رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوة الله التي تشبع النفس ومحاربة روح المجد الباطل الرسالة الثالثة للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير أكتب إليكم لأنكم تحبون الرب وتبحثون عنه بكل قلوبكم. لأن الله يسمع لمثل هؤلاء حين يُصَلُّون إليه، ويباركهم في كل شيء ويستجيب لكل طلبات نفوسهم عندما يتضرعون إليه. أما الذين يأتون إليه بدون قلوبهم كلها بل بعقلين … الذين يؤدون أعمالهم لأجل مجد العالم – فمثل هؤلاء لا يصغي لهم الله في أي شيء يطلبونه لكنه يغضب من أعمالهم، لأنه مكتوب: ” الله قد بدّد عظام محاصرك ” ( مز53: خ ) هكذا ترون، كيف يغضب الله من أعمال أولئك ولا يهبهم شيئاً مما يسألونه بل بالعكس يقاومهم لأنهم لا يعملون بإيمان بل بتظاهر. لهذا لا تسكن القوة الإلهية فيهم بل يفشلون في كل أعمالهم وفي كل ما تمتد إليه أيديهم. لأجل هذا هم لا يعرفون قوة الله وكيف تحررهم من الهموم ولم يتذوقوا بهجتها بل تتثقل نفوسهم بالهم في كل أعمالهم. إن الجانب الأكبر من جيلنا هم هكذا، فهم لم ينالوا القوة الإلهية التي تُشبع النفس وتملأها بالابتهاج وتجلب لها يوماً بعد يوم المسرة التي تلهب القلب في غيرة الرب. إنهم يعملون أعمالهم كما للناس. لهذا تتخلى عنهم القوة الإلهية لأن الرب يكره من يعمل من أجل مرضاة الناس. فلعلكم يا أحبائي الذين ازدادت ثمارهم في الرب، تجاهدون في أعمالكم ضد روح المجد الباطل، حتى تغلبوا في كل الأعمال وتصبح كل أجسادكم مقبولة ثابتة في سكنى الله، وتنالوا قوة الله التي هي أفضل من كل شيء. لأني مقتنع يا أحبائي أنه طالما أنكم تعملون كل ما في طاقتكم لمحاربة روح المجد الباطل وتجاهدون ضده باستمرار فإن أجسادكم ستبقى حية. لأن هذا الروح الشرير يحارب الإنسان في كل عمل للبر تمتد إليه أيديه لكي يجعلها بلا ثمر ويدمرها، ويعوق الإنسان قدر المستطاع عن أعمال البرّ، وهو يقاتل كل مَن يُريد أن يحيا بأمانة، وإذا نال أحد مديح الناس لأمانته أو اتضاعه، سارع روح الشرّ إلى محاربته فيغلب البعض ويُمزق أجسادهم ويخمدها. وبهذا يستملهم إلى ترك حياة الفضيلة والانغماس في الملذات البشرية، وهكذا يفسدون (( أجسادهم )) مع أن الناس يحسبون أنهم ربحوا شيئاً. لهذا لا يعطيهم الله القوة بل يتركهم فارغين لأنه لم يجد (( أجسادهم )) نقية فيحرمهم من تعزيات النعمة. فلعلكم تجاهدون يا أحبائي ضد روح المجد الباطل في كل وقت حتى تقهرونه في كل شيء، فترافقكم قوة الله في كل وقت. وسأصلي من أجلكم كي توهبوا هذه البهجة دائماً، لأنه ليس طريق أفضل من هذا للتحرر من الهموم. وإذا كنتم بعد نوال هذه البهجة ترون أن غيرتكم قد بدأت تفتر وتتخلى عنكم، فاسعوا إليها ثانية وهي تعود. لأن هذه الغيرة تُشبه النار التي تحول البرودة إلى مثل حرارتها. وإن وجدت قلبك يتثقل مؤقتاً، فاستجمع ذاتك واسألها، حتى تستعيد غيرتها وتشتعل محبة الله. لأن داود النبي يقول أيضاً، حينما رأى قلبه قد تثقل: ” فاسكب نفسي عليَّ ” ( مز42: 4 ) و ” تذكرت أيام القدم. لهجتُ بكل أعمالك. بصنائع يديك أتأمل. بسط يدي. نفسي نحوك كأرض يابسة ” ( مز143: 5 6 ) . هذا ما صنعه داود النبي عندما بردت نفسه حتى استعاد غيرتها ثانية ونال التعزية الإلهية في الليل والنهار. فافعلوا هكذا أيها الأحباء وأنتم تنمون ويكشف الله لكم أسراراً عظيمة. ليت الله يديم لكم صحة الروح والنفس والجسد، حتى يأخذكم إلى الملكوت مع آبائكم الذين أكملوا حياتهم حسناً إلى أبد الآبدين. |
|