|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اُذْكُرُوا امرأة لوط! نَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ ( تك 19: 26 ) العمود هو نصبٌ تذكاري، وبالفعل إن امرأة لوط أصبحت نصبًا تذكاريًا يحكي عن خطورة تعلُّق قلب الإنسان بالعالم وبريقه وإغرائه وفساده. وقد قال السَّيد: «اذكروا امرأة لوط!» ( لو 17: 32 )، فإن قصتها والقضاء عليها أمرٌ يستحق الاهتمام، إذ صارتْ عِبرةً لكل الأجيال. والعمود أيضًا يتكلَّم عن الشهادة، ولكن أيَّة شهادة تلك التي حملتها امرأة لوط؟ إن المؤمن هو ملح للأرض ونور للعالم، والملح قادر على الحفظ من الفساد، وفي الوقت ذاته، المؤمن نور وشهادة تهدي الآخرين. وكان المفروض أن يكون لوط البار كذلك، لكنه بالأسف قد فسد الملح، وانطفأ النور، فلم يمنع انتشار الفساد في سدوم، ولم يُعَطِّش النفوس إلى الله، ولم يهدِ أحدًا إلى معرفته، ولم يُؤثر حتى على أفراد بيته. أما امرأته فلم تكن من الأصل ملحًا ولا نورًا في حياتها بسبب عدم إيمانها، لذلك وقع عليها القضاء وأدركها الهلاك الفوري. إن هذه المرأة هي أوضح مثال لإنسان كان من الممكن أن يخلُص لكنه هلك. لقد هلكتْ بالرغم من ثلاثة أمور هامة: 1- هلكت بالرغم أنها كانت متزوجة من رجل بار. لقد ارتبطت بلوط البار لسنواتٍ طويلة، لكنها لم تتجاوب مع ما كان يؤمن به، ولم تعرف الله الحي الحقيقي. إن ارتباطها بهذا الرجل لم يؤثر فيها، ولم يُغيِّر فيها شيئًا، وظلَّت في ظلام ذهنها وقلبها إلى النهاية. 2- هلكت رغم أنها تمتَّعت بشفاعة إبراهيم خليل الله. لقد تشفَّع إبراهيم من أجل المدينة، لأنه كان أمامه لوط وزوجته وابنتيه. وبالرغم من أن رجلاً تقيًا جدًّا قد صلَّى من أجلها، إلا أنها هلكتْ بسبب إصرارها على محبة العالم، ورفضها طريق البر. فكل الصلوات والتضرعات المرفوعة من الأتقياء لن تفيد، بل ستكون شاهدة علينا إذ لم نرجع إلى الرب ونتوب. 3- هلكت بالرغم من أن الملاكين أَمْسَكَا بِيدها هي ولوط عندما توانى، ووضعاهما خارج المدينة ومجال الخطر،ِ وبالرغم من ذلك هلكت. فعندما يكون القلب مُغلقًا والشيطان قد أعمى الذهن أمام معرفة الله، فإن كل محاولات أعمال العناية ستذهب هباء حتى لو كان التدخُّل فيها بواسطة الملائكة. فلا بديل عن الإيمان القلبي، وسماع صوت الرب والتوبة، فهذا هو الطريق الوحيد للخلاص. |
|