًا عن «أَثْمَارِي ... مَخَازِنِي ... غَلاَّتِي ... وَخَيْرَاتِي ... نَفْسِي»، وقال لنفسه: «يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي». ولكن ماذا قال الله؟ «يَا غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟» (لو12: 16-20). رد فعل داود بمجرد أن سمع داود جواب نابال، استشاط غضبًا وفقد تحكمه في نفسه. فبدلاً من اللطف الذي أظهره لشاول، غضب وكان مستعدًا لقتل نابال وكل ما له، «فَقَالَ دَاوُدُ لِرِجَالِهِ: «لِيَتَقَلَّدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ سَيْفَهُ. فَتَقَلَّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ. وَتَقَلَّدَ دَاوُدُ أَيْضاً سَيْفَهُ» (25: 13). كان على استعداد أن يجاوب الأحمق بحسب حماقته. ولكن أمثال 26: 4 تعلمنا شيء آخر: «لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ». ليس عسيرًا علينا معرفة سبب فشل داود في هذه الحادثة. فهو لم يكن في شركة مع الله في ذلك الوقت، ولا سأل الرب عن المسار الذي ينبغي عليه اتخاذه، كما تعود أن يسأله في المرات السابقة (1صم23: 2، 4، 10، 11، 12). كانت عيناه على الإنسان وليس على الله. وكل هذا كُتب لأجل تعليمنا. فيجب علينا ألا ننظر إلى الإنسان وإلى الظروف، بل إلى إله كل الظروف. يجب علينا أن نُنمي هذه العادة المقدسة، ألاَ وهي رؤية يد الله في كل شيء، ولا ننشغل كثيرًا بالظروف. تكلم داود كثيرًا عن انتظار الرب في مزاميره (مز25: 3، 5، 21؛ 37: 7؛ 40: 1). إلا أنه كان ما زال في مدرسة الألم ولم يتعلم الصبر والانتظار حتى ذلك الوقت. لم يكن له اتصال بالرب؛ فلا نقرأ عن داود أنه سأل الرب بخصوص إرسال عشرة رجال للكرمل، ولا استفسر من الرب عندما في غضبه أمر أربعمائة من رجاله أن يواصلوا مهمته المروِّعة. تدخُّل أبيجايل عندما علمت أبيجايل بما حدث بين زوجها ورجال داود، وبرغبة داود في الثأر بقتله نابال وكل ما له. تصرفت على الفور وقامت بإعداد أطعمة كثيرة لداود ورجاله. كانت تتصرف بإرشاد من الله الذي وضع في قلبها أن تتدخَّل قبل أن يقتل داود زوجها وكل رجاله. فيدا الله هدَّأت قلبها وقادت عقلها. ما أروع أن يجعل الله كل الأشياء تعمل معًا للخير الذي قصده هو! وما أروع توقيتات رحمته! كان داود يجهز للشر وكان على وشك اقترافه، إلا أن الرب أرسل أبيجايل لتهدئته. فعندما قابلت داود، حيته بمنتهى الاحترام، حيث وقعت عند رجليه في التراب (25: 23). لقد خاطبت داود أكثر من مرة قائلة “سيدي”. لم تحاول إدانة روح الانتقام الذي كان آتيًا بها. بل سألته أن يحسب عليها ذنب زوجها (25: 24). واعترفت بحماقته وبكونها لم ترَ رجال داود العشرة حين كلموا نابال (25: 25). تكلمت عن نعمة الله الحافظة وأكرمت الله بقولها: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ مَنَعَكَ عَنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ الرب» (25: 26). كما وضعت على نفسها الذنب الذي ارتكبه زوجها بسوء معاملته لرجال داود، وطلبت الصفح. وأظهرت فهمًا كاملاً لاختيار الرب داود ومسحه ملكًا . وأظهرت إيمانًا قويًا بقولها: «الرَّبَّ يَصْنَعُ لِسَيِّدِي بَيْتاً أَمِيناً»، ومدحت داود لكونه يحارب حروب الرب (25: 28). اعترفت أن شاول كان يطلب نفسه، ولكنها رأت حفظ الرب له (25: 29). وتكلمت بثقة عن الوقت الذي فيه يُقيم الله داود «رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ» (25: 30). وأخيرًا، طلبت من داود أن يذكر “أمته” عندما يعتلي العرش (25: 31). استجابة داود استخدم الرب خطاب أبيجايل، إذ قادها لمساعدة داود في اكتشافه لروحه الانتقامية وغايته الرديئة في الضوء الحقيقي. أولاً: شكر داود الله على إرساله لأبيجايل (25: 32). إنها إحدى علامات الأصالة الروحية، عندما نرى يدي الله في ظروفنا. ثانيًا: شكر أبيجايل على منعها إياه من سفك دم بريء وانتقامه لنفسه (25: 33- 34). لم يخفف من شر قصده، ولكنه أكد شناعته. ثالثًا: صرفها برسالة سلام بعد أن رفع وجهها (25: 35). لقد منع تدخل أبيجايل قصد داود الشرير. فما أجمل: المكان الذي أخذته أمام داود، توسلها، اعترافها، طلبها المتضع في الصفح، إشارتها الرقيقة لخطية داود بسفكه دمًا، إيمانها بمجد داود المستقبلي، وطلبها الختامي بأن يذكرها. فأبيجايل في تقواها وفهمها، تصور المؤمن الحقيقي وأيضًا الكنيسة. بينما يصور لنا نابال كل من يحتقر المسيح ويهلك في خطاياه. لقد غيرت تركيز ابيجايل على النقاط الايجابية في شخصية داود من رغبته في قتل نابال الى غفران وتسامح لامحدودين فلم يقاوم الشر بالشر بل بالخير فبمعونة الروح القدس لا تجابه الشر بالشر ابدا بل افعل كما فعل داود مع نابال فالرب يدافع عنك وياخذ حقك |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تواجهوا الشر بالشر بل أغلبوا الشر بالخير |
رفض ان يحارب الشر بالشر |
إن الشر لا يكافح بالشر |
اذا قابلت الشر بالشر فمتى ينتهي الشر؟ |
لا تقاوم الشر بالشر |