كل العيلة-365 يوماً مع الكلمة لكل أفراد العائلة(دراسة كتابية)-5 يناير 2015

[nasser]

دراسة كتابية
(1)سفر الشرارة الأولى(أعمال الرسل)

هذه قصّة الكنيسة منذ ولادتها وحتى الثلاثين عاماً من عمرها التى اختتمت باستشهاد السوليْن الكبيريْن بطرس وبولس.ويعتبر العلماء أن لوقا كاتب هذا السفر هو أهم كاتب بين كتّاب العهد الجديد لأن ما كُتب فى انجيل لوقا وسفر الأعمال يُعتبر أكبر مُساهمة قدّمها كاتب فى كل أسفار العهد الجديد فعمله هذا يُعتبر رُبع حجم الأسفار وأثقلها وزناً.ولا يوجد ما يحمل لنا قوة وعظمة بداية المسيحية مثل هذا السّفر.كما أنه يُعتبر حجر الزاوية الذى يربط بين الأناجيل والرسائل.فهو القنطرة بين المسيح وبولس وبين المسيح والمسيحية وينقل لنا الشرارة الأولى التى أشعلت النفوس والقلوب بمحبة المسيح وصدى هذه الشُعلة وهى تُلهب قلوب التلاميذ والمؤمنين فى كل عصر وذلك من خلال صفحات هذا السفر.
ويمكن أيضاً أن يُطلق عليه(أعمال الروح القدس).لأنه يبدأ منذ أن حلّ الروح القدس على التلاميذ وظلّ يعمل فيهم وفى غيرهم ليصنع للكنيسة تاريخياً حياً.وهو يعمل بواسطة الرسل وبغيرهم لأجل تكميل تاريخ الكنيسة الى أن يأتى المسيح وحينئذ يُكتب(قد أكمل).فلم يكتب الروح القدس بعد خاتمة هذا السفر بل ترك صفحاته مفتوحة ليساهم فيها كل كارز وكل خادم وكل شاهد للمسيح وكل شهيد لأجل كلمة المسيح فى اضافة تسجّلها سجلات السماء وتحتفظ بها الكنيسة كلآلى كثيرة الثمن.
وعندما نقرأ هذا السفر وندرسه فاننا لا نقرأ تاريخاً لمسيح أكمل عمله وعبَر بل لمسيح حىّ لايزال يعمل ويتكلم.ولا نقرأ عن شُعلة اشتعلت وانطفأت بل عن شرارة بدأت ومازالت مشتعلة تلهب كل من تقترب منه فتجعله أيضاً شُعلة جديدة.وهناك ثلاثة أهداف أساسية لكتابة هذا السفر هى التى كانت تُحرّك فكر لوقا وتُظهر الأمور أمامه.
آية اليوم:لكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم.
(أع 8:1)