رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
.عالم البالغين
++++++++++ قلنا أن بعض البالغين يتجاهلون احتياجات أبنائهم، فيريدون أن يسحبونهم من عالمهم الخاص إلى عالم البالغين بالعنف أو السخرية مما يولد في المراهقين كراهية لعالم البالغين ومقاومة ضد كل ما يمسه. على العكس نجد أحيانًا بعض البالغين ينتكسون إلى "الحياة المراهقة"، فيعيشون وهم بالغون سنًا مراهقين فكرًا وجنسًا (إن صح هذا التعبير)؛ هؤلاء يطلبون ملذاته الخاصة وإشباع عواطفهم على حساب نموهم الأسري والاجتماعي والروحي. مثل هؤلاء لا يستطيعون أن يجتذبوا الشباب المراهق، بل على العكس غالبًا ما نجد المراهقين أنفسهم يمقتون البالغين الذين يتركون عالمهم إلى عالم الصغار. بمعنى آخر هؤلاء المنتكسون يفقدون حياتهم الخاصة، وتقدير البالغين كما المراهقين لهم، ويصيرون أمثلة سيئة لهم. ليبق البالغ في عالمه لكن في اتساع قلب نحو المراهقين، حتى بالحب يمد يده ليسند كل مراهق في نموه، ويرتفع به تدريجيًا إلى الحياة الناضجة. أريد أن أقتطف عن القديس يوحنا ذهبي الفم تشبيهه الخاص بتربية الأطفال وتعليمهم المشي. فالمربية الحكيمة هي التي تنحني بظهرها حتى تصير كطفلة لتمد يديها وتمسك يدي الطفل وتمشي به قليلًا ثم تتركه فجأة، وتكرر ذلك مرة ومرات فيتعلم المشي،إنها تنحني أمام الطفل وتسير معه لكنها لا تصير طفلة، بل تسنده وتعلمه وتنميه بلمسات الحب والاهتمام. هكذا بالحب ننحني نحو أبنائنا المراهقين، ونمد أيدينا لهم لا في عجرفة واعتداد بالذات وإنما بروح الخضوع والود، لكي نسير معًا في طريق النمو المستمر. إن كان أحد المراهقين قد انحرف وسقط فإنه يليق بمن يريد أن يقيمه -كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم- أن يثِّبت قدميه أولًا ثم ينحني قليلًا قليلًا ليمسك بيده، ويرتفع به الحب. إنه ينزل إليه ليسقط معه بل ليرتفع الاثنان معًا! أختم حديثي بتأكيد تقديرنا لعالم المراهقين كما لعالم البالغين إن تقدّس هذا وذاك في الرب لكي ينمو الكل معًا نحو هدف أسمى من أجله نعيش. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة من البالغين |
ملك ظالم ..... قاضى ظالم .... شعب ظالم والجريمة قبطى |
احترس البدانة تهدّد نصف البالغين! |
عالم البالغين |
سلس البول عند البالغين |