رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نيقوديموس يتقابل مع يسوع ليلا كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلا وقال له: يا معلم، نعلم أنك قد أتيت من الله معلما، لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. أجاب يسوع وقال له: الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. يو ٣: ١ـ ٣ جاء نيقوديموس إلى يسوع ليلا ومن الواضح أن نقوديموس جاء إلى يسوع ليلا حتى لا يراه أحد. كان نيقوديموس رئيسا لليهود وكان له مكانة سياسية ودينية عالية المستوى. ولكن الشئ الجميل في هذا الإنسان أنه، على الرغم من هذه المكانة الرفيعة وكذلك التعصب الديني والفكري الذي كان عنده كرجل دين يهودي، إلا ان هذه الأمور لم تمنعه من ان يذهب ليرى يسوع وليتعرف عليه. لقد أخذ نيقوديموس قرارا مصيريا في حياته وهو ان يتغلب على أي معطل يعيقه عن الوصول إلى يسوع. ذهابه إلى يسوع ليلا كان إعلان أنه سيأتي إلى يسوع كما هو بكل مخاوفه وشكوكه. هناك الكثير من الناس الذين لم يقدروا ان يفعلوا مثلما فعل نيقوديموس. هناك من غلبتهم إنشغالات الحياة، وأمورها الزائلة التي لا تعطي الفرح والسلام، وسقطوا في خطايا كثيرة من محبة العالم وغرور الغنى والكبرياء ورفضوا، او أرجأوا، تقابلهم مع يسوع. يسوع تقابل معه ليلا يسوع هو نور العالم الذي يريد ان يضيئ ظلمة حياتنا بنوره. وهو الوحيد الخالق القادر ان يخلق انسانا جديدا صالح. لذلك فهو يدعونا أن نأتي إليه كما نحن بعيوبنا وبمشاكلنا وبإنشغالاتنا وبضعفاتنا حتى يتعامل معنا ويخلصنا منها. قال السيد المسيح:"لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى. فإذهبوا وتعلموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة. لأني لم آت لأدعوا أبرارا بل خطاة إلى التوبة". مت ٩: ١٢، ١٣ نحاول في مرات كثيرة ان نصلح من سلوكنا ونقاوم عاداتنا السيئة وخطايانا بأنفسنا، ولكن سرعان ما نفشل ونفقد الأمل. لا بد وان نعترف اننا لن نقدر على شفاء نفوسنا من داء الخطية، او من عاداتنا السيئة بدون ان نأتي إلى يسوع ليشفينا بنفسه. لا نقدر، مثلا، من ان نتحرر من كبريائنا وقساوة قلوبنا، وعداوتنا، وانحرافات أفكارنا بدون تدخل مباشر من الروح القدس. نيقوديموس لم يخجل من أن يأت ليسوع ليلا ولم ينتظر حتى يعالج الخوف والشك والتعصب الذي كان عنده ثم يأتي إلى يسوع في النهار، إذا فكر ان يفعل هذا، لم يكن قد تقابل مع يسوع إلى الأبد. تعال إلى يسوع كما انت في ليل حياتك لأنه سيتقابل معك كما تقابل مع نيقوديموس. تعال وانت تشعر بالإحباط واليأس والحزن، وانت مهزوم امام الخطية والشهوة، مأسور في سجن الظلمة الروحية. لأنه سيغفر خطاياك وسيشفيك من داء الخطية، وسيخلق فيك إنسانا جديدا قادرا على مواجهة ضعفاته بكل قوة. لا تؤجل ولا تنتظر وقتا أفضل، لأنه قد لا يأتي وقت افضل من هذا الوقت وتخسر أبديتك. قال له يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله جاء نيقوديموس إلى يسوع ليس كما جاء كثيرون إليه في لك الإيام لأن كان لديهم طلبات خاصة وكانوا يريدون ان تحدث لهم معجزات. فلم يكن نيقوديموس عنده اي طلب شخصي او مصلحة شخصية يريد تحقيقها. كما انه لم يأت لكيما يتقابل مع معلم عادي. فإذا كان يريد ان يتقابل مع معلم، فهل هناك أعظم من الفريسيين والذي هو واحد منهم؟ لكن جاء نيقوديموس ليتقابل مع يسوع وفي ذهنه أنه معلم مختلف وسيد عظيم. كان يعلم ان الذي عند يسوع ليس عند العالم، او حتى عند الكهنة والقادة الدينيين. كان يعلم ايضا أن تعاليم يسوع ستجعله يتغلب على الشك، والخوف الذي في داخله، وسيرى وسيفهم امورا روحية لم يقدر ان يدركها في حياته. هل عندما تأتي إلى يسوع للتقابل معه تعرف انه مختلف عن كل البشر؟ هل تعلم ان ما يقدر ان يفعله في حياتك لا يقدر احد اخر ان يفعله؟ هل تعلم ان تعاليمه الروحية قادرة ان تغيرك وتخرجك من ليل حياتك؟ ليس احد يعمل الآيات التي انت تعمل وعلى الرغم من ان نيقوديموس رأي وسمع عن معجزات يسوع الكثيرة، إلا انه حتى تلك اللحظة لم يكن قد اختبر الميلاد الثاني لأن السيد المسيح اكد له على ضرورة ان يولد من فوق. رؤية المعجزات او حتى إختبارات شخصية للمعجزات لا تصنع إيمانا حقيقيا. لذلك فبالرغم من ان يسوع صنع الكثير من المعجزات لشعب اليهود، إلا ان معظمهم صرخ قائلا: "إصلبه إصلبه" الميلاد الثاني و إختبار الحياة الجديدة يبدأ عندما تعلم يقينا ان التدين لا يعطي خلاص. فليست العبرة بكم عدد الصلاوات التي تصليها يوميا او كم عدد الأيام التي تصومها وغيرها. هذه الأمور لم تجعل نيقوديموس ان نختبر الميلاد الثاني. كما ان الميلاد الثاني لا يبنى على المعجزات، فيعلمنا السيد المسيح في قصة الغني ولعازر انه ولا ان قام واحد من الأموات يصدقون (لو ١٦: ٣١). الإيمان الحقيقي مبني على عمل الروح القدس في داخل الإنسان (فكر، قلب، وإرادة) حتى يثق الإنسان في يسوع انه المخلص الوحيد وانه الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الحياة الأبدية. كان نيقوديموس انسانا متدينا بسبب مكانة نيقوديموس المتميزة كعضو في السنهدرين، وكرئيس ديني لليهود، وكفريسي، فإننا نقدر ان نستنتج انه انسانا ملتزما دينيا في جميع الاصوام والعطايا والتقديمات، ومواظب على جميع الصلاوات، ومدقق في الوصايا والفرائض. ولكن كل هذه الأمور أيضا لم تعطه الميلاد الثاني. الميلاد الثاني يحدث عندما تأتي إلى يسوع ليلا وانت غارقا في ظلام هذا العالم، مهزوم من الخطية ومجروح من الشهوة وحياة العبودية، واثقا ان يسوع يريد ان يقابلك كما انت حتى يقدر ان يضئ عليك بنوره ويغسلك بدمه من ذنوبك وخطاياك، ويخلصك من كل الخراب الذي احدثه الشرير في حياتك. وكما في مثل الدرهم المفقود، فأن الإمرأة التي أضاعت الدرهم، اوقدت سراجها وكنست البيت وفتشت بإجتهاد حتى وجدته (لو ١٥: ٨، ٩). لقد بحثت المرأة عن الدرهم في كل مكان. كان لا بد انها تكنس البيت، تحرك اشياء وتنقل اشياء حتى تجده. وهذا ما يرغب ان يفعله الروح القدس داخلنا. فهو يبحث عنا. يدخل ليضيئ سراجا داخلنا، وليكنس شرورنا. وينزع اموار لا ترضيه، ويحرك امورا وينقل امورا ويقلب امورا في حياتنا حتى يجدنا. ولكن لابد وان نترك الروح القدس يتحرك داخلنا بحرية. كما يجب ان نقبل ونطيع بكل الشكر ما يفعله الروح القدس في حياتنا. يجب ان تكون مثل نيقوديموس على يقين تام ان يسوع هو سيد ورب، ومن خلال تعاليمه سيحدث لك إستنارة داخلية في حياتك وسيقودك الى حياة التجديد والنمو الروحي. القس: نشأت وليم خليل |
|