الله لا يعتني بنا فقط لكنه يحبنا بلا حدود، حبًا مقدسًا ملتهبًا، حبًا شديدًا حقيقيًا لا ينفصم ولا ينطفئ. ولكي يكشف لنا الكتاب المقدس عن هذا الحب قارنه بحب الناس، موضحًا حب الله الساهر وعنايته بنا بأمثلة كثيرة. فيجاوب النبي الذين اكتأبوا مرة قائلين: قد تركني الرب وسيدي نسيني قائلاً: {هل تنسى الأم رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها؟}. كأنه يقول: يستحيل على الأم أن تنسى رضيعها فبالأولى لا ينسى الرب البشرية. وهو بهذا لا يقصد تشبيه حب الله لنا بحب الأم لثمرة بطنها، وإنما لأن حب الأم يفوق كل حب، غير أن حب الله حتمًا أعظم منه. لهذا يقول: ولو نسيت الأم رضيعها أنا لا أنساك يقول الرب
القديس يوحنا ذهبى الفم