أحسن مزود
الآية:(فخرّوا وسجدوا له.ثم فتحوا كنوزهم وقدّموا له هدايا:ذهباً ولُباناً ومُرّاً)(متى 11:2).
اقترب عيد الميلاد 1994م وذهب الخدام الى أحد ملاجىء الأيتام ليقُصّوا عليهم قصة الميلاد ففرح الأطفال جداً ثم أعطوهم قطعاً من الكرتون والورق ليعمل كل واحد مزوداً كتطبيق للدرس.مرّ الخادم بين الأطفال فوجد طفلاً فى السادسة من عمره قد صنع مزوداً وقد وضع فيه طفليْن فاستفهم الخادم منه عما فعله..فقال له:بعد أن وضعت العذراء الطفل يسوع فى المزود وقدّم له الرُعاة والمجوس الهدايا اقتربت أنا أيضاً فسألنى المسيح هل لك مكان تقيم فيه؟
فقلت:أنا ليس لى ماما أو بابا وليس لى مكان.
فقال:يمكنك أن تبقى معى.
فقلت له:ليس لدى هدية يمكننى أن أقدّمها لك مثل الباقين ثم فكّرت وقلت له:هل اذا دخلت معك فى المزود وأدفأتك تقبل منى هذه الهدية؟ففرح وشكرنى وأدخلنى معه للمزود وفرحت جداً.
+ لقد تنازل المسيح وتجسّد ليقترب منك ويُعطيك حبُه حتى لا تشعر بغربتك عنه أو تخاف منه لكثرة خطاياك لقد اقترب اليك ليرفعك اليه.ولأنك عاجز أن ترتفع اليه نزل هو اليك وأخذ الذى لك أى طبيعتك البشرية ليُعطيك الذى له وهو البر والقداسة.
هو ينتظر تجاوبك مع محبته فقدّم له هديتك مثل المجوس وان لم تكن قادراً على تقديم هدية كبيرة فأقل شىء تقدّمه هو ذو قيمة كبيرة عنده لأنه ينتظر مدى حُبك وأنت تقدّم هذه الهدية سواء صلوات أو قراءات أو عبادة..أو أى أعمال محبة تقدّمها للآخرين فأصغر خدمة تقدّمها من قلبك قد تفوق أكبر الخدمات التى يُقدّمها الكثيرون.