هل تؤمن المسيحية بوجود الحسد ؟
++++++++++++++++++++++
الحسد - كشعور - موجود . فنحن نعرف أن قايين حسد أخاه هابيل . ويوسف الصديق حسده أخوته . والسيد المسيح أسلمه كهنة اليهود للموت حسداً . ونحن في آخر صلاة الشكر ، نقول " كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان أنزعه عنا " .
الحسد إذن موجود ، ولكن " ضربة العين " لا نؤمن بوجودها .
فبعض الناس يؤمنون أن هناك أشخاصاً حسودين ، إذا ضربوا من حسدوه عيناً ، يصيبه ضرر معين . لذلك يخاف من الحسد ، ومن الحسودين وشرهم . وأحياناً يخفون الخير الذي يرزقهم به الله خوفاً من الحسد . وهم يضربون لهذا النوع من الحسد قصصاً تكاد تكون خرافية . هذا النوع من الحسد ، ، لا نؤمن به ، ونراه نوعاً من التخويف ومن الوسوسة
أن الحسد لا يضر المحسود ، بل يتعب الحاسد نفسه :
إنه لا ضر المحسود ، وإلا كان جميع المتفوقين والأوائل عرضه للحسد و الضياع ، وأيضاً كان كل الذين يحصلون علي مناصب مرموقة ، أو جوائز الدولة التقديرية عرضه للحسد والإصابة بالشر . إننا نري العكس ، وهو أن الحاسد يعيش في تعاسة وتعب بسبب حسده وشقاوته الداخلية ، كما قال الشاعر :
اصبر علي كيد الحسود فإن صبك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
ولكن لماذا نصلي لنزع الحسد ، مادام لا يضر ؟
نحن لانصلي خوفاً من ( ضربة العين ) المزعومة ، وإنما نصلي لكي يمنع الله الشرور و المكائد و المؤامرات التي قد يقوم بها الحاسدون بسبب قلوبهم الشريرة . فإخوة يوسف لما حسدوه القوة في البئر ، ثم باعوه كعبد ، وكانوا علي وشك أن يقتلوه . وقايين قتل أخاه هابيل حسداً له ، ورؤساء اليهود لما حسدوا المسيح تآمروا عليه وقدموه للصلب .