لقد كان مجيء المسيح له كل المجد نقطة تحول في تأريخ البشرية نحو السلام والتأخي بين الشعوب ،فرسالة السلام والمحبة التي اتى بها المسيح (ع) غيرت المفاهيم السابقة التي كانت تقول العين بالعين والسن بالسن ، ان المعجزات التي قام بها يسوع المسيح امام جموع من الناس وبشهادة التلاميذ كانت اعمال الاهية لايستطيع القيام بها سوى الله . ان يسوع المسيح اقام الأموات وشفى المرضى وأوقف العاصفة ، ومع كل هذه القدرات الألهية ، لم يستخدم القوة ولم يجبر احدا على تطبيق تلك المباديء السامية ، بل اعطى للبشرية حرية الأختيار بين الخير والشر وكان يعلم ويكرز بمحبة ويتحنن على طالبين الغفران والرحمة من الله ،ومن وصياه العظيمة هي ان تحبو بعضكم بعضا وان تكونوا كاملين كما هو ابوكم السماوي كامل . ومع هذه العظمة الألهية قدم المسيح (ع) نفسه فداء للبشر وصلب على يد الرومان من اجل مغفرة خطايا البشر ليتم ما جاء في الكتب من قبل انبياء العهد القديم، ولكي يتم مشروع الله على الأرض وبرهن على قدرته في التغلب على الموت ،بقيامته من بين الأموات . ومنذ مجيء المسيح له كل المجد ولحد الأن البشرية تتخبط في صراعات ومشاكل وحروب لا حصر لها لأنها لا تطبق مباديء الخير والمحبة والسلام التي جاء بها المسيح (ع) لذلك فأن كل الحروب والصراعات التي شهدتها البشرية هي من صنع الأنسان ،ولن يستقر العالم وتتم العدالة الا اذا عدنا الى تلك المباديء السامية التي تأسس لعلاقة انسانية عادلة بين جميع البشر دون تمييز بسبب اللون او الجنس او لأي اسباب اخرى. لقد كانت جميع الصراعات خلال التأريخ هي اما صراعات عرقية اوقومية اودينية او دكتاتورية او صراعات حضارات استغلالية ، لذلك سقطت جميع تلك القوى لأنها سلكت طرق غير عادلة مع الأخرين وتلك الطرق لم ولن تنجح فلا يعود السلام والخير والعدل والأستقرار في العالم الا بالعودة الى وصايا وتعاليم ربنا يسوع المسيح له كل المجد. وفي هذه الأيام المباركة من الميلاد ورأس السنة الميلادية نسأل الله ان يتدخل لأيقاف هذا الشر المتزايد من قبل الأشرارالذين يريدون فرض ارادة الشرعلى الأخرين. المجد لله في العلى والرجاء الصالح لبني البشر وعلى الأرض السلام والمسرة لبني البشر . وكل عام والجميع بألف خير.
قيصر السناطي