فى العام التالى بعد رسامة القمص زكريا كاهن كنيسة الشهيد أبى سيفين بالطوابية فى عام 1978 تقريباً وفى مساء يوم السبت فوجئت بحضور تلميذ القديس (عم راتب) وأبلغنى بضرورة ذهابى إلى الطوابية لإبلاغهم بأن القديس سوف يقوم بصلاة القداس الإلهى باكر الأحد، فتوجهنا إلى ملجأ البنات لإحضار السيارة القديمة (سيارة الأنبا كيرلس مطران قنا السابق) فلم تتحرك معنا السيارة، فذهبنا إلى القديس لإبلاغه فقال لنا: "خذوا السيارة المر سيدس" وبالفعل أخذنا السيارة المرسيدس وكانت الساعة التاسعة والنصف مساءاً تقريباً وكان شتاءاً، وكنا نتبادل الحديث ونحن فى طريقنا إلى الطوابية وفوجئت بعم راتب يضرب فرامل وقال لى بأننا سنغرق، فوجدنا السيارة على حافة المياه فى بركة عمقها لا يقل عن أربعة أمتار منذ فيضان النيل لأنها كانت مكان (برزخ) قديم يصل بين حوضين زراعيين فى نظام رى الحياض، والسبب فى هذا أن هذه البركة تقع قبل منحنى فى الطريق على شكل زاوية قائمة الشكل، وعم راتب بدلاً أن يدير السيارة مع الطريق استمر فى سيره، فوجدنا أنفسنا على حافة المياه والسيارة فى حالة ميل لا يمكن لأى ميكانيكى أن يخرجها فلا بد أن تعود للخلف ولكن الحمد لله وبطريقة خيالية لدرجة أننى خرجت من السيارة وبسذاجة وضعت يدى تحت عجلة السيارة الأمامية اليمنى لإسناد عم راتب حتى يتمكن أن يعود بالسيارة للخلف، والعجيب أننا وجدنا السيارة تعود للخلف ببساطة شديدة، وذهبنا إلى الطوابية ثم عدنا إلى قنا لإبلاغ القديس أننا أبلغنا أهل الطوابية فقال لنا: "يا خويا كنتوا هتغرقوا" فحكينا له القصة كما حدثت ولم ندرك ولم يخطر على بالنا هذا الإعجاز إلا بعد النياحة، بل ونسينا هذا الأمر تماماً ولم نتذكره إلا بعد نياحة القديس يوم الأربعاء التالى.