رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقونة المسيح هل رأيت كيف يُصنع الخزف؟ إنّ الخزّاف يضع كتلة من الطين على قرص أفقيّ يدور حول مركزه يتحكّم فيه هو بقدميه. وأثناء دوران القرص، يعمل بيديه ليشكّل قطعة الطين بحسب ما يرى ليصنع أوان عديدة، وهو يضغط بقوّة على جزء منها، ويحنو على جزء آخر، ويغيّر من سرعة القرص من وقت لآخر بحسب ما يراه مناسبًا ليتشكّل في النهاية الإناء المطلوب. ولكن ما الذي يحدّد الشكل النهائيّ للإناء الخزفيّ؟ إنّها "صورة ذهنيّة" قائمة في ذهن الخزّاف، وهو يتابع عمله بلا كلل حتّى يخرج الإناء مطابقًا لهذه الصورة الجميلة. والله المحبّ الحنون، له صورة رائعة لحياتك. هل تعرف ما هي هذه الصورة؟ إنّها صورة المسيح!! يقول الكتاب: "الذي سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه" (رو 29:8). فما أجمل أن تكون صورة الله!! لكنّ الخطيئة أفسدت هذه الصورة، وهي ما زالت فاسدة طالما أنّ الإنسان يقود حياته بنفسه، ويريد أن يشكّلها بحسب استحسانه وليس بحسب الصورة الإلهيّة. أمّا الله، فيريد لك إناء جميلاً مثله "إناء للكرامة مقدَّسًا نافعًا للسيّد مستعدًّا لكلّ عمل صالح" (2تي 21:2) الله يريد أن يعيد لك الصورة التي فقدتها بالخطيئة، ولكي تتّضح معالم الأيقونة الإلهيّة، يبدأ الله بيديه الحانيتين، يضغط على بعض الأجزاء، ويحنو على الأخرى، ليصنع في النهاية إناء حسب صورته الكاملة، ليطبع فيك صورته، ولذلك فهو يدبّر جميع الظروف المحيطة بك ليتمّم قصده فيك. فإذا كانت ضغطات الآب القادر على كلّ شيء مؤلمة إلاّ أنّها تشكّلك حسب صورته. إن قسوة الآخرين تعلّمك الاحتمال، والإهانة تعلّمك الغفران، والطرد والتخلّي يقودك إلى الصبر والشكر. إنّ كل صليب يعقبه قيامة: قيامة تكون فيها صورتك على صورة المسيح "الفخاريّ الأكبر" الذي يأخذ بيديه كتل الطين التالفة، ليصنع منها أواني للكرامة والمجد. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيقونة المسيح طرفة عين أو “أيقونة القديسة فيرونيكا” |
أيقونة السيد المسيح |
أيقونة قيامة المسيح وقيامة البشرية من خلال نزول المسيح إلى الجحيم |
أيقونة للسيد المسيح |
أيقونة المسيح العامل |