يا بُني، لا تُظهر كلمتك لمن لا يعرفها (يُقدرها أو يعيها). واجعل سائر الناس أحباء، لكن لا تجعلهم كلهم مُشيرين (لك)، بل اتخذ لك قبل كل شيء تجربة (اختبار – امتحن الأرواح وميزها). لا تجعل كل الناس أصدقاء، وإن صاروا لك أصدقاء فلا تأمن لهم كلهم، لأن العالم قد ثبت في مكر, لكن اجعل لك أخاً واحداً يخاف الرب والتصق أنت بالله وحده مثل ابن مع أبيه، لأن الناس بأجمعهم يسلكون بالغش ما خلا النذر (النُدرة) اليسير (القليل) منهم، والأرض قد امتلأت من الباطل والأتعاب والأحزان. فإن كُنت، يا بُني، تحب المعيشة في الهدوء فلا تختلط مع المهتمين بالباطل. وإن صرت في وسط فيه اختلاط بكثيرين فكن كمن هو ليس مختلطاً بهم إن كنت تُحب أن تُرضي الله.