العظة علي الجبل
١٠ يناير ٢٠١٥
وأما من عمل وعلم فهذا يدعي عظيما في ملكوت السموات مت5:19 – (2)
ومن أسباب الشفقة معرفة قوة العدو وضعف الطبيعة البشرية.
في هذا قال القديس بطرس الرسول اصحوا واسهروا لأن إبليس خصكم مثل أسد يزأر,يجول ملتمسا من يبتلعه هو نقاومه راسخين في الإيمان1بط5:9,8وأيضا قيل عن الخطية في سفر الأمثال إنها طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياءأم7:26.
لذلك فالمعلم الشفوق يشجع لكي يقيم الساقطين ويمنحهم قوة للقيام واضعا أمامه قول الكتابلاتشمتي بي ياعدوتي,فإني إن سقطت أقوممي7:8وكذلك ما ورد في سفر الأمثال إن الصديق يسقط سبع مرات ويقومأم24:16.
والمعلم الحقيقي يقدم التعليم بتدريج علي قدر الاحتمال.
كما قال القديس بولس لأهل كورنثوس سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون..1كو3:2وهكذا نري يسوع المسيح وبخ الكتبة والفريسيين لأنهم كانوا يضعون علي أكتاف الناس أحمالا عسرة الحملمت23:4أما هو-فمن الناحية المضادة-كان يقول تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال,وأنا أريحكممت11:28.
كذلك مفروض في المعلم,أن يقدم التعليم السليم.
كما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيطس أسقف كريت أما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيحتي2:1وكان يشترط أن بحسب التعليم.لكي يكن قادرا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضينتي1:9وهكذا قال لتلميذه تيموثاوس أسقف أففسوما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضا2تي2:2.
حسن أن يعمل الإنسان ويعلم بشرط أن يعلم تعليما سليما,وإلا فإنه يقع في دينونة إن أخطأ في التعليم.
وفي هذا قال القديس يعقوب الرسول لاتكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعايع3:2,1وقال القديس يوحنا الرسولإن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة2يو10:11ولذلك قاللا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي الأمم1يو4:1.
لذلك مع عظمة التعليم-ليس لكل إنسان سلطان أن يعلم.
كما قال الرسولكيف يكرزون إن لم يرسلوارو10:15.
إن رب المجد أرسل تلاميذه لكي يتلمذوا جميع الأمم ويعلموهم مت28:20,19.
وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمينأف4:11وقال عن مواهب الروح القدس فأنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة,ولآخر كلام علم1كو12:8وتساءل في تعجب ألعل الجميع معلمون؟!1كو12:29.
والكنيسة منحت سلطان التعليم لأناس أمناء أكفاء 2تي2:2.
تأتمنهم علي التعليم,وبالأكثر علي نقاوة التعليم بتوصيل تعليم الكنيسة لأبنائها وليس فكرهم الخاص,والذين شذوا وقدموا تعليما خاطئا أخذت الكنيسة موقفا ضدهم,كالهراطقة ومنعتهم من التعليم.
والمعلمون الأمناء منحتهم رتبا كنسية تسمح لهم بالتعليم.
منها درجات الكهنوت,ورتب الشمامسة لكي يميزهم الناس عن غيرهم ممن يقيمون أنفسهم معلمين بغير تفويض من الكنيسة وقد ينحرفون ويضلون آخرين والذين نالوا درجة ولم يكونوا أمناء للتعليم عزلتهم.
إن الرب قد طوب من عمل وعلم غير أن العمل بالوصية هو للكل,ولكن التعليم ليس لكل أحد.
وهكذا يقول القديس بولس الرسولإذ الضرورة موضوعة علي, فويل لي إن كنت لا أبشر1كو9:16ونسأله ماهي هذه الضرورة الموضوعة عليك؟فيجيب قد استؤمنت علي وكالة1كو9:17.
ونراه يقول للأسقف تيموثاوس,الذي بأسقفيته قد اؤتمن علي وكالة لاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك لأنك إن فعلت هذا,تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا1تي4:16.
وفي تفسير داوم علي ذلكيأمره في رسالته الثانية قائلا:أكرز بالكلمة اعكف علي ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم2تي4:2.
الآباء والأمهات أيضا-بالنسبة إلي أبنائهم-قد استؤمنوا علي وكالة ليعلموهم طريق الرب حسبما أمر منذ القديمتث6:7,6.
حيث قال الرب عن وصاياهوقصها علي أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك.