سبق لنا الحديث عن الأسقف أبا كلوج الذي رافق القديس بيخيبس الأشموني. الآن نتحدث عن القس أبا كلوج من بلدة ألفنت القريبة من مدينة المنيا بمصر الوسطى وكان كاهنًا بتولًا. عُرف بالطهارة وقداسة السيرة مع محبته لشعبه، فأحبه شعبه جدًا.
وليمة الإستشهاد:
لما وصل أريانوس والي أنصنا إلى ألفنت لتنفيذ أوامر دقلديانوس الخاصة باضطهاد المسيحيين استدعاه، فلما مثل أمامه سأله عن اسمه فأجاب: "اسمي مسيحي، وبلدي أورشليم السمائية". لحق به أهل البلدة وبكوا قائلين: "كيف تتركنا يتامى؟" أجاب قائلًا: "إن نفسي مسرورة بما تقبله من آلام على اسم سيدي يسوع المسيح. فإذا ما سفكت دمي على اسمه القدوس، أجد القربى والدالة أن أطلب منه عنكم". ثم التفت إلى الشعب وقال: "من يحب الله ويقدر على الجهاد فليأتِ معي"، فتبعه جمع كبير وكان يسير في وسطهم كمن هو ذاهب إلى وليمة. لما هدده الوالي أجابه: "إني لا أرهب عذابك أيها الوالي". أمر الوالي أن يُقيد ويُطرح في أتون نار متقد، فصار الأتون كالندى فظنوه ساحرًا. أمر الوالي أن يرقد على ظهره ويدحرجوا عليه عمودًا كبيرًا جدًا ثم أمر بأن يضرب بمطارق وشوَك وأعصاب البقر حتى سال دمه، وفي كل ذلك كان الرب يقويه ويقيمه معافى. اصطحبه الولي معه مقيدًا إلى أهناسيا، طافوا به المدينة حتى يخيفوا الشعب لكن حدث عكس ذلك، فبسبب معجزاته التي أجراها وهو في مسيرته آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم، واستشهد في أهناسيا على يد إريانوس نحو ألفيّ نسمة. وفوق كل ذلك فقد أقام أبا كلوج ابن إريانوس الوالي بعد أن مات وكان صبيًا، ومع ذلك تقسّى قلبه فلم يطلقه. أخيرًا أكمل جهاده بقطع رقبته بالسيف في بلدته ألفنت في 20 طوبة.