رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إستيقظ أيها النائم وقم من الأموات ونحن نقترب من نهاية عام ٢٠١٢ لنبدأ عاما جديدا، لابد وان نهدئ من سرعة عجلة حياتنا ومسئولياتنا، ونأخذ وقتا للتأمل وللتقييم، وذلك إستعدادا للإنطلاق مرة اخرى مع بداية العام الجديد. نريد ان نقف امام بعض الاسئلة الهامة، والتي قد لا نجد الفرصة الكافية للتفكير والتأمل بسبب ضغوط الحياة وتعدد مسئولياتنا. أين انت الآن من مصيرك الأبدي؟ وكما ان ٢٠١٢ بدأت، وهي الآن تقترب من نهايتها او موتها، فإن حياة الإنسان هي ايضا كما تبدأ، فإنها لا بد وان يأتي اليوم الذي تنتهي فيه. فهل انت مستعد لمقابلة يسوع؟ سنتأمل هذا اليوم في ثلاثة صفات، يتمنى الرسول بولس ان لا يوصف بهم احدا. ونحن ايضا نتمنى ان لا نوصف بهم: "لذلك يقول: إستيقظ أيها النائم وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح. فإنظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا ". اف ٥: ١٤ـ ١٨ هذه الصفات الثلاث هي نائم، جاهل، وغبي. ١ـ النائم: "إستيقظ أيها النائم وقم من الأموات" الشخص النائم (الميت) لا يشعر بمن حوله. فهو غائب كليا عن الأحداث التي تدور حوله. ولا يمكن ان يدرك حجم الخطر الذي يحيط به. كما انه لا يستجيب لأي رسائل او تنبيهات ترسل إليه. وهو لايدرك اذا كان نور حوله او ظلام. كما انه الأكثر تعرضا للسرقة، او للخطف، او للقتل. فهو لا يقدر ان يدافع عن نفسه او يحمي ممتلكاته. كان الإبن الأصغر، في مثل الإبن الضال (لو ١٥: ١١ـ ٣٢) نائما (ميتا) منذ تلك اللحظة التي قال لأبيه فيها: "يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال." (لو ١٥: ١٢). كان نائما وغائبا عن الوعي عندما بذر ماله بعيش مسرف وانفق كل شئ على شهوته ومتعته، عندما عاش حياة، ليس كإبن لهذا الأب السماوي، وإنما مثل من حوله من اهل العالم. كان نائما (ميتا) لأنه في تلك اللحظة لم يعد مدركا قيمة حب الأب ومعنى الحياة معه. كما انه لم يكن مدركا للخطر المحيط به بسبب إبتعاده عن حماية أبوه. لم يكن مدركا لخطورة الخطية ونتائجها والتي سببت له الفقر والجوع والطرد والرفض. والأكثر من ذلك، كانت الخطية ستتسبب في هلاكه وموته الأبدي، لولا انه إستيقظ في اللحظة الأخيرة، وأدرك انه في خطر: "فرجع إلى نفسه وقال: كم من جير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا! أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، اخطأت إلى السماء وقدامك ..." لو ١٥: ١٧، ١٨ الشخص النائم يعيش في إبتعاد وإنشغال عن الله، لذلك فإنه يعيش في ظلام وجهل روحي. لا يدرك انه يعيش في نجاسة وإنفصال عن الله. هو شخص لا يفرق بين النور والظلمة، القداسة والنجاسة، الصدق والكذب، التقرب إلى الله والإبتعاد عنه.فهو لا يدرك انه لا يعرف الله، وبالتالي لا يعرف انه يخطئ إلى الله. ٢ـ اسلكوا لا كجاهلاء (غير حكيم): الجاهل هو الشخص الذي يتصرف بدون تفكير وبطريقة غير مسئولة. لكن الجاهل في الفكر الروحي هو الشخص الذي ينكر وجود الله بالقول او بالفعل: "قال الجاهل في قلبه: ليس إله" (مز ١٤: ١) كيف ننكر وجود الله بالفعل؟ هل تنكر وجود الله في حياتك، وفي سلوكك، وفي أحلامك، وفي أولوياتك؟ هل الله موجود في حياتك اليومية؟ في عملك؟ في حديثك مع الآخرين؟ في الخفاء كما في الظاهر؟ ٣ـ لا تكونوا أغبياء: والشخص الغبي الذي يقصده الرسول بولس، هو الشخص الذي لا يفهم مشيئة الله. في مثل الغني الغبي. لم يعرف الغني مشيئة الله من حياته. إعتقد ان ما عنده، هو له ليتمتع به لسنين كثيرة: وقال: "أعمل هذا: أهدم مخازني وأبني أعظم، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي، وأقول لنفسي: يا نفس لك خيرات كثيرة، موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي! فقال له الله: يا غبي! هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟ هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيا لله." لو ١٢: ١٨ـ ٢١ هو الشخص الذي يعيش على المستوى الجسدي وبحسب مشيئة الجسد، ويرفض ان يعيش على المستوى الروحي، وليس عنده فهم او ادراك لأي شئ فيه الله، والخلاص: "لكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيا." ١كو ٢: ١٤ وهو هو الشخص الذي يخسر كل الفرص التي اتيحت له من اجل خلاصه: "مفتدين الوقت، لأن الأيام شريرة." اف ٥: ١٦. فهو الشخص الذي كان لديه وقت كاف ليستجيب لروح القيامة ويستيقظ، يرى النور ويعيش فيه، ويتمتع بمجد الله وبعظمة أفكاره وكلامه، ويتمتع بخلاصه، وبعشرة مقدسة معه، وبخدمته. لكن هذه الفرص غالية جدا، والذي يفقد منها لن يرجع ثانية. لذلك ينبهنا الرسول بولس: "مفتدين الوقت، لأن الأيام شريرة." "بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" ان مشيئة الله من نحونا كما يعلنها لنا الكتاب المقدس كالآتي:
"فيضئ لك المسيح" لكن شكرا لله الذي لا يتركنا نيام واموات، لكنه يرسل إلينا رسائل ولمسات بالروح القدس لكي يوقظنا من ثباتنا. المسيح مات من أجلنا وقام، لكي يخرجنا من حياة العالم الفاني بمباهجة المزيفة ، ويعيدنا إلى الآب القدوس. يسوع بروحه القدوس يعرف كيف يتواصل مع النيام، و يخاطب الأموات ويقيمهم من الموت. لكن ستبقى مسئوليتنا دائما ابدا، هي الإستجابة إلى روح القيامة، والتفاعل مع عمل الروح القدس كما تفاعل الإبن الأصغر. فعندما استيقظ الإبن الأصغر، وإستجاب إلى صوت الروح القدس، وعندما اشرق النور الإلهي على ذهنه وقلبه، ادرك اين هو وإلى اين هو ذاهب. فكان عليه ان يقوم ويتحرك مبتعدا عن العالم وشهواته، ومقتربا من قداسة الله. إن الله القدوس لايمكن ان يتركك نائما مبتعدا عنه وعن الخلاص الأبدي. لذلك سيرسل إليك بإستمرار رسائل خاصة لكي تستجيب وتأتي إلى علاقة شركة وحياة معه. أنه يريدك ان ترى ما هو حولك على حقيقته. وأن تدرك خطورة الحياة بعيدا عن فكر وقداسة الله. يسوع يريد ان يفتح عينك حتى تميز الأمور التي لا تتناسب مع قداسة الله. أين انت الآن؟ نائما بعيدا عن محبة الله، ومشغولا بمباهج الحياة او بهموم العالم؟ ام أنك مستيقظا وتأخذ الطريق رجوعا وإقترابا من قداسة الله؟ هذه هي رسالة يسوع الذي هتم كثيرا بخلاصك الأبدي: "هانذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه، وأتعشى معه وهو معي." رؤ ٣: ٢٠ القس: نشأت وليم خليل |
|