رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف العجيب وعناية الله _ يوحنا ذهبي الفم إن مكافأة يوسف العظمى إنما جاءته من مصائبه: من المخاطر التي تعرض لها من جراء رفضه، والفخاخ التي نصبت له، وجنون العاطفة الثائرة والعنف الذي أخذ به. أجل مكافأته إنما جاءته من حبسه ظلماً. وإني لأراه في ذلك الوقت، وقت حبسه، مكللاً ببهاءٍ لا مثيل له أكثر ما كان عليه حين كان جالساً على عرش مصر يوزع المؤونة للشعوب في سني الجدب، وينقذهم من المجاعة، وحين كان ملجأ لكل الذين كادوا يهلكون جوعاً ! وأنه ليبدو أجمل في عيني، والقيود في رجليه، منه في كل بهاء ملابسه وفي أوج سلطانه! وإني لأراه أيضاً أحب إليّ يوم كان بغيضاً إلى أخوته، محاطاً بالأعداء في بيته، منه يوم كان أثيراً إلى أبيه مفضلاً ومدللاً عنده. إنسان كان شاباً سليل أسرة شريفة، تربى إلى ذلك الوقت في بيت أبيه متمتعاً فيه بكل حريته، فإذا به يجد نفسه قد باعه أخوته، وسلموه إلى قوم غرباء لا يعرف لسانهم يختلفون عنه كل الاختلاف بطبائعهم وأخلاقهم، وهم أقرب إلى الوحوش منهم إلى البشر. ثم يرى نفسه بدون وطن ولا منزل، عبد يباع من بيت إلى بيت ! ينحط إلى أسفل دركات العبودية، وهو لم يعمل شيئاً يستحق عليه هذه الخاتمة. ولم تقف مصائبه عند هذا الحد، بل ان الإهانات تلاحقه يمسك بعضها ببعض. فأين هو من تلك الأحلام الحلوة العجيبة التي كانت قد كُشفت له قبلاً بأنه سيصير يوماً معبود أخوته! والتجار الذين اشتروه لم يحتفظوا به لأنفسهم، بل باعوه مرة ثانية إلى تجار آخرين قاذفين به هكذا إلى بربرية أخرى ... نراه في هذا البلد المصري العجيب الذي كان أهله يومئذ في حرب دائمة جنونية مع الإله الحقيقي، وبين تلك الأفواه الغاشمة والألسنة التي كانت تتلفظ دائماً بالتجديف. ولكن له هنا وقفة ليستريح قليلاً. فإن الله الذي يرتب كل شيء بصلاحه سراً، قد أعطاه سيداً أفضل، وقَلَبَ الوحش المفترس الذي اشتراه إلى حمل. على أن الاستراحة لم تكن طويلة. فها هو الله يهيء له ساحة جديدة لمعركة جديدة، ويكلفه القيام بدور بطولي جديد يقتضيه جهاداً ومشقة كبرى. ها هي ذي امرأة سيده تسمر في وجهه يوماً نظارت اثيمة فتفتتن بحسنه، وإذا شهوة صاخبة مجنونة تسيطر عليها، وإذا هي تنقلب من امرأة إلى لبوءة لتفترسه! تهيأ ليوسف عدو في ذلك البيت يختلف عن الأعداء الأولين. فلقد كان عدوه، في المرة الأولى، الكراهية التي أثارتاخوته عليه. وأما في هذه المرة فكان عدوه الحب الذي كان تلك المرأة وليَّةً له. وفي هذا النزال الجديد مع هذا العدو الجديد من الخطر ما يفوق خطر الأول، بمرتين وثلاثة وألف مرة. وإذ علمت أنه تخطى الشرك المنصوب بوثبة واحدة، فلا تتصور أنه خرج من المعركة ظافراً بغير جهاد ومشقة. حقاً، أن تلك المعركة كلفته كثيراً من المشقة وكثيراً من العناء. وإذا أردنا أن نتبين صحة ما أقول فلنتصور كيف يكون الفتى في فجر الفتوة ونضارتها. وقد كان في الحقيقة في سن تكون فيها الطبيعة على أشد قدرتها. والشهوات تثور كأنها العواصف، وصوت العقل خافتٌ لا يرتفع. فالحكمة ليست للشباب على الغالب، والفضيلة ليست موضع اهتمام كبير عندهم. تلك المرحلة من العمر تثور فيها عواصف الأهواء الشديدة، ويضعف سلطان العقل كثيراً. وكما أن يد الفرس كانت تمتد إلى كل ما تصل إليه لتحشو بها جوف الأتون البابلي لتزيد ناره ضراماً، وتهيء له بلا إنقطاع وقوداً جديداً، هكذا، لكي تغذي نار شهوتها كانت تلك الشقية تستعمل كل ما تصل إليه يدها: من سحر ريحها، ومسحوق الخدود، وكحل العينين، وغنج الصوت، ودلال المشية، وفتنة الحركات، وإغراء الشباب، وبعبارة واحدة كل ما من شأنه أن يستهوي الفتى ويجذبه ويغلبه. وكالصياد الذي إذا أراد أن يوقع في شباكه حيواناً يُعجزه، يروح يستعمل كل فنه في الصيد من عدة ليحصل على بغيته، فهمت تلك المرأة التي كانت تعرف عفة يوسف أنها لكي تتمكن منه، يلزمها استعداد مدروس واستعمال كل فنها ومهارتها. وليس هذا فحسب، بل كان عليها أن تسترق المكان والزمان الملائمين. فقد احترست جيداً أن لا تهاجمه إبان ثورة شهوتها لأول مرة، بل تربصت حتى تسنح ساعتها، وهي تحمل الشهوة وتغذيها بين ضلوعها، وتخاف من نجاة فريستها في مهاجمات ارتجالية وسابقة الآوان. وها هي الساعة قد حضرت. فقد وجدته ذات يوم منهكاً في مشاغله الاعتيادية. وها هي تعمق حوله الحفرة. خَفَقَت فيها جوانح اللذة كما لو كانت قد امسكته في شباكها لا محالة. ثم أقبلت علبه ودِلفت نحوه، حتى إذا صارت إلى جانبه أمسكته. وهل كانت وحدها؟ كلاّ لأن سن الفتى وطبيعته كانا يحاربنا معها، وسلاحها كل ما يفتن ويغري. وها هي تتابع ما عزمت عليه! وها هي تحاول إرغامه بالقوة ! ويا لهول التجربة ! فأية نارٍ أتون يشبهها؟ شاب في أشد فورة الحياة فيه. عبدٌ غريب بعيد عن بني قومه، بعيد عن بلاده، سلعة تُباع وتُشترى، تتشبث به سيدته، وهي في أشد هياج شهوتها، امرأة في مثل ذلك الغنى، وفي مثل تلك القوة، وفي خلوة خفية عن الأنظار، يحس بنفسه بين ذراعيها تراوده عن نفسه إلى هذا الحد، ويدعى إلى مقاسمة مضجع سيدة البيت ! وهذا بعد كثير مما اصابه من نكد الطالع، وما ناله من الاضطهادات ! ونحن نعلم بكم من الاندفاع يتلقى الإنسان رخاء العيش، ونعمة الهدوء بعد الحرمان والسأم ! وبأي رغبة يقبل على اللهو والعبث والمجون بعد أن عانى الحبس والتضييق ! وما كان الأمر هكذا مع يوسف الذي ثبت غير متزعزع أمام كل شيء. ولست أخشى من أن أقول أن ذلك السرير كن أخطر عليه من الأتون البابلي على الفتية الثلاثة، ومن جب الأسد على دانيال، ومن جوف الحوت البحري على يونان، لأن قضية أولئك لم تكن إلا قضية خشارة الجسد، وأما قضية يوسف فكانت خسارة النفس، والموت الأبدي، والحكم الذي لا مفر منه. ولنُضِف إلى ذلك، احتيالات المرأة وتملقها وتلطفها ودعابها من كل نوع. تلك نار آكلة لا تقتحم الجسد بل النفس ! تلك نار وصفها سليمان الحكيم إذ قال في كلامه عن خطر الزنا الذي ينجم عن الأحاديث الخطرة. هل يمكن حمل النار في الثياب من غير أن تحترق، وهل يستطاع المشي على الجمر من غير أن تحترق القدمان؟ وبأكثر من ذلك لا يستطاع الاقتراب من المرأة من غير الوقوع في الزنا (أم 6). فكما أنه يستحيل على المرء أن يقترب من النار من غير أن يحترق، كذلك يستحيل عليه أن يعاشر المرأة من غير أن يعثر. والخطر الذي أحدق بيوسف كان أكبر بكثير. لم يكن عليه أن لا يقترب منها، لأنها كانت هناك وأمسكته بذراعيها وضمته إليها جسداً إلى جسد. لقد جاءته الفرصة لكي يخرج من تلك التعاسة وينجو من تلك الاضطهادات ! وكان طالما انتظر بشوق وبفارغ صبر النجاة من ضيقه، واستنشاق الراحة والطمأنينة ! ولكنه مع كل ذلك لبث ثابتاً متماسكاً ساخراً من الشباك التي ألقيت له، وساخراً من قوة الوحش الهائج ضده ومن شراسته، ومستخفاً بلمسات اليد ونعومتها، ولَهث الأنفاس وحرارتها، وحدة النظرات وسطوتها، ونداء رائحة الطيوب والمساحيق والكحل والذهب، هازئاً من إغراء الثياب، ومن فتنة الحركات والكلمات، وروعة الجمال، وعلى الرغم من خلوة المكان وكتمان المعرفة، وعلى الرغم مما يجذبه من دوافع الغنى والقوة، وعلى الرغم من كل ما يحارب ضده: السن والطبيعة والعبودية والغربة، ومع كل ذلك فقد غلب كل شيء! ولست أتردد في اعتبار هذه التجربة أعظم بكثير من كل التجارب التي تقدمتها إلى ذلك الوقت. فهي أعظم من حسد أخوته وكراهية من كانت تربطهم به رابطة الدم، وأشد عليه من وضاعة بيعه واسترقاقه لأسياد أجانب، ومن سفره وأقامته في أرض بعيدة، وسجنه وقيوده، وكل الآلام التي تحملها، لأنه لم يصادفه في كل ما حدث له موقف فيه العار والخطر الكبير مثل هذا الموقف. وها هو الصراع ينتهي، ونسيمٌ عطر يصافح المنتصر! ذلك نسيم النعمة الإلهية وطيب عفة يوسف! ومثل الفتية الثلاثة خرج من الأتون من دون أن يعلق بأذياله رائحة أو أثر النار التي مر فيها. ولقد صار يوسف المثل الأعلى للطهارة، ومثل الألماس صلابة ونقاوة وجمالاً ! ولكن تُرى ما هي الفائدة التي حصل عليها من انتصاره؟ وما هي جوائز المنتصر؟ اضطهادات جديدة، وحُفَرٌ تحفر أمام قدميه، والموت النازل فوق رأسه .. أخطار جديدة، ووشايات جديدة، وحقد أشد من الأحقاد التي عرفها ! فستعمد تلك الشقية إلى الانتقام لشهوتها المذبوحة بكل ما يخترعه لها الغضب من وسائل. وجنون الغضب يولد جنوناً آخر، وسيتبع فسق الشهوات مظالمٌ الانتقام، وسيتبع الزنى قتلُ الفتى. وها هي تصطنع الغضب وتقيم محكمة جائرة، وتحتكم إلى حكم واثقة منه لأنه زوجها وسيد عبدها الغريب، وتقذف إليه عبدها بجريمة لم يكن عليها من شاهد. وهذا المشتكى عليه لا يُقبل حضوره في المحكمة. وإنها تستطيع شكايته بكل هدوء وإرتياح، وعندها كل وسائل الإقناع من حماقتها، ومداراة القاضي وثبوت شهادتها التي لا ترد، وضعف العبد المشتكى عليه. واذن فقد اخبرت القاضي بعكس ما حدث تماماً، وأقنعته بسهولة، وأملت عليه ما أرادت، وإذا البريء يُحكم عليه بطائلة الجريمة، بالحبس العاجل فيوقف ويقيَّد! وهكذا فقد حُكم على الفتى الكريم من دون أن يرى القاضي والأدهى من كل ذلك انه يحكم عليه بأنه زانٍ أراد أن يدنس مضجع سيده، وتجاسر على امرأته الشرعية، كما لو كان مأخوذا بالجرم المشهود، وكما لو ثبتت عليه كل الدلائل والبينات! كل هذا، وما من شيء عكر صفاء تلك النفس العجيبة. فلا نسمعه يقول مثلاً: "يا لتعس حظي ! أفي هذا تحققت احلام الرؤى التي رأيتها؟ أهذه هي مكافأة عفتي وطهارتي؟ محكمة ظالمة وحكم جائر قائم على سبب مخزٍ ومهين ! فلقد طُردت من بيت أبي كأني فاسق، والآن أساق إلى السجن كأنني زان ومدنس عرض امرأة. وكل الناس عليَّ. وها هم أخوتي الذين، بمقتضى أحلامي، كان يجب أن يعبدوني، يعيشون أحراراً وبدون خوف، وينعمون بالسعادة في بلادهم وفي بيت أبي، وأنا الذي كان يجب أن أسود عليهم موجود في السجن بين اللصوص وقطاع الطرق. وبعد أن طردت من بلدي لم أجد أيها نهاية لآلامي وأحزاني. وها أنا قد وجدت من جديد في الأرض الغريبة حفراً في سبيلي وخناجر مسلولة ومشهورة على صدري ! والمرأة التي أرادت أن توقعني في الزني شكتني ظلماً، وهي التي كانت تستوجب، على هاتين الجريمتين، قطع رأيها، ترقص الآن في نشوة من الفرح كأنها فازت بالغنائم الكثيرة، وكأنها تحمل فوق جبينها اكليل انتصارها، على حين يُحكم عليَّ بأشد العقوبات ولم أفعل شراً. لا. أنه لا يقول شيئاً من هذا، ولا يخطر له على بال. ولكنه الجندي الحقيقي الذي يتقدم في مجد غلبته. كانت نفسه سعيدة هادئة لا يحمل حقداً لا لإخوته ولا لتلك الزانية. وبرهان ذلك في المحادثة التي جرت بينه وبين أحد الذين كانوا معه في السجن. فإذا كان أبعد من أن يسحقه الحزن، كان يجرب أن يبدد أحزان الآخرين. فلما رأى ذات يوم رفاقه في الأسر غارقين في الهموم والمخاوف والاضطرابات، اقترب منهم حالاً لكي يسألهم عن السبب، وحين علم أن اضطرابهم ناتج عن أحلامهم فسَّرها لهم. ثم أنه حين طلب إلى واحد منهم أن يذكره لدى الملك لعله يعتقه أكتفى بأن يقول: "لقد خُطفتُ وأُتي به من بلاد العبرانيين وأودعت هذا الحبس من دون أن أقترف ذنباً". وما بالك يا يوسف لا تتكلم بشيء عن تلك الفاجرة الزانية وعن حسد الأخوة وسلوكهم المشين؟ لماذا لا تتكلم عن دعارة سيدتك وعن مراودتها لك عن نفسك وفجورها واحتيالها وكيدها ووشايتها، وعن الحكم الجائر، والقاضي الظالم والتهمة الباطلة؟ لماذا تسكت عن كل هذا أو تخبئه؟ وكأني به يُجيب ويقول: "لأنني لا أعرف الحقد. ولأني أعلم أن كل هذه التجارب هي أكاليل ظفر وجوائز استحقاق". يا لها نفساً متحررة من الأهواء! يا لها نفساً تسمو على الانتقام، والحقد لا يعرف إليها سبيلاً! أما رأيناه يبدي نحو مضطهديه اشفاقاً بدل الحقد؟ ولكي لا يسمي اختوته، ولا تلك الفاسقة الشريرة ألم يكتف بأن يقول: "أُتي بي من أرض العبرانيين وأودعت هذا السجن من غير أن أقترف ذنباً"، غير معيِّن شخصاً، ومن غير أن يقول كلمة عن البئر التي رموه فيها ولا عن الاسماعيليين ولا عن شيء من قصته الطويلة؟ وبعد هذا إلا ترى مصيبة جديدة تضاف إلى مصائبه لا تقلُّ عنها هي اهماله واطالة سجنه؟ كيف لا والرجل الذي طالما واساه وعزاه في سجنه، وتنبأ به عن إطلاق سراحه، ما أن أُعيد إلى وظيفته القديمة حتى نسي يوسف ولم يتذكر طلب ذلك البريء. وحين كان هذا ينعم في بلاط فرعون بأيام سعيدة، كان الفتى القديس يعيش في السجن وهو صاحب الفضيلة التي تكسف الشمس وتتجاوز بهاء رونقها، ولم يكن من أحد يذكره أمام الملك. ان الله تعالى كان يريد أن تضفر له أكاليل جديدة وأن يهيء له أجمل المكافآت. ومن أجل هذا كان يطيل طريق تجاربه. فقد كان يسمح بإلقائه في السجن مدة طويلة من غير أن يتخلى عنه. وكان يسمح بأن يستعمل أعداؤه كل قواهم ضده حتى يظل الفتى من جهة ثابتاً كالبطل الصنديد، ومن الجهة الثانية حتى يُظهر أنه يصوته عن الموت من هجمات الأعداء. فقد تركهم يلقونه في البئر، ويصبغون ثوبه بالدم ولكنه لم يسمح أن يقتلوه. نعم ان هذا كان بمشورة بعض إخوته، ولكن ما من شيء يتم بدون سماح العناية الإلهية. وكذلك القول في خبره مع المرأة المصرية. فكيف أمكن لرجل ثائر غاضب - ككل المصريين - بلغ به الغضب أقصى حد أمام رجل يحسبه زانياً ومدنساً عرض امرأته، كيف أمكن له أن يصبر عن قتله أو طرحه في النار في حين كانت امرأته واقفة أمامه غاضبة ناقمة ترتجف من الإهانة التي زعمت أن الرجل ألحقها بها، تريه ثيابها الممزقة وتمضي في ولولتها ونحيبها كيما تضاعف قصاصه ! لقد نجا من حكم الموت. ولماذا؟ أليس من البديهي أن نقول أن الذي لَجَم الأسود وحوّل لهيب الأتون إلى ندى، هو الذي لجم عُتُوّ هذا الطاغية، وأطفأ حدة نار غضبه، وحمله على تعديل العقوبة؟ وهذا ما حدث له أيضاً في السجن. فإن الله سمح بتقييده وطرحه في السجن بين المجرمين ولكنه منع عنه القسوة من جانب القائم على السجن، ولا يخفى عليك كيف يكون السجان. ولكنه كان مع يوسف لطيفاً رفيقا. فلم يكتف بأن يعفيه من الأشغال الشاقة، ولكنه أقامه أيضاً ناظراً على المساجين الآخرين. تصرف هكذا مع يوسف مع علمه بسبب زناه وإجرامه الخطير إلى بيت من أعظم البيوتات قدراً. وهكذا فإن الله كان يسمح بمصائبه ولم يكن ليتخلى عن عبده وكان يحفظه في النضال. بددي أحزانك واحمدي الله دائماً كما فعلت وتفعلين. واشكريه على كل المصائب والتجارب التي يرسلها لك. وهكذا تحصلين على أعظم الاستحقاقات، وتُنزلين بالشيطان ضربة قاضية، وهكذا تغمرينني بالتعزية والمواساة، وهكذا أيضاً تنجلي سماء نفسك وتنعمين بالطمأنينة التامة. فلا تحزني إذن، وتحرري من هذه الأوهام، واكتبي لي في هذا الشأن لكي تمنحيني الفرح العظيم في منفاي البعيد. التعديل الأخير تم بواسطة sama smsma ; 24 - 12 - 2014 الساعة 09:54 AM |
|