رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله ( في 1: 29 ) في آيتنا اليوم توجد عطيتان مباركتان؛ الأولى: أن نؤمن بالمسيح، والثانية: أن نتألم لأجله. بالقطع لا توجد لدينا أية مشكلة بخصوص العطية الأولى، لكن كم بيننا مَن يؤمن أن الآلام لأجل المسيح هي أيضًا عطية؟ إننا إذا عرفنا لماذا يسمح الله بالألم في حياة المؤمن، لأصبح بوسعنا أن نفهم حقيقة أن الألم عطية إلهية. فعندما نتعامل مع الظروف المضادة بروح الخضوع والحمد والتسبيح، فإن الله سيستخدم ذلك لتكون شهادة تُمجِّده، وتُمجِّد أولاده، وتؤدي إلى نموهم الروحي وتقدمهم، وتوكيد تغيرهم أكثر فأكثر إلى شبه المسيح، ويجعلهم يختبرون كفاية النعمة الإلهية، ويلقيهم أكثر على شخصه، ويُحضرهم إلى شركة آلام المسيح. فإذا كان الألم يُنتج كل هذه الثمار المباركة، فهو بكل تأكيد عطية إلهية. ... ولكن ماذا بخصوص الماضي والمستقبل؟ لنستمع إلى بولس يقول: «ولكني أفعل شيئًا واحدًا: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع» ( في 3: 13 ، 14). «أنسى ما هو وراء» لا تعني نسيان الخطايا والأخطاء الماضية، بل إنها تعني ببساطة أننا نكسر قوة الماضي بالعيشة لأجل المستقبل. نحن لا يمكننا تغيير الماضي، ولكن بإمكاننا أن نَدَعه يغيِّرنا إن كانت لنا النظرة الصحيحة وتعلمنا الدرس منه. غير المؤمن قد يحكمه الماضي، ولكن المسيحي الحقيقي يركض في السباق وعيناه مُثبتتان على ما هو قدام «أمتد إلى ما هو قدام». «ما هو وراء» يُطرح جانبًا، «ما هو قدام» يأخذ مكانه اللائق به. بعض المؤمنين مُكبَّلون بأخطاء الماضي، في حين أن البعض يزهون بنجاحات وانتصارات مضت! وكِلا التوجهين خطأ بالتأكيد. قال الرب يسوع: «ليس أحد يضع يده على المحِراث، وينظر إلى الوراء، يصلُح لملكوت الله» ( لو 9: 62 ). ولقد شبَّه الرسول بولس الحياة المسيحية بالسباق الذي له هدف مُحدد؛ المسيح في المجد هو هذا الغرض الذي يضعه المؤمن في قلبه وهو يسعى إليه ( عب 12: 1 ، 2). ومخلصنا المبارك ينبغي أن يكون هو «الغرض» الذي تتعلق به أبصار أولئك الذين يتعلقون «بجعالة دعوة الله العُليا» ويثبّتون النظر عليها... |
|