رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقفة توبة قبل الميلاد لو تأملنا في الميلاد، لرأينا اننا في رحلة دائمة نحو الطفل الذي يعيش في داخلنا.... هذا الطفل يعبّر عن هذه البساطة في التعامل مع كل ما يواجهه في الحياة... الإنسان البالغ في مسيرة حياته، دائما ما يعقّد الأمور، فنراه يغضب لأبسط هفوة، فتتزلزل الأرض تحت قدميه، وكان كارثة حلت... كل هذا آتٍ نتيجة خمود ذاك الطفل، الطفل الذي يعني بأنك يا إنسان، بسيط، لك روح مرحة، تستعد لنسيان اكبر الهفوات والانطلاق من جديد... ان نكون أطفالاً، يعني ان ننسى الماضي وكل ما يكبلنا بقيوده، وان نترك المستقبل، فاليوم هو المهم... أن نكون أطفالاً، يعني أن نتذوق وبفرح كل ما نعمله... فالأخطاء ولّت، ولا داعي لبذل الجهد للندم عليها والوقوف عليها دائما، بل علينا أن نبذل الجهد لنتعلم عدم الوقوع بها ثانية.... يقول أحد المفكرين: لم علينا أن نكرر أخطاء الماضي، إن كانت هناك أخطاء جديدة علينا ان نرتكبها؟.... فعلا، هنالك الكثير من الأمور والأعمال والعلاقات الجديدة تنتظرنا، فلماذا نتوقف ونفكر في الأخطاء الماضية، هذا الجهد في التفكير في الماضي، يفقدنا روعة عيش الحاضر، فنضيع في الزمن..... فقط الطفل، يسامح، يفرح مع الخصم، يلعب مع العدو، فالطفل لا يعرف كيف يؤذي، لا يعرف ولا يعي ما هو الاعتداء... التوبة عمل ثوري، ولهذا قليلون هم اللذين يتوبون، فالتوبة تصميم جاد في الابتعاد عن حياة مسمومة بالانانية التي تقودنا بعيداً عن الله... والرجوع إلى الله، وتأسيس ملكوته، يحتاج إلى ثورة، وهذه الثورة لن يقوم بها، إلا الشجعان، فمن منا له الشجاعة في ان يقف على حياته كلها، ويبدأ من جديد؟... التوبة ليست الأقلاع عن الخطيئة فقط، بل الالتفات إلى يسوع، وتبني مشروعه في البشرى السارة... ربنا يثمّن كل وقفة توبة حقيقة نقفها أمامه ونعترف فيها بضعفنا، بقلوب أطفال... ولهذا الآن ربنا يثمن فحص الضمير هذا، يثمّن كل دمعة توبة حارة تدمع من عين كل إنسان خاطئ.... ربنا ينسى ما قمتَ أو قمتِ به في الماضي، وهو يعرف بأنك ستخطئ مرة أخرى في المستقبل ومع ذلك ينسى الله المستقبل... ما يهمه هو هذا، انت الآن واقف امامه تائباً، فهو ينتهز هذه الفرصة ليستقبلك بفرح، لانه أب، والأب يغفر، يسامح، ينسى، لان له قلب... ولهذا دعونا لا نضيّع هذه الفرصة، فالرب دائما وأبدا، ينتظرنا، متشوقا لسماع صوتنا.... فلنندم على كل لحظة ضاعت وعشناها بلا معنى، فلنندم على كل فعل قمنا به لم يجعلنا في وحدة مع الآخر، فلنندم على كل سلوك سلكناه، ولم يساعدنا لنكون أناساً حقيقيين.... فاليوم هو ميلاد الرب يسوع، ونحن مدعوون لنولد معه، أناساً جدداً.... والولادة لن تكون إلا بالتوبة، فهي التي تغسل كل حياتنا، فيولد كل واحد منا، إنساناً جديداً، يحقق هدف الله الأبدي، ان يكون كل شيء، جديداً وجميلاً.... آمين _________________ |
|