منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 06 - 2012, 02:26 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

هناك اعتقاد رهباني نسكي سائد بأن الصوم هو إذلال الجسد، مع أن الكتاب المقدس لم يذكر هذه الكلمة إطلاقاً ولم يربطها بالجسد بل قال الرسول: [ أُقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ] (1كو 9: 27)
طبعاً المشكلة في اللبس الحادث في الآية بسبب أن الكلمة الملازمة للقمع هي الاستعباد وهي تأتي دائماً في الذهن إلى العبودية والإذلال والقهر، مع أن أقماع الجسد واستعباده في هذه الآية لا يدل على الإذلال، فقمع الجسد واستعباده هنا غير إذلاله الموجود في المعنى القاموسي العام للكلمة والتي يتبادر للذهن فور سماعها، لأن الجسد ليس شر في ذاته وبالتالي لا نقهره ونحتقره أو نذله، بل المشكلة في داخل نفس الإنسان التي تقود الجسد، لأن الجسد في ذاته ليس فيه شر ولا في جميع غرائزه الطبيعية حتى نقهره ونحتقره ونسحقه وننهك كل قوته ونسحقه، بل المعنى المقصود هو الانضباط وعدم الانفلات، أي الحراسة، أو وضع تحت حراسة آمنة ومشددة محترزين من شكل الأمان الزائف، لأن أحياناً ممكن أن يعتقد الإنسان أن طالما تسكن قلبه النعمة أنه غير مُعرَّض للسقوط، فيستهين ويترك نفسه بلا ضابط أو رابط فيسقط بسهولة بدون تحفظ، والكتاب المقدس في موضوعه يُشير لضبط النفس والتي تعني المثابرة أو الترويض والتجلد والذي يعني السيطرة [ واستعجل يوسف لأن أحشاءه حنت إلى أخيه وطلب مكانا ليبكي فدخل المخدع و بكى هناك. ثم غسل وجهه و خرج وتجلد و قال قدموا طعاما. ] (تكوين 43: 30 – 31) وفي هذه الآية واضح السيطرة على انفعالات النفس الظاهرة في الجسد وضبطها عند اللزوم، وعموماً نستطيع أن نفهم من خلال الكتاب المقدس أن ضبط النفس يأتي بمعنى الحفظ بكل قوة [ اقبل إليها (الحكمة) بكل نفسك واحفظ طرقها بكل قوتك ] (سيراخ 6: 27) …
وعموماً لا نجد أي ملامح لأية إذلال للجسد أو حتى للنفس في تعليم الرب يسوع أو من خلال رسائل الرسل، وحتى في شكل الزهد الذي قد نستوحيه أو نراه في الإنجيل وأعمال الرسل من جهة الطعام أو الملبس أو حتى النشاط الجنسي الزيجي أو فيما يتعلّق بالممتلكات والتخلي عنها أو في أي شيء يخص الجسد لأن المسيح الرب يسأل فقط عن ما يقف عائقاً في طريق تبعيته [ قال له يسوع أن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنزٌ في السماء و تعال اتبعني ] (مت 19: 21)، ولم يقل الرب هذا القول لكل واحد بل لأنه رأى في قلب هذا الغني تعلق خاص بالغنى في داخله أي قلبه فيه، وحيث يكون كنزك يكون هناك قلبك، فالغنى والأموال عند هذا الغني هما الأساس الذي يبني عليه حياته، ويضع الرب في المرتبة الثانية من بعد الغنى وكتوز الأرض، فلكي تنضبط نفسه ويدخل في طريق الحق والحياة ينبغي أن يتخلى من قلبه عن ما يعيقه في طريق الحياة ويتبع المخلص الصالح، الذي هو كنز النفس الحقيقي …
عموماً ضبط النفس هو سلوك إيجابي (وليس سليبي مُدمر) كنتيجة لعمل الروح القدس في القلب، لأن حينما يتوب الإنسان ويعود لله الحي يعمل في قلبه الروح القدس ويجدد حياته كل يوم وباستمرار ليتقدس وبسهولة ويستطيع أن يضبط جسده وإخضاع ذاته للنعمة بقوة الله [ وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد (الإنسان العتيق) يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون. ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس. وأعمال الجسد (الإنسان العتيق) ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه التي اسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً، أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. أن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضاً بحسب الروح. ] (غلاطية 5: 13 – 25)
ففي النهاية المقصود كله [ أن كنا نعيش بالروح فلنسلك بحسب الروح ] لذلك نقمع الجسد ونستعبده لحساب المسيح الرب فنخضعه بالروح، وذلك لكي لا نذله بل نكرمه في المسيح، لأن الخطية والشر والفساد هما إذلال للجسد الحقيقي، وتكريمه في المسيح الرب لأنه يُجمَّل ويصبح في مجد بالزينة السماوية أي زينة الروح القدس من طهارة وعفة ونقاوة وتقديس وتخصيص للعريس السماوي لأن الجسد للرب [ الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سيبيد هذا وتلك ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد ] (1كو 6: 13)
عموماً نحن لا نذل أنفسنا بل نخضها للرب وتظهر ملامحه فينا [ حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا ] (2كو 4: 10)، [ فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله ] (2كو 7: 1)، [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني واسلم نفسه (للموت) لأجلي ] (غل 2: 20)، [ وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد ] (غل 5: 16)، [ وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات ] (1بط 4: 7)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قدس كوى نفسي، وحواس جسدي
كم عافت نفسي جسدي من أجل شهواته
وطهّر جسدي وقدّس نفسي
بل أقمع جسدي وأستعبده
الفرق ما بين إذلال الجسد وبين أقمع جسدي


الساعة الآن 09:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024