كيف ينقذ البيض الملون العريفي من ورطته

[Mary Naeem]

كيف ينقذ البيض الملون العريفي من ورطته

الفجر

ملايين هو عدد المغردين العرب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، غير أن رجل الدين السعودي محمد العريفي يمتلك 10 ملايين متابع على حسابه الشخصي، مما جعل ناشطين يطعنون في أرقام العريفي مؤكدين أنها “أطباق بيض لا غير”.

وفقًا للعرب اللندنية، فجأة قفز عدد متابعي رجل الدين السعودي محمد العريفي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر من 8 ملايين إلى 10 ملايين متابع خلال أيام معدودة.

ويثير هذا الارتفاع لعدد المتابعين، أي مليوني متابع خلال أيام قليلة، الكثير من التساؤلات. وبالنظر إلى سجلات متابعي العريفي على تويتر يتبين أن أغلبها من “البيض الملون” ولم تنشر أي شيء على تويتر ولا يوجد متابعون لها.

وتستخدم “البيضة” كصورة شخصية في بداية دخول تويتر أو ترك الحساب دون تحديث. وأكد مراقبون “وجود حملة لشراء متابعين للعريفي” وأطلق بعضهم على الحملة “شراء أطباق البيض”.

وتعتبر أعداد المتابعين للمشاهير وخاصة رجال الدين “خيالية” قياسا بعدد الناشطين السعوديين على تويتر المقدّر بنحو 2.7 مليون مغرد وهم نصف المغردين العرب.

وعاد العريفي المعتقل منذ شهر إلى الواجهة السبت بعد تردد أنباء عن إطلاق سراحه على تويتر عبر هاشتاغ “#الإفراج_عن_العريفي ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة.

يشار أن السبب المباشر لاعتقال الداعية العريفي لم يعرف بعد، رغم تكهن نشطاء سعوديين بأن اعتقاله بسبب أفكاره المتطرفة منها خاصة التحريض على الفتنة الطائفية والزج بسعوديين في أتون الصراع السوري تحت مسمى الجهاد.

وأصبح العريفي هذا الأسبوع بسبب زيادة عدد متابعيه (10 ملايين متابع) في المرتبة 94، ضمن أقوى 100 شخص في العالم في تويتر بحسب موقع التقييم twittercounter.com بعد أن كان الأسبوع الماضي في المرتبة 102.

وكان عدد متابعي العريفي قبل سنتين لا يتجاوز مليون متابع وحينها نفى قيامه بشراء متابعين له في تويتر، وقال إنه لا يعلم طريقة لفعل ذلك. وبرَّر العريفي ارتفاع عدد متابعيه وقتها، بأن سر ذلك يأتي بسبب مشاركته الفاعلة وتواصله الدائم مع متابعيه.

ويقول مغردون إن الهدف من حملة شراء المتابعين "إبراز شعبية العريفي الكبيرة للضغط على السلطات السعودية عبر تويتر الذي أصبح يمثل أداة ضغط شعبية". ويمثل الحصول على عدد كبير من المتابعين “دليلا على الشهرة والنفوذ”.

يتوقع مراقبون انطلاق حملات إلكترونية ضاغطة عبر موقع تويتر الأكثر شعبية في السعودية لإطلاق العريفي.
وسخر ناشطون “الرد الوافي على من اتهموا الشيخ العريفي بشراء متابعين مزيّفين على تويتر: أنتم لا تفقهون شيئا في التكنولوجيا وهذا الدليل”، ناشرين صورا للبيض الذي يتبعه على تويتر من حسابه.

وسخر مغرد “عشرة ملايين متابع نصفهم لا يزال في حضانة البيض لم يفقس بعد، والنصف الآخر فاسد”. ويقول مغردون “العديد من المستخدمين من أصحاب الأعداد الكبيرة من المتابعين أصبحوا تحت عدسة المراقبة، لقد فقدوا مصداقيتهم”.

وكتب ناشط “البعض يدفع من أجل شهادة وهمية وآخرون من أجل متابعين وهميين!! هؤلاء خواء مهما كانت أسماؤهم أو مكانتهم!”.

من جانب آخر، يتوقع مراقبون انطلاق حملات إلكترونية ضاغطة عبر موقع تويتر الأكثر شعبية في السعودية لإطلاق سراح العريفي. ويرى البعض أن الرقم الكبير من المتابعين يزيد من شعبية صاحب الحساب، لأن المغردين يحبون الانضمام إليها، ويعتقدون أنهم أشخاص لديهم ما يقدمونه، لذا جمعوا هذا العدد من المتابعين.

وكان موقع “status people” المتخصص في إحصاءات الموقع الاجتماعي تويتر وما يتعلق بحسابات المسجلين فيه، كشف عن وجود أعداد كبيرة لمتابعين أو “فلورز” لمشاهير سعوديين وخليجيين وعرب، هي في الحقيقة حسابات وهمية.

ولم يتجاوز عدد متابعي أبرز الشخصيات التي تتربع على قائمة الأكثر تأثيرا في السعودية عبر تويتر، مثل الدعاة محمد العريفي وعائض القرني وسلمان العودة، إضافة إلى الإعلاميين أحمد الشقيري وتركي الدخيل، أكثر من ثُلث الأرقام المسجلة في رؤوس صفحاتهم.

وكانت شركة تويتر أكدت أن المستخدمين السعوديين هم الأكثر إقبالا على شراء المتابعين المزيفين، حسب ما جاء في صحيفة “الوطن” السعودية. وقدّرت دراسة أعدها باحثون إيطاليون حجم سوق بيع المتابعين غير الحقيقيين بين 40 و360 مليون دولار.

وأكد مسؤول موقع عربي متخصص في المتاجرة بتلك السوق أن “الطلب يزداد يوما بعد يوم، وأنا حاليا متفرغ لإدارة الموقع وللتجارة الجديدة المربحة”، مشيرا إلى أن متوسط الدخل لا يقل عن 1200 دولار شهريا (4500 ريال سعودي).

وعن أكثر الجنسيات إقبالا على شراء المتابعين المزيفين، قال: “السعوديون هم الأكثر شراء للمتابعين الوهميين”.

يُذكر أن متوسط سعر شراء 500 متابع وهمي عبر المواقع العربية يبلغ 250 ريالا سعوديا، ويرتفع ليصل إلى 1500 ريال سعودي بالنسبة إلى 10 آلاف متابع.

وعن هذه الظاهرة قال المتحدث الرسمي باسم تويتر، جيم بروسر إن “المشكلة الحقيقية تكمن في الحسابات الوهمية وصعوبة تمييزها عن الحقيقية”.

وأضاف “مازالت لدينا مجموعة متنوعة من الضوابط الآلية واليدوية، وسنعمل باستمرار على مكافحة هذا الاحتيال".