ننشر تفاصيل مقتل بطل وادي دجلة بالرصاص أمام والده

[Mary Naeem]

ننشر تفاصيل مقتل بطل وادي دجلة بالرصاص أمام والده

الوطن


إذا كنت من رواد نادي دجلة الشهير بالمعادي، فأنت تعلم من هو الطفل أحمد محمد عسكر بطل السباحة بالنادي، الذي حصد بطولات عدة، وهو التلميذ المتفوق الذي شهد كل مدرسيه بحسن الخلق والتفوق والعمل الدؤوب.

الزمان: العاشرة مساء الخميس الماضي، حيث كان البطل ينهي تدريبات السباحة بالنادي واستقل السيارة بصحبة والده ليغادرا.. المكان: شارع زهراء المعادي، المؤدي لـ"كارفور"، وهو شارع حيوي مُظلم سلكه الأب ونجله في طريقهما للمنزل، لكنه يفتقر للوجود الأمني ليل نهار.

الحدث: سيارة جيب سوداء تقطع عليهما الطريق ويترجل منها 4 أشخاص يحملون أسلحة آلية، ثم يطلقون الرصاص بشكل عشوائي للسيطرة على محاولات الأب للهرب منهم.. يتوسل الفتى إليهم عدم إطلاق الرصاص، فيغضون الطرف ليلقى حتفه في الحال إثر اختراق طلقة رأسه، فتودي بحياته وتكون صافرة نهاية سباحته في بحر أحلامه إلى الأبد.

الشرطة تنتقل لمكان الحادث بعد أكثر من ساعتين، ليحرر معاون مباحث قسم شرطة البساتين محضرًا، ويحيله للنيابة العامة التي أمرت بالتشريح وصرحت بالدفن، لتظل جثة الفتى يومًا كاملًا بالمشرحة بعد التشريح نتيجة ضياع تصريح الدفن الذي كان بحوزة ضابط القسم.

أب مكلوم، وأم ثكلى، وشقيقتان ترفضان فكرة رحيل الأخ الحنون، ومئات التساؤلات عن الانتشار الأمني بالشارع، وعدم إنارته رغم كونه شارعًا حيويًا.. الأب محمد عسكر، والد الطفل الضحية يروى تفاصيل الجريمة لـ"الوطن"، قائلًا: "مشينا بالسيارة في شارع زهراء المعادي، المؤدي لكارفور المعادي، وفوجئت بسيارة جيب سوداء اللون، تلاحقني بسرعة جنونية، كأنني في فيلم أكشن، وقطعت علي الطريق بالعرض، ونزل منها 4 أشخاص معاهم أسلحة آلية".

وأضاف، "أثناء اقترابهم مننا رجعت للخلف بالسيارة، فأطلق واحد منهم الرصاص علينا فأصاب رأس أحمد، ووجدت مخ ابني يطير على زجاج السيارة.. وهربوا".

وتابع "انهرت وتوجهت مسرعًا إلى منطقة كارفور، وطوال الطريق لم أجد أي فرد شرطة واحد ولا حتى عسكري ألجأ إليه، نزلت من عربيتي زي المجنون في الشارع".

أكد والد الضحية، أن زوجته وأقاربه حضروا إلى مكان الحادث قبل الشرطة، التي وصلت للموقع بعد أكثر من ساعتين، مضيفًا "البيه الضابط بيقولي هو إيه حصل، فضلنا 3 ساعات، ابني مرمي في العربية غرقان في دمه، وبعدها نقلنا جثة ابني في مشرحة مستشفى المعادي، وتوجهت مع الشرطة لعمل المعاينة لمدة ساعة ونص، ثم توجهنا إلى قسم الشرطة ومنه للنيابة، وفضلت هناك حتى صباح اليوم الثاني حيث تم صرفي من النيابة الجمعة الساعة 10 صباحًا".

وتابع، "الجثة اتشرحت وخلاص عايز أدفن ابني، عرفت أن الضابط ضيع تصريح الدفن الصادر عن النيابة العامة، وفضلنا في المستشفى لتاني يوم، ودفنت ابني وقفلت عليه قبره، وبعد الدفن قالي أحد الضباط: (دم ابنك في رقبتنا)"، مؤكدًا أن الإهمال الجسيم في تأمين الطرق جعل المارة صيدًا ثمينًا لقطاع الطرق واللصوص، مطالبًا رجال الشرطة بسرعة ضبط الجناة.

جنة وهنا، شقيقتا المجني عليه، تسألان عن شقيقهما كل صباح، سؤال لا تُجدي الإجابات عليه نفعًا.. تدخلان غرفته، تنامان على سريره، تحملان صوره، وفي النهاية تطلبان من والدهما: "ودينا عند أحمد".