رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثل الزارع (متى 13)، الذي حكاه الرب يسوع ينقسم المستمعون للانجيل الى اربع مجموعات. ثلاث مجموعات سيئة وواحدة فقط جيدة ومثمرة.. والزرع هو كلام الرب الموجود في الانجيل، والزارع هو المبشر بالكلمة او الواعظ بالانجيل، والارض التي يقع عليها الزرع هي قلب الانسان... والمسيح يصنف قلوب المستمعين الى الكتاب المقدس الى اربعة انواع.. النوع الاول القلب الصخر: هو القلب الذي يسمع كلمة الرب، لكن لا يثمر ولا يتجاوب مع نداء الرب. هو دائما يسمع ويُعجب بالكلام الالهي، ويواظب على اجتماعات الكنيسة، لكنه لا يتجاوب ولا يقبل الكلمة ولا يمتصها، بل يرفضها لانه اعتاد السماع وعدم التجاوب فتقسى وتصلب وصار من الصعب التجاوب مع الكلمة. وسبب القساوة هو دمج سماع الكلمة، بالاضافة الى الركض وراء شهوات الجسد ولذات العالم. ورغم معرفة الكلمة لكنه يجد متعته في الشر والخطية، فلم يعد يقدر قبول كلمة الله فتسقط كلمة الرب كحبوب الحنطة، ولا تقدر ان تخترق قلب المستمع، لان القلب اصلب من الصخر فلا يمكن ان يثمر لله... القلب الثاني هو القلب الطريق. النوع الثاني هو الذي يواظب على الاجتماعات، ويرغب دائما الاصغاء الى كلمة الرب، لكن قلبه يكون كالطريق. كثيرون يعبرون ويمرّون فيه، فهو يقبل كل ما يقوله الواعظ، وايضا كل ما يقوله الناس. فآذانه مفتوحة وراغبة في الاستماع الى الجميع، ولا يرغب ان يرفض كلام احد، فهو يقبل الامر وعكسه، يعجب بالشيء وضده، يفرح بكلمة الرب وبكلام اعداء الانجيل. فقلبه طريق للمشاة، مفتوح لكل كلام وكل تعليم، وهو محمول بكل ريح تعليم. فيقبل كلام كل الناس، والنتيجة انه لا يثمر لله، بل تبقى كلمات الانجيل وقتا طويلا على قلبه، دون ان يقبلها. فيأتي الشيطان كالطيور فتلتقط كل حبات الحنطة. فالشيطان يخطف كل ما يسمعه من الانجيل، فينسى الكل ولا يبقى الا افكار البشر ويبقى قلبه مليء بالتشويش والبلبلة. القلب الثالث القلب الشائك. اما القلب الشائك فهو القلب المهمل، فتنبت النباتات الشائكة فيه، فتخنق السنابل، فيبقى بدون طعام روحي.. هذا الشخص الذي يسمع الانجيل ويعجب ويفرح، لكن هموم الحياة والشهوات والقلق والانشغال بالنجاح العالمي، كل هذا يخنق كلمة الرب.... القلب الرابع القلب الجيد والخصب، وهو القلب الذي يسمع كلمة الرب ويفرح بها ويحفظها ويهتم بها وينشغل بها. فكلمات الانجيل بالنسبة له لهي اعظم واهم واغلى من كل ما في الدنيا... فقد اعتاد ان يحافظ على تربة قلبة لينة بدموع الاعتراف والتوبة والانكسار، ويتابع ملاحظة حياته، اذ اعتاد اقتلاع كل النباتات الشائكة، اي كل الافكار المشبوهة والمتعبة والمحزنة. وايضا يسمع كلمة الرب ويغلق اذنيه لكل افكار البشر ومقتراحات الناس، فهو يفحص كل شيء في ضوء كلمة الرب، فالسلطة النهائية هي لكلمة الرب، وليس للناس ولا لمنطقه البشري واستحسانه الشخصي... والغريب ان الرب اراد بهذا المثل ان يؤكد ان الانسان هو الشخص الوحيد الذي يقرر اي نوع يكون قلبه، فلا احد يملي عليه او يجبره. بل الانسان نفسه يسمع كلمة الرب التي تذاع في كل زاوية، وهو يقرر ان يقبلها او ان يرفضها، ان يخزنها او ان يفضل اي شيء عالمي عليها. المستمع هو الوحيد الذي يحدد ان يتقسى او ان يلين ويطيع كلمة الرب... وبعد ان يقرر الانسان بما يقتنع، هو ايضا يحدد مصيره، فالذي يختار الارض الصلبة او الشائكة، لن يجد اي طعام او غذاء عندما يجوع او يحتاج... فكثيرون يهزأون بكلام الرب، وبعد سنين يحصدون المرار لهم ولأولادهم، فيبكون حين لا ينفع البكاء ويتذكرون كيف استهانوا او ازدروا او احتقروا كلام الرب، فيموتون في خطاياهم خائرين اي ان ارواحهم خائرة يائسة ومحبطة فيكتشفون غباء اختيارهم.. والرب اراد ان يحذر المستمعين ان ينتبهوا الى اي خيار او قرار يتخذون حين يستمعون الى كلام الرب.. وينصحنا الرب ان نكون حكماء وفهماء، فنختار القلب اللين الذي يسمع ويقبل ويتجاوب مع كلام الرب، ويحفظ كلمات الانجيل ويقتنع، كما قال بطرس "يا رب الى من نذهب، وكلام الحياة الابدية عندك؟"(يو6).. كثيرا ما يكون سبب دمارنا وهلاكنا مجرد الكسل الروحي،فنحن نجتهد في كل مجالات الحياة، ما عدا في المجال الروحي. فلا نريد ان نجتهد في حفظ الكلمة، وقلع كل ما يتناقض معها، ورفض كل ما يزعج او يعطّل او يضعف ايماننا ومسيرنا مع الرب.. ترى اي قلب تختار اليوم، ان يكون لك؟، وضع الرب القرار بين يديك. لا تلم الله ولا تلم الشيطان ولا تلم الاخرينن بل انت وحدك الذي عليك ان تختار وتقرر وتعمل وتجتهد، وتكون الاولية في حياتك ان تحتفظ بقلب لين ونقي وحساس يتجاوب مع صوت الرب، وتنتبه ان لا يتقسى قلبك او يمتلئ بالاشواك.. المفتاح للقلب الجيد المثمر هو الاقتناع ان الرب اولا وملكوت الله اولا والانجيل اولا وارضاء الرب هو الاهم، كما قال يسوع "اطلبوا اولا ملكوت الله وهذه كلها تكون لكم" (مت12).. اي الايمان ان الرب يهتم ويعتني بكل حاجاتنا كما وعد... لا شك ان القلب المثمر كان مصدرا للفرح والراحة لصاحبه، ويجلب الاكتفاء والشبع، ويمنح الشعور بالانجاز وتحقيق الهدف الذي من اجله خلقنا الرب. اما القلب الصلب والقلب الشائك والقلب الممشى للجميع، لا شك انهم يسببون اليأس والأسى والشعور بالفشل لاصحابهم... فالذي يختار القلب المثمر هو يختار البركة لنفسه، ولمَن حوله. اما الذي يرفض القلب المثمر ويستبدله بالقلب الفاشل، لا يأتي الا بالتذمر والتشكي واللعنة لنفسه ولكل مَن حوله....فمن الغباء اتخاذ القرار بعدم الاجتهاد لاكتساب قلبا فهيما ومباركا ومثمرا لله وللناس. بقلم القس ميلاد ديب يعقوب |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في مثل الزارع |
مثل الزارع ( خرج الزارع ليزرع زرعه ) |
مثل الزارع |
مثل الزارع |
الزارع ... 1 |