25 - 10 - 2014, 04:12 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مثل الخروف الضالّ والدرهم الضائع
نصُّ الإنجيل
كانَ العشَّارونَ والخاطِئونَ يَدنُونَ مِنْ يسوع ليستمعوا إليه . فكان الفرِّيسيونَ والكتبةُ يَتَذمَّرونَ فيقولون : " هذا الرجلُ يستقبلُ الخاطِئينَ ويأْكُلُ معهم ." فضرَبَ لهم هذا المثل . قال :
" أَيُّ امرئ منكُم إذا كانَ لهُ مِئةُ خروفٍ فأَضاعَ واحداً منها , لا يترُكُ التِّسعةَ والتِّسعينَ في البريَّةِ ويسعَى إلى الضالِّ حتى يجدَهُ ؟ فإذا وجدَهُ حمَلَهُ على كتِفَيْهِِ فَرِحاً ورَجَعَ بهِ إلى البيتِ ودعا الأَصدقاءَ والجيرانَ وقالَ لهم : " افرَحوا معي , فقد وجَدْتُ خَروفيَ الضالّ ."
أقولُ لكُم : " هكذا يكونُ الفرحُ في السماءِ بخاطىءٍ واحدٍ يتوبُ أَكثرَ مِنهُ بتِسعةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يحتاجونَ إلى التوبة ."
أَمْ أَيَّة ُ امرأةٍ إذا كان عندَها عشَرَةُ دراهمَ فأَضاعتْ دِرْهماً واحداً , لا تُوقِدُ سِراجاً وتكنِّسُ البيتَ وتَجِدُّ في البحثِ عنهُ حتى تَجدَهُ ؟
فإذا وجدتْهُ دَعَتِ الصديقاتِ والجاراتِ وقالتْ : " افرَحْنَ معي , فقدْ وجدتُ دِرهَمي الذي أَضعتُهُ ."أَقولُ لكُم: " هكذا يفرَحُ ملائكةُ اللهِ بخاطىءٍ واحدٍ يتوب." (لوقا 13/1-10)
الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذين المثلَيْن
إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذَيْن المثلَيْن هي أن يسوع قد جاء إلى العالم لأجل الإنسان الخاطئ. فكما أن الراعي يبحث عن خروفه الضالّ , وكما أن المرأة تبحث عن درهمها الضائع, هكذا يبحث يسوع عن الخاطئ ليهديه إلى التوبة, ويقوده إلى الله, ويؤمِّن له خلاصه الأبدي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.
نحن أناسٌ خطأة
نحن نحيا في كثير من الأحيان حياةَ اللاَّمبالاة بشؤون الدين, ونهمل واجباتنا الدينيَّة, ونرتكب الخطايا الكثيرة, ونهتمُّ بكلِّ ما هو قائمٌ على الأرض, ما عدا حفظَ كلام الله وتتميمَ إرادته القدُّوسة. فكلٌّ مِنَّا يشعر في قرارة نفسه بأنه إنسان خاطئ.
ومَنْ هو الخاطئ في تفكير يسوع ؟ الخاطئ هو الخروف الذي ابتعد عن القطيع, وضلَّ الطريق, وسقطَ في الحفرة, ولمْ يستطعْ أن يصعدَ منها. وهو الدرهمُ الضائعُ أيضاً الذي تدحرج إلى زاوية البيت المظلمة ولم يَعُدْ يظهر للنور.
جاء يسوع ليحمل إلى الخاطئ الخلاص الأبدي
جاء يسوع ليبحث عن الخاطئ ويهديه إلى الخلاص الأبدي . فإن ما قام به يسوع في سبيل إِنقاذ الخاطئ من الضَياع والموت أعظمُ بما لا يُقاس مِمّا يقوم به الراعي ليجدَ خروفه الضالّ, ومِمَّا تقوم به ربَّةُ البيت الواعية في سبيل العثور على درهمها الضائع.
إنه لم يكتفِ بالتعليم والإرشاد والقدوة الصالحة وسلوك الحياة الفاضلة كسائر الأنبياء الذين سبقوه, بل بذل نفسه في سبيل خلاص الخاطئ بذْلاً كاملاً, فمات على الصليب, ذبيحةً طاهرةً, ليكفِّر عن ذنوب الإنسان, وينقذه من شرِّ الخطيئة ونتائجها الوخيمة، ويحمل إليه الخلاص الأبدي, ويفتح له أبواب السعادة الأبديَّة .
فما أعظمَ حُبَّ يسوع للإنسان الخاطئ ! وما أجملَ سعيَهُ في سبيل إنقاذه من موت الخطيئة !
يسوع قدوتنا في نشر الخلاص
يسوع قدوتنا في بذل الجَهد والسعي وقبول التضحية في سبيل هِداية الخطأة. فلا يكفي أن نهتمَّ بأنفسنا فقط, ونقوم بالممارسات الدينيَّة والواجبات اليوميَّة فحسب, بل ينبغي لنا أن نقتدي بيسوع, ونكون على مثاله رسلاً ينشرون الخلاص بين الناس.
1- يجب أن نساعد الآخرين مساعدةً روحيّة فعّالة
إننا نعيش في العالم كسائر الناس, في بيئة مكوَّنةٍ من رجال ونساء, وشباب وشابّات, وفتيان وفتيات, وأطفال. إنهم يحتاجون كلُّهم إلى المساعدة الروحيَّة الفعّالة لكي لا ينفصلوا عن قطيع يسوع بارتكاب الخطيئة.
وإذا ما انفصلوا عنه فإنهم يحتاجون أيضاً إلى هذه المساعدة ليعودوا إليه, ويكونوا أصحَّاء روحيَّاً تنعشهم نعمة الله تعالى.
2- يجب أن نبذل الجهد الروحي الضروري
ولا بُدَّ لإصابة هذا الهدف الديني المزدوج من أن نقوم بجَهد روحي متواصل, على مثال يسوع, فننشر التعليم الديني المسيحي بين إخوتنا وأبنائنا, ونوطِّد فيهم الأخلاق القويمة بمثلنا الصالح, ونرسِّخ فيهم عادة الممارسات الدينيَّة,
ونساند الأخويَّات الكنسيَّة, ونؤازر الأُسَرَ المسيحيَّة لتحافظ على الوحدة العائليَّة وتتغلَّب على الصعوبات التي تؤدِّي بها إلى التفكُّك وعدم الانسجام.
ضرورة التعاون بين الرعاة الكنَسيين والعلمانيين
إن هذا العمل الرسولي المفيد روحيَّاً يقتضي أن يقوم تعاونٌ وثيق بين الرُعاة الكنسيّين والعلمانيّين الأتقياء . إن هذا التعاون أمرٌ هامٌّ جداً لأنّه يثبّت الإيمان ويدعم الأخلاق الصالحة في قلوب المسيحيين.
ويحمل هذا التعاونُ اسم " العمل المسيحي " الذي تناصره الكنيسةُ مناصرةً قويَّةً بقوانينها وتوجيهاتها ومساندتها الفعَّالة.
التطبيق العملي
لا تنسَ أنك رسول يسوع في البيئة التي وضعك الله فيها. فتعاونْ بإخلاص مع الكنيسة, واشتركْ في الأخويَّات القائمة, وسانِدْ المشاريع الدينيَّة,
وكُنْ قدوةً صالحة للآخرين بتصرُّفاتك الحسنة وأقوالك النيِّرة التي تعبِّر عن إيمانك المسيحي الثابت, لكي لا يبقى أحدٌ من خراف يسوع, من بين أصحابك ومعارفك, خارجَ الكنيسة المقدَّسة, ضائعاً في براري الضلال وقابعاً في ظلام الخطايا.
|