محاولة ماكرة لإحراج مصر.

[Mary Naeem]

محاولة ماكرة لإحراج مصر.

صدى البلد

أثار قرار عدد من السفارات الأجنبية، وبالتحديد سفارتي بريطانيا وكندا وتحذير رعاياهما من اقتراب تنفيذ هجمات ارهابية بالقاهرة وعدد من الأماكن السياحية، العديد من التساؤلات والمخاوف حول مدى جدية وسبب هذه الإنذارات المتتالية.

وكانت السفارة البريطانية أمس أعلنت غلق سفارتها بالقاهرة وحذرت من تعرض البلاد لهجمات ارهابية، ونصحت رعاياها بالابتعاد عن المنشآت الحكومة والمقار الشرطية, تبعتها اليوم باتخاذ القرار نفسه كندا ثم أستراليا التي حذّرت رعاياها من هجمات محتملة.

في هذا الصدد أكد السفير جلال الرشيدي، سفير مصر لدى الأمم المتحدة سابقاً، أن إغلاق بعض السفارات في القاهرة محاولة "لئيمة" لإعطاء انطباع للعالم الخارجي بأن مصر في حالة عدم استقرار، بالتزامن مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في مارس المقبل في القاهرة.

ولفت الرشيدي إلى أن سبب إغلاق السفارات هو توقعهم لحدوث أعمال إرهابية كبيرة في مصر بسبب صلتهم بالتنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها، متسائلاً: لماذا لم تطلب روسيا والصين وألمانيا إغلاق سفاراتها بالقاهرة؟.

وأوضح أن هذه محاولة ماكرة ليوضح للعالم عدم قدرة مصر على استقرار الأوضاع، لاسيما أنها لم تُغلق بالعراق أو أي دولة بها أحداث عنف أكثر من مصر .

ومن جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات السياسية، أن سفارات الدول التي علقت أعمالها بالقاهرة متفقة مع الجماعات الإرهابية لوضع عراقيل في طريق التنمية والإقتصاد المصري وتقديم صورة خارجية بأن مصر مازالت تحت طائلة الإرهاب وأن الوضع بها لم يستقر منذ ثورات الربيع العربي.

وأضاف اللاوندي أنه من الممكن أن تكون قد تلقت هذه السفارات تهديدات حقيقية من تنظيمات إرهابية كالنصرة وداعش ، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي في المرتبة الأولى على الإقتصاد والسياحة، مؤكداً أن هذا القرار له بعد سياسي .

بينما قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إن السفارات والمقار الدبلوماسية في مصر تتلقى التهديدات بطرق عديدة ومختلفة ، منها إعلان الداخلية طيلة الفترات الماضية عن ضبط خلايا إرهابية وبحوزتها خرائط تستهدف أماكن دبلوماسية، واستجوابات العناصر التي تم ضبطها ونص التحقيقات واعترافاتهم باعتزامهم تفجير سفارات على أرض مصر لها أثر كبير في اتخاذ الإجراء بتعليق أعمالها بمكاتب القاهرة.

وأوضح مسلم أن الأحكام القضائية الأخيرة لها أثر كبير في تلقي العديد من التهديدات هذه الأيام من الجماعات التكفيرية، استدعت تعليق الأعمال، لافتاً إلى أن هذا الإجراء من حقهم ، لاسيما أنه يعطي انطباعا للعالم الخارجي بعدم استقرار الأوضاع في مصر.