بركة بيت حسدا
بجانب البركة التي تسمى بيت حسدا كان جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، وفي ذهن هؤلاء جميعا شيئا واحدا أن يشفوا من مرضهم الذي أعاق حركتهم وجعلهم أسرى للواقع الأليم،
ينتظرون حضور الملاك لكي يحرك الماء فيتسابقوا للنزول إلى البركة لعلهم ينالوا الشفاء "لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه" (يوحنا 4:5).
في تلك الأثناء ووسط هذه الجمهرة الكبيرة وفي خضم الأنين والعذاب والقهر واليأس الذي كان يعتري قلوب المرضى، جاء المسيح بكل هيبته، وقف أمام أحدهم الذي كان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة "فقال له أتريد أن تبرأ؟ أجابه المريض يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما أنا آت ينزل قدّامي آخر " (يوحنا 6:5).
بعد هذا عم صمت رهيب إذ كان الجميع يراقبوا المسيح، وأما العمي فكانوا ينصتون بدقة كبيرة، والشخص المريض كان يحدق في عيني يسوع والدموع تنهمر بشدة، اندهش بهذا الإهتمام من المسيح الذي شده بقوة فجعله يسترخي بصمت "فقال له يسوع قم احمل سريرك وامش، فحالا برىء الإنسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت" (يوحنا 8:5).
هذا هو رب المجد هذا هو يسوع الناصري الذي إن قال فعل، ففي الوقت الذي فتح يسوع فاه دخلت قوّة غير عادية في ذلك الشخص المريض خرقت جسده كسهم منطلق من رام قدير وكنسر يهبط مسرعا نحو فريسته، فوقف على رجليه فرحا غير مدرك بالذي حصل معه، هو يعرف أمر واحد أنه كان مشلولا لا يستطيع الحراك، أما بعد أن تكلم المسيح وأمره بالوقوف تغيّر كل شيء، وحده المسيح يصنع الفرق عندما تشتد الأزمات وتعصف الرياح، ففي وسط الضعف يعطي قوة ووسط الحزن يعطي فرح ووسط الألم والمرض يعطي شفاء وفي وسط التوبة يعطي غفران لهذا قال له "...ها أنت قد برئت فلا تخطىء أيضا لئلا يكون لك أشر" (يوحنا 14:5).
عزيزي القارىء: إذا كنت تمر في ظروف صعبة وتشعر بأنك متروك ومهمل من العالم، وحيد تائه بلا رجاء، اعلم أن المسيح مستعد أن يأخذك بين ذراعيه ليمنحك الغفران ومن ثم ليهتم بك فيرفعك ويجعلك تقف من جديد جالسا وصاحيا وعاقلا فلا تنبطىء بالمجيء إليه هو بانتظارك.