رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة
نعمة الله لا تُستهلك ولا تنتهي ولا تعجز أمام أي خطية + نعمة الله لا تُستهلك ولا تفنى أو تنتهي، بل ولا تقف عند حدود خطية أو تُبطل، لأن النعمة تُخلِّص، تُشفي، تغطي أي خطية وكل خطية مهما ما كانت هيَّ، بل وأن كانت الخطية عظيمة ومتفاقمة وكثيرة بطريقة مبالغ فيها جداً ووصلت لنتائج مُريعة للغاية، فأن نعمة الله ترتفع فوقها وتطمُرها طمراً، بل وتلاشيها مثل ذرة التراب داخل زوبعة شديدة القوة: "وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية (تظهر جداً، لأن الناموس كالمرآه يظهر موت الخطية في الإنسان) ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً" (رومية 5: 20) + نعمة الله لا تحتاج شيءٌ قط من إنسان، ولا تُأخذ بثمن أو على سبيل أجر، لأن ليس لها ثمن لأنها لا تُثمن قط لا بأعمال ولا خدمة ولا جهاد ولا أي شيء من هذا القبيل أو غيره، لأن الجهاد يستحيل على الإنسان بدون نعمة الله ولا حتى أعمال الناس الصالحة تنفع أن تكون ثمن، لأن الأعمال التي تُرضي الله هي فقط نتيجة عمل النعمة في القلب، لأن النعمة تثمر لحساب مجد الله وليس لحساب الذات ولا لكرامة أشخاص: " لأنهم إذ كانوا يجهلون برّ الله، ويطلبون أن يثبتوا برّ أنفسهم، لم يخضعوا لبرّ الله" (رومية 10: 3) + فالإنسان هو الذي في أشد حاجة إلى نعمة الله، ولكي تعمل بقوتها لا تحتاج سوى توبة وإيمان بسيط جداً، فمن يأتي لله طالباً قوة نعمته ببساطة إيمان وميل قلبي للتوبة الصادقة، ولو بعِبارة واحدة فقط: (الله ما ارحمني أنا الخاطي)، تنسكب النعمة انسكاباً مثل التيار الجارف، ومثل الشلال القوي أو تيار النهر الجبار، فتغسل القلب وتطهر الضمير وتنقل برّ الله إلى كل وعلى كل من يؤمن: + لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن برّ الله فيه (2كورنثوس 5: 21)+ إذاً فماذا ننتظر والنعمة حاضرة الآن: المسيح الرب قال: "من آمن بي ولو مات فسيحيا"، فأن كان أحد يرى نفسه مات في الخطية بل وحياته قد انتنت، فمسيح القيامة والحياة – حسب وعده – حاضر معنا الآن، وقاف على باب القبر، مشتعد يُنادي "قم"، فلنقم سريعاً - من غفلتنا الآن - لنمسك فيه ولا نسكت ولا ندعه يسكت إلى أن يُقيمنا فنحيا معه ملتصقين به آمين |
|