رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العبد الشرير ثم جاء أيضًا الذي أخذ الوَزنة الواحدة وقال: يا سيد، عرفت أنك إنسانٌ قاسٍ، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر ( مت 25: 24 ) لم يعرف صاحبنا المسكين أن المسيح هو الزارع الأعظم، الذي حمل مبذر الزرع، والذي في حياته هنا فوق الأرض كم زرع بالدموع! وليس فقط هو الزارع الأعظم، بل لقد شبَّه نفسه بالبذرة نفسها عندما قال: «إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ). في الواقع إن العكس هو الصحيح، فالله يزرع دائمًا وبلا توقف، ولكن ما أقل ما يجمع أو يحصد، بسبب جحود الإنسان ونُكرانه. قال الرب قديمًا: «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟» ( إش 5: 4 ). وقال أيضًا: «ربيت بنين ونشَّأتُهم، أما هم فعَصوا عليَّ» ( إش 1: 2 ). إنه هو الذي دائمًا يُشرق شمسه ويمطر مطره، وما أقل مَنْ يقدِّر خيره! إنه يمتع كل شعوب الأرض بالإحسان والجود، وما أقل مَن يرجع إليه منهم بالعِرفان والسجود! حين قال ذلك العبد الرديء: «عرفت أنك إنسانٌ» فقد أنكر لاهوت المسيح وبنوته الأزلية، وحين قال: «إنك إنسانٌ قاسٍ» فقد أنكر تجسده في ملء الزمان، وتجاهل حياته التي لم يكن فيها يسعى لأن يُخدَم بل يَخدم، وحين قال: «تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذُر» فقد أنكر ختام حياته على الأرض، عندما بذل نفسه فديةً عن كثيرين. إذًا، فلقد أنكر هذا العبد الرديء لاهوت المسيح وتجسده وصلبه. «وإذ هم يُنكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكًا سريعًا» ( 2بط 2: 1 ). لم يعرف ذلك العبد الشرير أفضل من هذا عن المسيح، وظل طوال حياته هنا على الأرض لا يعنيه من أمر هذه المعرفة شيئًا! مع أنه «هكذا قال الرب: لا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه، بل بهذا ليفتخرن المُفتخر: بأنه يفهم ويعرفني أني أنا الرب الصانع رحمةً وقضاءً وعدلاً في الأرض» ( إر 9: 23 ، 24). ولهذا فإني أنتهز هذه الفرصة لكي أتحدث معك أيها القارئ العزيز عن أهمية معرفتك بالله. قال الحكيم: «معرفة القدوس فهمٌ» ( أم 9: 10 ). ومن أين يمكننا أن نتعرَّف على المسيح ابن الله إلا من كتاب الله؛ الكتاب المقدس؟ |
|