رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حفل ملكي و الدعوة عامة التسبيح هو سمة للكنيسة و ركيزة أساسية من أشكال العبادة من يوم ميلادها فى أورشليم كما يخبرنا بذلك سفر الأعمال عن الكنيسة الأولى أنهم “كانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة… مسبحين الله و لهم نعمة لدى جميع الشعب” (اع46:2) وفى شهر كيهك بالذات يزداد التسبيح بصورة أكبر و يغلب على طابع الصلاة لأن شهر كيهك هو تذكار الشهر الاخير للحبل البتولى بالسيد المسيح فالبشارة بالميلاد 29 برمهات و الميلاد بعد تسعة شهور 29 كيهك و كما تستعد و تتهيأ الاسرة فرحاً بقدوم المولود تتهيأ الكنيسة بالتسابيح للقدوس المولود لذلك نجد ان تسابيح كيهك تأخذ اشكالاً كثيرة, أولها تسابيح لتجسد المسيح بصورة مباشرة خصصت لها الحان مميزة لهذه المناسبة مثل لحن تنين لا يقال إلا فى كيهك و ليلة ابو غلمسيس لأنه يختص بالثلاثة فتية الموضوعين فى أتون النار حل معهم الرابع الذى قال عنه نبوخذ نصر “شبيه بإبن الآلهة فك قيودهم و صير النار ندى بارداً, انه المسيح اقنوم الكلمة الذى حل بيننا “الكلمة صار جسداً و حل بيننا و رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الاب مملوءاً نعمة و حقاً” (يو14:1) ثم أيضاً هناك تسابيح تخص طبيعة التجسد فى صورة شرح مبسط لجوانبه المختلفة و أدلته الكتابية و هذا مرتبط ارتباط وثيق بالعذراء لأن المسيح لم يكن فى لحظة ما و لا طرفة عين جسد بدون ألوهية بل اتحاد اللاهوت بالناسوت فى رحم العذراء كما تقول ثيؤطوكية الخميس: لم يزل إلهاً أتى و صار ابن بشر لكن هو الإله الحقيقى أتى و خلصنا. و مدائح كثيرة جداً تؤكد هذا المعنى لذلك تستطيع ان تسأل أى طفل فى مدارس الاحد تقول له: اشرح لى معنى التجسد فيجيب بمديح العليقة التى رآها موسى النبى فى البرية و النيران تشعل جواها و لم تمسسها بأذية, وكأنه يشرح ما جاء فى سفر الخروج “و ظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر و إذا العليقة تتوقد بالنار و العليقة لم تكن تحترق” (خر2:3) ليس فقط الطفل لكن أى انسان دراسته اللاهوتية محدودة حتى لو كان لا يقرأ و لا يكتب عندما تسأله مثلاً عن دوام بتولية القديسة مريم أى كيف ولد المسيح و ظلت أمه عذراء؟ فيرنم لك العدد من المديحة: حزقيال رآها باباً مختوم فى الشرقية دخل و خرج فيه مولاها و الباب مصان ببكورية هذه نبوة حزقيال النبى الواردة فى اصحاح 44 “فقال لى الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح و لا يدخل منه انسان لأن الرب إله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً” (حز2:44) و كثير من الأدلة الكتابية نظمت فى هذه التسابيح منها قسط المن و شورية هارون و جبل رآه دانيال قطع منه حجر بغير يد انسان و نلاحظ أن هذه التسابيح كلها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعذراء لانه من الناحية اللاهوتية نجد ان المسيح لم يكن الحبل به حبلاً عادياً اى انه لم يكن فى لحظة ما انساناً ثم بعد ذلك تأله اى حل فيه اللاهوت لاحقاً و انما هو اله تأنس يعنى ان الله تنازل و أخذ شكل العبد, لبس الطبيعة الانسانية كما تقول المديحة لبس طبع الناسوت وهى مأخوذة من قول القديس بولس “الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس و إذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب” (فى 2 : 6-8) لذلك نجد كثيراً من التسابيح تمجد العذراء بصفتها والدة الاله “تى ثيؤطوكوس” و ليس والدة انسان عادى بل والدة الاله المتجسد و كما مجدتها اليصابات بالروح قائلة “من اين لى هذا ان تأتى ام ربى الىَّ” ليست ام انسان بل ام الله المتجسد كما قال لها الملاك “القدوس المولود منك يدعى ابن الله” لذلك نجد السبع ثيؤطوكيات كلها تؤكد هذا المعنى حتى اسمها ثيؤطوكية من ثيؤطوكوس اى والدة الاله, فهو تمجيد يحمل تعليم لاهوتى غاية فى البساطة و غاية فى العمق. لكن كما ان للتسبيح هذه المعانى اللاهوتية العظيمة كذلك له ايضاً العمق الروحى بنعمه و بركاته الكثيرة منها أننا و نحن بعد فى الجسد تنقلنا الى السماء فبالتسبيح نعيش لمحة من الابدية نتمنى الا تنتهى فأثنائها تصير كل الكنيسة بألحانها جزء من اورشليم السماوية نعيش مع السمائيين كأننا جزء من نسيجهم الروحانى غير المثقل بالجسد و لا همومه فشكراً لله الذى اعطانا عربون خيرات الحياة السماوية فى هذه اللحظات المباركة التى نقضيها فى التسبيح الى ان يأتى الوقت الذى نصبح فيه لا شغل لنا و لا هم إلا مشاركة الملائكة عملهم : تسبيح × تسبيح, فرح × فرح, تهليل × تهليل وهذا ما قصده الرب من خلقتنا كما يقول اشعياء النبى “هذا الشعب جبلته لنفسى ليحدث بتسبيحى” (اش21:43) وجودنا فى جو التسبيح يعطينا لمحة من الابدية أو مذاقه الملكوت كذلك التسبيح يشجعنا على الجهاد كما يقول أحد الاباء: إن التسبيح بألحانه السماوية بخشوعها و وقارها يدخل بدون تكلف الى نفس المصلى ليحرك فيها كل العواطف المقدسة و السامية و يرفع جميع حواسه و افكاره و تأملاته الى الله مما يشجعه على الجهاد الروحى طارحاً عنه كل اهتمام دنيوى وفكر عالمى ملتصقاً قلبه مع مصاف السمائيين. الخاطىء لا يستطيع اطلاق فمه بالتسبيح مثل المجنون الاعمى الاخرس الذى ربط الشيطان لسانه عن التسبيح و لكنه يتأثر بوجوده وسط جو التسبيح فيبتدىء بالتوبة التى هى بالحق من احلى الانغام فى اذنى الله مثل لحن الرجوع الذى عزفته المرأة الخاطئة و زكا و الابن الضال. مديح “مراحمك يا الهى” التى نختم بها التسبحة هى من اجمل ترانيم التوبة المتوارثة عبر مئات السنين و هى ثمرة طبيعية للتسابيح وجودنا فى جو التسبيح يعطينا لمحة من الابدية أو مذاقه الملكوت كذلك التسبيح يشجعنا على الجهاد و هو ايضاً يرفع عنا الهموم من خلال الحانه المريحة للنفس و بالأكثر من خلال معانيه الحلوة التى تجعلنا نتأمل فى حب الله و عنايته بنا فصلوات التسبحة تركز على محبة الله لنا و فدائه و خلاصنا من أعدائنا الروحيين ففى الهوس الاول نجد انفسنا مشاركين موسى النبى و بنى اسرائيل فى تسبحتهم بعد عبورهم البحر الاحمر و غرق فرعون الذى يرمز الى الشيطان و كل جنوده, و فى الهوس الثانى نشارك داود المرنم فى شكره للرب على عظيم صنيعه معنا كما كان قديماً مع بنى اسرائيل “احمدوا الرب لأنه صالح لأن الى الأبد رحمته” (مز135). اما الهوس الثالث فهو التسبحة التى ترنم بها الثلاثة فتية داخل اتون النار فعندما تصل بنا الضيقة الى داخل الاتون المحمى سبعة اضعاف فنجد الرب بنفسه معنا داخل نيران الأتون فلا تحرق إلا القيود و نصير نحن كأننا فى السماء وتنطلق ارواحنا بالتسبيح. ثم نصلى مجمع التسبحة ونطلب شفاعة العذراء و الملائكة و الشهداء و القديسين فتطمئن القلوب حقاً حين نجد كل هؤلاء يصلون من اجلنا حتى لو كنا لا نعرفهم جميعاً و لكنهم يعرفوننا و يحبوننا و يصلون من أجلنا. اما الهوس الرابع فنسمع فيه كل الخليقة تسبح الرب جميعاً لأجل كل هذه الاحسانات العظيمة كما نقول فى القسمة: اشكرك يا الهى و تشكرك عنى ملائكتك و خليقتك جميعاً لأنى عاجز عن القيام بحمدك كما يستحق حبك القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط ١١ ديسمبر ٢٠١٤ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الدعوة عامة |
الدعوة عامة لكل اخواتنا فى المنتدى |
الدعوة عامة |
نادر بكار "العريس": الدعوة ليست عامة للإعلام.. والتغطيات "ممنوعة" |
الدعوة عامة للعشاء !!!!!!!!!! |