30 - 01 - 2015, 12:38 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مغناطيسية البابا كيرلس السادس _ الأب رافائيل آفا مينا
مغناطيسية البابا كيرلس مع الأنبا بيشوي مطران دمياط والدة الأنبا بيشوي بتحكي لنا وتقول إن هي راحت عند البابا كيرلس هي وابنها الأنبا بيشوي لما كان في الثانوية العامة علشان تسلم على البابا كيرلس. وهو ماشي - طبعاً انتم عارفين الصالون بتاع سيدنا طويل - اتكعبل وهـ يقع فـ راح الأنبا كيرلس حضنه علشان ما يقعش. والدته بتقول أنه في هذه الساعة انخلع قلبها وشعرت أن الواد دة مش ها يكون ليها - يا إما هيترهبن يا إما هيموت، حاجة زي كدة، فخرجت من عند البابا كيرلس زعلانة جداً، وقلبها بيدق جامد.
ومرت الأيام والأنبا بيشوي اترهبن في دير السريان. وهي على طول عرفت إن ديه كانت النبوة بتاعة البابا كيرلس، إن الواد دة مش هيكون ليها دة للرهبنة. استمرت على كدة خلاص خاضعة لأمر الله. وفضل في دير السريان لغاية ما البابا شنودة رسمه أسقف عام على دمياط وبعدين في حركة سنة 1981 قام السادات رئيس الجمهورية قبض على بعض المطارنة وزج بيهم في السجون، وكان من ضمنهم نيافة الأنبا بيشوي وقعد في السجن شهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير، وشهر فبراير طلع، وخياروه ما بين دير المحرق ودير مارمينا. ودير مارمينا كان بالنسبة له أحسن طلعاً، لأنه قريب من أديرة وادي النطرون اللي فيه البابا متحفظ عليه. وقال يبقى أي واحد رايح جاي تبقى العلاقة ماشية مع البابا شنودة، فهو اختار دير مريوط.
لكن عايز أقول لكم أنه قبل ما يختار دير مارمينا، الأنبا بيشوي اترسم سنة 73. لحد 81 حوالي سبع أو 8 سنين كل الرحلات اللى كانت تيجي من عند الأنبا بيشوي، دمياط أو كفر الشيخ، تقول لنا: أوعوا تقولوا للأنبا بيشوي إن أحنا جينا. لو جه أي قسيس يزور يقول أوعو تقولوا للأنبا بيشوي إني جئت. ايه اللى حصل يا أبونا يقول أصل الأنبا بيشوي ما يحبكوش، بيقول على دير مارمينا دة دير غامض. ودير أنبا مقار ودير مارمينا أديرة غامضة. طب يا عم الغامضة ديه شوفها، لا ما أروحش وحرم على أي كاهن أو رحلة أو أي ملاكي حتى أنه يزور دير أبو مقار أو دير مارمينا.
المهم اختار هو دير مارمينا، وتحدد الميعاد أنه يجي لنا يوم من الأيام، وانتظرنا كلنا على البوابة، وكان اليوم دة مطير جداً مطر شديد جداً. انتظرنا طويلاً على البوابة يمكن لغاية الساعة بالليل وماجاش. والدته ست طيبة جت وطلعت من العربية بتاعتها وفضلت واقفة تنتظر قدوم الأنبا بيشوي وماجاش إلا الساعة 12 بالليل. وحالما جه الأنبا بيشوي دخل وعربيات كثير دخلت ورائه. والست واقفة مطرحها في انتظار قدام البوابة تنتظر مجيء الأنبا بيشوي. بعد ما العربيات دخلت كلها والأبواب بتتقفل، بتسأل: أمال الأنبا بيشوي فين؟ الأنبا بيشوي يا ست دخل أول عربية. أنت كنت فين؟ قالت لهم أصل أنا بصراحة مكنتش ببص على البوابة. أنا كنت ببص فوق السور كان الأنبا كيرلس واقف بطوله في عز المطر اللى نازل والشتاء، بشكل فوسفوري جميل فوق السور. واقف فاتح ذراعيه. أول ما العربيات دخلت حضن العربيات وهي دخله بايده. على طول افتكرت الحضن اللي كان عمله الأنبا كيرلس لما كان ابنها في الثانوية العامة. وحكت هذه القصة في شريط موجود في الدير مازال مع الأباهات هنا.
فأنا عايز أقول: هذا الدير الغامض اللي أنت بتقول عليه غامض، والأنبا كيرلس اللي أنت مابتحبوش حضنك في شبابك، وفي أسقفيتك لما طلعت من التحفظ. مش بس كدة الأنبا بيشوي لما دخل الدير كان داخل غريب زي ما يكون واحد برضه يعني متحفظ من انه يتعامل مع أي راهب في الدير، حتى رئيس الدير، فكان يسلم علينا كلنا وعينيه مش فينا، ممكن ما يعرفش مين اللى قدامه ولا عايز يعرف، قعد بالشكل دة يمكن أكثر من شهرين علاقاته بينا في الدير.
بعد كدة تصادف أنه جت بعض المكرسات، وعايزين يقعدوا مع نيافة الأنبا بيشوي، يصلي لهم أو يديهم طقس الرسامة أو وعظة أنا معرفش، وكان يوم زحمة في الدير، فبحث الأنبا بيشوي عن مكان يقعد فيه مع المكرسات يكون مقفول ماقدرش كانت الاستراحة لسة مخلصتش والكنائس كلها زحمة، مالقاش غير مزار البابا كيرلس السادس، ياخذ إذن من الأنبا مينا يقعد مع المكرسات ويقفل عليه وفي هذا المزار تحت أقدام البابا كيرلس. صلى للمكرسات ورسمهم وقعد معاهم قاعدة خاوية جميلة، فلما الأباهات عرفوا كدة استغربوا جداً، يعني الأنبا كيرلس مايجيبهوش غير عنده، وتعال في حضني.
فمرت الأيام وكان الكلام دة هو جاء في فبراير، الصوم الكبير في مارس وابريل. جه الأنبا بيشوي فرحان جداً وكان نيافة الأنبا ارسانيوس مطران المنيا موجود. فالانبا بيشوي بيقول له: أنا حلمت النهاردة حلم جميل جداً. قعدنا نسمع في الحلم. ايه الحلم ياسيدي قال: أنا أول مرة احلم في حياتي، أنا ما بحلمش خالص. وبالذات أنا جالي الليله ديه البابا كيرلس السادس. حلمت إن الأنيا شنودة بيصلي في المرقسية في الإسكندرية ومعاه وديع ويحيى والشلة دي كلها. والأنبا بيشوي يظهر أنه كان بيصلي معاهم. فطلع علشان يجيب حاجة من المقر لقى الأنبا كيرلس واقف في الحوش بيستأذن الأنبا بيشوي بيقوله ممكن يا بني نصلي معاكم قاله وماله ياسيدنا دة يوم الفرح يوم السرور. قاله طب استأذن لنا يابني. دخل استاذن من الأنبا شنودة. فالانبا شنودة قال له: وماله دة يوم الفرح يوم السرور يتفضل يجي. ووديع برضة قال كلمة حلوة - ووديع دة من تلامذة البابا كيرلس القدام. وصحي الأنبا بيشوي من الحلم يحكيه للأنبا أرسانيوس ويحكيه لكل من يقابله. سمعناه وانبسطنا إن فيه سنارة من سنارات البابا كيرلس شدت الأنبا بيشوي وكان متعزي جداً.
وطبعاً أنا بقولكم بصفة عامة أحلام البابا كيرلس لما تيجي لأي إنسان في الأرض، اليوم دة مش من عمره، اليوم دة من السماء، كلنا شاهدنا دة مش أنا لوحدي. كل اللي شاف البابا كيرلس في حلم من الأحلام اليوم دة بيبقى مش من عمر الإنسان.
وفعلاً الأنبا بيشوي قعد يحكي في هذا الحلم شهور لغاية ما جه شهر سبتمبر، وقاعد يحكي في الحلم، وبعدين الأنبا تادرس بتاع بورسعيد كان موجود في الفناء قدام الكنيستين العذراء ومارمينا في الدير، ففضل يحكي للأنبا تادرس على الحلم، وشباب كثير قاعد يسمع، وانبا مينا بتاعنا واقف يسمع. أنا الصراحة يعني مارضتش أقف قلت أنا حاجة عارفها هافضل كل شوية اسمع الحلم ما رضتش.
بعد ما مشيت العيال جم قالوا لي، الأولاد بتوع بيت الخلوة، ماشفتش الحلم الجديد بتاع الأنبا بيشوي، حلم جديد يا خسارة زعلت جداً. تاني يوم على طول الصبح رحت للأنبا بيشوي. كان بيتمشى في الحديقة برة بتاعت الدير. رحت قلت له يا سيدنا أنا آخر من يعلم وأنت عارف علاقتي القوية بالبابا كيرلس السادس قالي فيه ايه. قلت له يعني أنت امبارح حكيت للأولاد ولسيدنا الأنبا تادرس حلم جديد وأنا ماسمعش. قالي أنا كنت فاكرك أنك واقف تسمع. قلت له لا يا سيدنا انا ما كنتش واقف. أنا افتكرت الحلم القديم، قال لي لا دة حلم جديد جميل جداً. قعد يحكيه لي .. أيه الحلم بقى بيحكي في الحلم بيقول:
أنه في المرقسية بالإسكندرية الحوش بتاعها عن أخره مطارنة وشعب كثير وكهنة، والبابا شنودة محبوس في الدور الثاني عليه عساكر ضخمة علشان ما يطلعش من أوضته. والأنبا كيرلس السادس نايم في الدور الثالث لأنه استقال من البطرخانة، وكبر في السن وطلع على المعاش، والأنبا شنودة حل بداله. يعني مش مات الأنبا كيرلس لا ودة فعلاً اللي بيحصل في الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة - ودة تفسير الأنبا بيشوي نفسه مش تفسيري أنا - التفسير أن الكنيسة المجاهدة مازالت تعيش، والكنيسة المنتصرة اللي راحت السماء مازالت تعيش معنا ومشاركانا في كل آلامنا.
فالشعب كله (اللي في الحوش) راح للأنبا بيشوي وقال له يا سيدنا أنت قريب جداً من البابا كيرلس وقاعد عنده في الدير، لو سمحت احنا جايين كلنا علشان ننتدبك تطلع للبابا كيرلس تقول له يجي يمسك البطرخانة بدل الأنبا شنودة، لغاية ما الأنبا شنودة يطلع من الحبس، لأننا كدة أحنا حالياً بقى لنا سنة بالضبط مش عارفين نعمل أي حاجة. كان بقى لهم سنة فعلاً من سبتمبر إلى سبتمبر وحيرانين ولا فيه شغلانة ولا مشغلة وكلها المركب بتضرب في البحر لا عارفة رايحة فين ولا جاية منين. ودة كان حال الكنيسة فعلاً. فالأنبا بيشوي خاف جداً وقالهم لا ما اقدرش - كل دة في الحلم الأنبا بيشوي بيحكيه - وبعدين أخيراً قبل وقال لهم طب صلوا من أجلي علشان أطلع للبابا كيرلس أقول له. وفعلاً طلع للبابا كيرلس السادس وخبط، فتحله البابا كيرلس، رجل عجوز، وضرب الميطانية وباس ايده وقال له: يا سيدنا أنا جاي لك مفوض عن الشعب كله، أنت عارف إن سيدنا الأنبا شنودة محبوس، ياريت تنزل ترعى الشعب لغاية ما الأنبا شنودة يطلع قال له يا بني أنا خلاص، ما صدقت أني طلعت على المعاش، روح للأنبا شنودة بتاعكم. قال له يا سيدنا أنت عارف أنه محبوس. سيدنا قال له يا بني ما اقدرش. أنت شايف صحتي بقيت راجل عجوز وما اقدرش وأنا تعبان دلوقت يا بني ما قدرش. قعد يتمنع والأنبا بيشوي يسترضيه لغاية ما الأنبا كيرلس قال له كدة طب يا بني معلش يا بني أهه سنة ولا أثنان وإنشاء الله الأنبا شنودة هيرجع لكم. خلاص يا بني أنا قبلت أن أرعى هذا الشعب.
والأنبا بيشوي بعد ما خلص الحلم، قلت له طب ايه رأيك. طبعاً فسره لي بالكنيسة المجاهدة والمنتصرة. لكن عايز أقول حاجة غريبة جداً الشعب كله في هذه السنتين بشهادة كل الناس في أحلامهم وفي رؤياهم اللي كانوا محبوسين في السجون وعلى رأسهم أبونا لوقا سيداروس بتاع الإسكندرية وأبونا ابراهيم عبده وكثير من الأباهات اللي كانوا محبوسين في السجون، كثير من الناس قالوا إن البابا كيرلس كان بيتمشى في وسطهم وبيوعدهم بوعود ويلهمهم بالإلهامات كأنه هو اللي بيعمل كل حاجة .. ديه نمرة واحد. نمرة اثنان الحلم دة كان في منتصف سبتمبر سنة 1982 بعد ما خرج الأنبا بيشوي من التحفظ من السجن، البابا كيرلس قال له سنة ولا اثنان وهيطلع لكم البابا شنودة. الأنبا شنودة مطلعش إلا في واحد يناير، لكن في منتصف سبتمبر سنة 1984 سُمح بالدخول إلى دير الأنبا بيشوي علشان مقابلة البابا بالبطاقة الشخصية فقط، والقسيس ما يقولوش ورينا البطاقة بل يقولوا له اسمك ايه وبس، ياخدوا اسمه عندهم بتوع المباحث العامة، أما قبل منتصف سبتمبر 1984 كان الدخول في منتهى الصعوبة.
أكمل لكم الحكاية عن الأنبا بيشوي .. الأنبا بيشوي في يوم من الأيام كان الأنبا مينا بتاعنا عيان في المستشفي القبطي وبيعمل عملية كان عميلية الفتاء، فالأنيا بيشوي قال ذوقياً قال أنا قاعد عنده لازم أروح أزوره فطلب الاذن من المباحث العامة بتاعت منطقة الحمام وبرج العرب اللي احنا عايشين في وسطهم، فجالوا الراجل مفتش مباحث العامة بتاع المنطقة وقال له ممنوع نزولك مفيش إذن من المباحث العامة تنزل، وجه قال له كدة بنفسه. لقيت الأنبا بيشوي قاعد وجنبه أبونا صليب وجنبة بعض الأباهات ... كلهم انفضوا والأنبا بيشوي وحده فببص على الأنبا بيشوي لقيته ماشي بيكلم نفسه ماشي يكلم نفسه، يعني يكون ماشي مئة متر يروح راجع المئة متر تاني ... أنا بصراحة حنيت عليه، رحت له قلت له ممكن أقعد معاك شوية يا سيدنا، قال لي اتفضل يا بني، قعدت معاه قلت له يا سيدينا الكبير كبير والصغير صغير يا سيدنا، قال لي يعني ايه، قلت له يعني المباحث العامة دي رئاسات .. يعني أنت دلوقت أخذت إذن الصغير سيبك منه خذ إذن الكبير، إذا الكبير قال لك متروحش خلاص ... فإنت تبعت للمباحث العامة في مصر، وتقولهم الأنبا مينا رئيس الدير اللي أنا قاعد عنده عايز أزوره، إذا قالوا لك لا يبقى خلاص عملت اللي عليك ... وعلى طول كتب جواب للأنبا بولا أنه يقابل الرئاسة في مصر، والمباحث العامة أعطته تصريح فوراً بأنه ينزل يزور الأنبا مينا، ويجلس في مصر كما يشاء ... وشكرنا ربنا وعملنا تمجيد لربنا والقديسين.
بحكي للأنبا بيشوي .. قلت له ياسيدنا كان عندي من البابا كيرلس السادس أحلام كثيرة جداً في حياتي وأحلام 81 يا سيدنا بالضبط أنا شفتها في أحلامي، ووريت له الورقة اللي كاتب فيها ... كان فيه حلم جميل يوم برمون الميلاد 6-1-1981 ... وجدت البابا كيرلس في الحلم بيكلم بعض الناس على بعض الأمور في الكنيسة، قلت ما يصحش اسمع هو بيقول لهم ايه. لما طال الحديث قلت لا دة الحديث طال وأنا عايز أخش أقابله، أشوف بيقول ايه إذا كان مهم استنى إذا كان كلام مش مهم أخش. لقيته بيقول لهم: على كل حال يا أولاد ما تزعلوش، في شهر عشرة أو في عاشر شهر حاجة زي كدة، يعني كلمة عشرة، هاتسمعوا أخبار عظيمة جداً في مصر، يعني كل حاجة هتنتهي. كتبت عندي أنه في شهر عشرة أو بعد عشرة أشهر هتتحل حاجات كثيرة في مصر، وأحداث كثيرة هتنتهي. البابا كان بيقول لهم كل حاجة هتحصل. وفي يوم 6-10-1981 مات السادات ... وكنت ماشي أعيط في الدير، بتعيط ليه؟ قلت ده مش حلم ... ديه مش أحلام ... ديه نبوات.
قلت له يا سيدنا بس اللي حيرني بعد هذا الحلم حلم تاني، قال لي قول يا أبونا، قلت له بعد الأحداث ديه ما حصلت سنة 81، الأنبا كيرلس جه يزورني علشان يعزيني ويعرفني إن الأحلام ديه ماكنتش أحلام ويوريني أنه كان معاي في كل خطوة، فبيقول لي يا بني بس عايز أقول لك حاجة، قلت له اتفضل يا سيدنا، قال لي رهبان الأنبا أنطونيوس هتشوف أيام وحشة خالص، الظاهر الأنبا أنطونيوس يا بني مش راضي لهم بالعمار .... فيا سيدنا أنا محيراني الكلمة ديه جداً ... أنا بقى لنا فترة دلوقتي على الكلمة ديه ... الكلام دة كان في نوفمبر سنة 81 وأحنا دلوقت في يوليو 82 قبل عيد الرسل بشوية ... فقعد ندرس الموضوع إزاي رهبان الأنبا أنطونيوس، دا رهبان الأنبا أنطونيوس أحسن رهبان، ده سيدنا البطرك مختارهم من خيرة الرهبان من البرموس ومن الأنبا بيشوي، وراح مرهبنهم بنفسه هناك، وموصيهم، قعدنا طول الليل ندرس إزاي البابا كيرلس يقول كدة. المهم خلصنا وراح هو تاني يوم طلع سافر راح المستشفى القبطي وزار الأنبا مينا.
وبعد كدة بالصدفة هو طلب يتفسح شوية علشان بقى له كثير محبوس وعايز يزور أديرة وقديسين، قالوا له معندكش تصريح تخش وادي النطرون خالص، إما تروح المحرق أو تروح البحر الأحمر، فراح بالصدفة دير الأنبا أنطونيوس. وراح في رفاع بتاع صيام الرسل .. المهم جايبين له فرخة علشان ياكلها وشية ملوخية طبعاً ولا حاجة، فهو قال لهم لا أنا آكل مع الرهبان ماكلش وحدي أبداً، قالوا له أصل الرهبان واكلين عدس النهاردة، إزاي عدس والنهاردة الرفاع وعيد مش عارف، المهم قالوا له أصل فيه خناقة في المطبخ، والمطبخ مقفول، وإحنا طبخنا لك لوحدك، قال لا مش واكل، ومرضيش ياكل ونزل قعد مع الرهبان واجتمع بيهم وابتدى يعرف إن فيه خناقات وشد وكلام كثير وحاجة صعبة مرة مرة مرار، فابتدأ يعملهم وعظ وابتدأ يوعظهم ويشد عليهم جامد، فبقى يسمع شتيمته بودانه من الرهبانـ اللي يقولك خليه يوعظ نفسه، هو جاي يوعظنا ... فالراجل قال أنا مصليتش ولا قداس، قعدت حوالي اسبوع خايف واحد يقول له أخطئت حاللني وأنا مارضاش احلله، مش عايز احلل أحد لأنهم كلهم اصدروا قلة الأدب، وأخيراً لما لاقى الحكاية كدة مسك الكبير بتاعهم وقفه وحرمه من الصلاة والتناول، والثاني وقفه ... وتنه جاي على الدير.
كان يوم جمعه، بصيت لقيته جاي يدور علي، راح القلالي مالقنيش، يدور في وسط الزحمة أبونا رافائيل أبونا رافائيل، نعم يا سيدنا - مش طريقة الأنبا بيشوي انتم عارفين الأنبا بيشوي دقيق في كلامه وفي معاملاته لكن الطريقة دي كانت طريقة غريبة جداً وفيها ترحاب شديد - أبونا رافائيل قلت له نعم يا سيدنا قال لي: اسكت مش كلامك طلع صح في دير الأنبا أنطونيوس، قلت له استني يا سيدنا، خفت الكلام يكثر قدام الناس، قلت ها أجيلك الأوضة أجيلك القلاية يا سيدنا. بعد كدة خلصت الناس ورحت له في بيت الخلوة وقعدت معاه قال لي أحكي لك. قعد يحكي لي كل اللي قلته لكم دة، وأنا قاعد اسمع اسمع قلت ليه سيدنا بس أسألك سؤال صغير، قال لي قول يا أبونا قلت له جبت اسمي، قال لي آه غصب عني أمال أنا ها أحرم واحد واشلح واحد من غير ما أجيب اسمك. الناس تقول علي ايه. قلت لهم أبونا رافائيل في دير مارمينا حلم لكم حلم زي الزفت. الأنبا كيرلس قال له إن انتم ها تشوفوا أيام وحشة، الأنبا أنطونيوس مش راضي لكم بالعمار. أنا بصراحة اتخضيت، قلت أنا أقول أيه للرهبان، ويقولوا علي ايه الرهبان أنا اللي بعته. قعدت حيران جداً.
ومرت الأيام وبصيت لقيت واحد راهب جاي يصلي معاي القداس، قلت دة يكون مشلوح ولا محروم من الأنبا بيشوي، وأنا أناوله يا رب ما يتناولش يارب ما يتناولش، وفعلاً ما تناولش، وبعد القداس بيقول لي أنا عايز أقعد معاك شوية، قلت له اتفضل، قعدت معاه أنت اسمك ايه يا أبونا، قال لي اسمي فلان، قلت الله دة هو دة المحروم. نعم يا أبونا عايز ايه قال لي أنت سمعت اللي حصل في دير الأنبا انطونيوس قلت له سمعت قال لي انت حالم لنا أيه، قلت له لا حالم لك ولا حالملكش أنت عايز مني ايه، قلت له أنت جاي ليه، قال لي علشان أشوف الأنبا بيشوي حرمني ليه، كان لازم أشوف ها أعمل وأسوي فيه واضربه وأعمل له، قلت له الله الله يا أبونا أنت اترهبنت يا أبونا قال لي آه، قلت له اترهبنت أمتى قال لي يوم كذا، قلت يه مين قال لك أنك اترهبنت، مين رهبنك واترهبنت علشان ايه متجوزتش ليه، عايز تاخذ تارك بايدك ليه. أعطت له كلام جامد معرفش طلع إزاي. قال أنت حالم لنا. قلت له حالم الأنبا كيرلس بيقول هتشوفوا أيام أحلك من شعر رأسكم، مش راضي لكم بالعمار، علشان كلكم وحشين. وأعطيت له كلام جامد. ابتدى يعيط. قال لي طب أعمل ايه دلوقت. قلت له روح للأنبا بيشوي اضرب ميطانية وقول له سامحني حاللني، واخطأت قدام ربنا وقدامك، واللي عايز تعمله في اعمله، واستاهل علشان آخذ أجري على الأرض أحسن ما آخذ جهنم في الآخرة. قال لي حاضر وراح للأنبا بيشوي عمل كدة. الأنبا بيشوي بكل أدب قال له يا بني الله يحالك وروح صلي.
استغربت جداً، قلت برضة الحلم دة كان شَدَة. المهم بوريلكم شَدَة (جذب) البابا كيرلس السادس للأنبا بيشوي، ومن ساعتها الأنبا بيشوي يحب دير مارمينا جداً ورسم واحد اسمه أبونا يونان على كفر الشيخ وبعته يقعد الأربعين يوم في دير مارمينا علشان الاستلام. كان كل مرة يبعت الأنبا بيشوي يبعت السريان يبعته البراموس لكن عندنا احنا لا ... بعته عندنا وقال له روح يا أبونا يونان استلم الطقس في دير مارمينا، أنا ميهمنيش هتستلم الطقس - ده كلام أبونا يونان بفمه - أنا ميهمنيش تستلم الطقس من دير مارمينا أو من أي دير آخر، أنا ابعتك علشان تروح تتعلم المحبة والحب في دير مارمينا. لما قال لي الكلام دة أنا سعدت جداً. قلت ياسلام يعني كأنه طلعه من بعد اختبار سنة ونصف معنا، ولما بقول لكم على الأنبا بيشوي مطران دمياط والست دميانة وكفر الشيخ بقولكم انه برضه في هذا الوقت كان سكرتير المجمع المقدس ورئيس المجلس الإكليريكي، ومش بس كدة، والذراع الأيمن للبابا شنودة في كل شيء، في كل صغيرة وكبيرة، يعني إن قال هو حاجة يبقى البابا شنودة قالها، وإن لم يقلها يبقى البابا شنودة مقلهاش. شوفوا بقه مع كل ده يجي ويزور الدير، وفي ترشيحات الأسقفية يروح ياخد أبونا أرشليدس آفا مينا، ويقدمه لسيدنا البطرك، ويتذكى أسقف على ملوي باسم الأنبا ديمتريوس، مش صغيرة مش صغيرة ابداً يعني لما تشوفوا كل اللي قلناه وبعد كدة يجي ياخد من الدير ويرسم اسقف. ومازال لغاية النهاردة فيه زيارات، وفيه ترحاب ما بينه وبين الرهبان كلهم بصفة عامة.
تغيير كبير جدأً بمغناطيسية البابا كيرلس السادس الهادئة الوديعة.
بركة صلاة هذا القديس العظيم الأنبا كيرلس السادس تكون معنا آمين.
المصدر: تسجيلات للأب رافائيل آفا مينا لم تنشر بعد
|