الكنيسة مفتوحة للمرتدين _ البابا بطرس خاتم الشهداء (+ 310م)

[sama smsma]

الكنيسة مفتوحة للمرتدين _ البابا بطرس خاتم الشهداء (+ 310م)

هذا هو الآن الفصح الرابع منذ بدء الاضطهاد، وقد تحدَّد أنَّ الذين لم يسقطوا (في الإرتداد) إلاّ بعد أن احتملوا عذابات أليمة، وانقضى عليهم الآن ثلاث سنوات، وهم مع النائحين، فبعد صوم أربعين يوماً، يُقبلون في الشَّركة، وإن لم يكن قد جرى قبولهم أولاً مع التائبين.

أمَّا الذين احتملوا السجن لا غير بدون تعذيب، فليُضف سنة إلى قصاص توبتهم السابق.

أمَّا الذين سقطوا طوعاً دون أن يتعرَّضوا للتعذيب أو السجن، فليُضف أربع سنوات إلى قصاص توبتهم السابق.

أمَّا الذين لم يتوبوا، فقد فقدوا كل رجاء، وهم لا يبالون بالخطر.

والذين لجأوا إلى الحيلة، فلم يكتبوا جحودهم للإيمان، أو لم يقدِّموا البخور بأيديهم للأصنام، بل أرسلوا من قام بذلك عنهم من الوثنيين، فهؤلاء يُحكم عليهم بستة أشهر مع التائبين، وإن عفا عنهم بعضُ المعترفين.

أمَّ العبيد الذين أرغمهم سادتهم على تبخير الأصنام نيابة عنهم، فيُحكم عليهم بأن يُقيموا سنة مع التائبين.

أمَّا السادة الذين أُرغموهم، فيُحكم عليهم بثلاث سنوات مع التائبين، لأنهم مراءون، ولإرغامهم لعبيدهم على تقديم الذبيحة عنهم.

والذين سقطوا أولاً ثم ارتدوا معترفين بأنهم مسيحيُّون، واحتملوا العذابات، فإنهم يُقبلون حالاً في الشركة.

والذين أثاروا سخط الحُكام ليحملوهم على اضطهادهم، واضطهاد إخوتهم، يوبَّخون، ولكنهم لا يُمنعون من الشركة.

والإكليريكيون الذين عرضوا أنفسهم للاضطهاد، فسقطوا، لا يجوز قبولهم بعد في خدمة الأسرار المقدسة، ولو ارتدوا فيما بعد واحتملوا العذابات.

إننا نشترك في الصلاة مع الذين يُصلُّون من أجل الذين سقطوا أثناء التعذيبات التي تعرَّضوا لها بسبب الوشايات، لأنهم ينوحون بمرارة وتذلُّل من أجل سقطتهم. "وإن أخطأ أحدكم فلنا شفيع عند الرب يسوع المسيح البار، وهو كفارة عن خطايانا". (1 يو 2)

إن الذين ابتاعوا راحتهم وحريتهم بالمال، يحق لهم الثناء، "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" (مر 8).

وهكذا لا يجوز أن نلوم الذين هربوا وتركوا كل شيء، على الرغم من أن الذين تركوهم خلفهم قد صار نصيبهم أسوأ.

إن الذين احتملوا العذابات حتى فقدوا قوة النُّطق والحركة، ودُفعت أيديهم فوق النار لتقديم الذبيحة الرَّجسة، فلتكن أسماؤهم في الذبيحة مع المعترفين.