منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 01 - 2015, 04:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,515

«لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ»
«لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ» .2

«لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ» .2
(متى 4: 4)
ثلاثة أشياء تستوقف المتجول في منطقة أريحا:
تلال جرداء .. برية قاحلة .. وبحر ميت.
هذه الأشياء الثلاثة الميتة تؤلف معاً برية الأردن التي أصعد يسوع اليها ليجرب من إبليس. وفي هذه البرية القفراء النفراء الموحشة نشبت معركة هائلة بين رئيس النور ورئيس الظلمة. وقد حدث هذا الصدام بعد أن اعتمد يسوع في نهر الأردن، وظهرت أمجاده بانفتاح السموات ونزول الروح القدس عليه،
وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:
« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
(متى 3: 17 )

كان يسوع صائما منذ أربعين يوماً. ويخبرنا لوقا الإنجيلي
وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا.
فظن المجرب ان حاجة يسوع الى الطعام تعطيه فرصة لاصطياده في تجربة. كأن يدفع به وهو الجائع الى استعمال قدرته لتحويل الحجارة الى خبز وبذلك يخرجه على المشورة الالهية باتضاعه، والتي لأجل الفداء قضت بأن يخلي نفسه ويأخذ جسد إنسان. وفي تعبير آخر كان قصد المجرب أن يتخلص بيسوع من قيود التواضع التي قبلها باختياره، والتي ستوصله الى مذبح الصليب. ليقدم نفسه ذبيحة كفارية عن خطايانا. فيتعطل الفداء.

كانت التجربة ماكرة جدا، وقد سبق الشيطان ان حطم بها تواضع آدم وحواء، حين وسوس لهما فكر الصيرورة مثل الله في المعرفة. فسقطت حواء وسقط رجلها معها. لقد قيل انك ابن الله، فبرهن عن ذلك الآن، وقل لهذه الحجارة ان تصير خبزاً، قال الشيطان الماكر.
يا له من داهية !
فأي منطق يعلو على هذا ؟
يسوع جائع وحوله حجارة مستديرة يذكره شكلها ولونها بالخبز. وهو قد شهدت السماء له بأنه ابن الله الكلي المقدرة. فأي شيء أكثر معقولية من استخدام قدرته الخالقة لتحويل الحجارة الى أرغفة يسد بها جوعه الشديد
نعم انها لتجربة محكمة، وهي تجربة نقع فيها جميعا، فتقبض علينا بكل سهولة، لأنها تخبئنا في ثوب المعيشة. انها تقف بنا حاجة شرعية وعوزا لاجل الاستمرار في الحياة. والشيطان الماكر يستغل هذا العوز الشرعي الحياتي لتقويض أركان نزاهتنا، اذ يدس مع شهوة العوز شهوة دنسة اسمه الطمع، الذي يحول الوسيلة عند من يؤخذ به الى غاية، وبالغاية يجذبه الى محبة المال الذي هو أصل لكل الشرور.
ولكن شكرا وحمدا لربنا يسوع لانه قاوم التجربة، وانتصر عليها، تاركاً مثالاً لكي نتبع خطواته. فمن اختباره كإنسان حارب التجربة بسيف الروح الذي هو كلمة الله. وأعطانا كلمة الحية التي بها نقاوم مغريات الطمع، اذ علمنا ان نصلي دوما قائلين:
«أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ... خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا ٱلْيَوْم»
(متّى 6: 9- 11).

وما أروعها من طلبة!
تخفف غلوائنا في التهافت على الماديات لكي لا يطغو فينا طلب الماديات على طلب الروحيات. ان رسالته اليوم تقول لنا:
إلى متى تجعلون حاجات الجسد هماً يومياً
والرب يقول لنا:
«اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ ٱلْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ عُشْبُ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي ٱلتَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ ٱللّٰهُ هٰكَذَا، أَفَلَيْسَ بِٱلْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي ٱلإِيمَانِ؟»
(متّى 6: 26-30)
في القديم أخذ يسوع سمكتين وخمسة أرغفة شعير وبارك ووزع فأشبع الآلاف. ويسوع ما زال يبارك ويمد يده فيشبع كل حي رضا. انه يعطي رحمة ومجداً. انه لا يمنع عن السالكين في الكمال. انه ينادي كل يوم:
«اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ»
(متّى 6: 33).

داود بن يسى اختبر جود المنعم وأوصانا من صميم اختباره:
«ٱتَّقُوا ٱلرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. ٱلأَشْبَالُ ٱحْتَاجَتْ وَجَاعَتْ، وَأَمَّا طَالِبُو ٱلرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ ٱلْخَيْرِ»
(مزمور 34: 9-10 ).
«لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللّٰهِ»
(متّى 4: 4)،
قال يسوع وبهذا القول أبان لنا حقيقتين في غاية الاهمية:

الحقيقة الاولى:
ان المادة مهما بلغت كمياتها أو حسن نوعها لا تستطيع ان تشبع أو تحيي الانسان لان الانسان مخلوق بحسب الله. فهو كائن روحي وليس مجرد آلة مركبة من لحم ودم وعظام. لو كان كذلك لكان الخبز المادي الذي يتحول الى لحم ودم وعظام غذاء كافيا له. كذلك ليس الإنسان مجرد عقل يفكر ويبتكر ويتحسس الطيبات والجمالات. لو كان كذلك لوجد غذاءه في العلوم والآداب والفنون.
في الحق من منا يرضى ان يكون جهاز أكل وشرب أو مخزنا للعلوم والاداب والفنون؟
لا أظن ان عاقلاً يرضى بذلك. ولكن للأسف ليس كثيرون عقلاء ليس كثيرون حكماء. ولهذا نرى سواد الناس ينكبون على المادة ويعيشون للمادة وبميزان المادة يقيس أحدهم قيمة الاخر. سمعت مرة أحدهم يقول لصاحبه معك قرش بتسوى قرش. فيا للتقدير البخس للانسان الذي خلقه الله على صورته كشبهه واشتراه قنية لنفسه بدم المسيح !

أجل ان الإنسان كائن روحي بدليل قول الكتاب:
«وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّة»
(تكوين 2: 7).
فهو اذن ينتسب الى الله الذي هو روح وابو الارواح. وقال الرسول بولس:
«اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ الله»
(رومية 8: 16).
فشكرا لله لأجل روحه الساكن فينا، والذي يوجدنا في شركة الروح مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. حقا ان الانسان لا تشبعه المادة، خبزا كانت أم مالاً أم علماً. فالاختبار يثبت لنا ان كثيرين تجمعت لهم الأموال الطائلة ولكن نفوسهم لم تشبع. وان كثيرين اختزنوا في أدمغتهم المزيد من العلوم والفلسفات ولكنهم لم يرتووا. صدق من قال:
اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال.

الحقيقة الثانية:
ان كلام الله وحده يستطيع ان يشبع الإنسان ويحيي الإنسان. وتعلمنا الكتابة المقدسة ان لله كلمتين، الكلمة المتجسد الذي هو الرب يسوع، والكلمة المكتوبة التي هي كتابه العزيز الذي أوحى به لرسله القديسين. وكل من الكلمتين تشبع الإنسان وتحييه فقد قال الكلمة المتجسد:
«أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَد»
(يوحنا 6: 51).
ولسعادتنا فان الكلمة المتجسد يدعونا للتغذي به، اذ يقول:
«كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. »
(يوحنا 6 :57 )

داود الملك عرف هذا السر، فكانت وصيته القائلة للأجيال:
«ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!»
(مزمور 34: 8)
والكلمة المكتوبة بما انها غير منفصلة عن الكلمة المتجسد تشبع وتحيي، بدليل قول المسيح. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة. من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الحياة. ولكن لكي نحيا بكلمة الله المتجسد يجب أن نتعبد له كل يوم. ولكي نحيا بكلمته المكتوبة يجب ان تقرأها كل يوم. فنكون
«كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ جَدَاوِلِ ٱلْمِيَاهِ، ٱلَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ»
(مزمور 1: 3).
ونتمتع بالنقاوة التي بها نعاين الله، وقد قال رب المجد لخاصته
«أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ»
(يوحنا 15: 3).
ويصير لنا امتياز الصلاة فقد قال السيد الرب
«إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ»
(يوحنا 15: 7).
ولا يقتصر فعل كلمة الله على احيائنا بل هي سلاح لنا في حربنا ضد مكايد ابليس وقد سماها بولس سيف الروح. وهذا السلام الذي وصف بأنه أمضى من كل سيف ذي حدين، هو بعينه الذي قارع به يسوع عدو الصلاح وهزمه. اذ قال له:
مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله.

ولا ننس ان الكلمة المكتوبة هي الصعيد الذي نلتقي عليه بالرب يسوع، فنتحدث اليه بصلواتنا ويتحدث الينا بكلامه، ونتعشى معه وهو معنا. ويا لها من فكرة صالحة ان يخصص أحدنا شطرا من وقته كل يوم لانتظار الرب على صعيد الكتاب.
«أَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ»
(إشعياء 40: 31).
قال المرنم
«اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا»
(مزمور 40: 1-3).
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إِذًا لَيْسَ ٱلْغَارِسُ شَيْئًا وَلَا ٱلسَّاقِي بَلِ ٱللهُ ٱلَّذِي يُنْمِي
أيّتُهٱٱلٱنٌثًى.. كيّفُ ٱخٌتُصِرتُِ تُٱريّخٌ ٱلنٌسًٱء
ليّتُنٌٱ نٌدُرك أنٌ ٱلسًعٱدُۂ ليّسًتُ ٱلحًصِوِل على مٱ لٱ نٌملك..
«لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ» .1
ٱبّتُعٱدُنٌٱ عنٌ ٱلبّشّر قَدُ لٱيّكوِنٌ كُرهٱً ٱوِ تغّيِّر ،،


الساعة الآن 01:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024