(21) نظريات حديثة عن العودة:
هناك بعض العلماء الذين ينكرون عودة المسبيين في أيام كورش الملك، ويزعمون أن إعادة يناء الهيكل قام بها اليهود الذين بقوا من السبي في يهوذا وفي أورشليم، ويبنون نظريتهم على أساس رفضهم لتاريخية سفري عزرا ونحميا. ولكن ليس بالسفرين من الصعوبات ما يدعو إلى إنكار حقيقة عودة المسبيين، وما عمله كل من عزرا ونحميا. ففيما يتعلق بالعودة نجد أن سياق القصة تؤيده الوثائق التي تحمل طابع الحق التاريخي الذي لا يحتمل جدلًا. كما أن عملًا عظيمًا يحتاج إلى كل هذه الطاقة والمهارة والإيمان، لم يكن ممكنًا أن يقوم به الباقون من الشعب دون معونة قوية من الخارج، فقد عرفنا أنه لم يبق في البلاد سوى الضعفاء والمساكين الذين لا يمكن أن ينتظر منهم القيام بمثل هذا العمل الضخم. كما أن صمت حجي عن موضوع العودة، لا يمكن أن يكون أساسًا سليمًا لإنكار العودة. وكل قصة السبي تؤيد القول بأن اليهود الباقين كانوا في حاجة ماسة إلى العائدين من بابل ليشعلوا فيهم الغيرة والحماس للعمل.