منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 10 - 2014, 11:47 AM
 
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  كيلارا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034


يهوذا الإسخريوطي

" يهوذا الإسخريوطي " - ومعنى الاسم يهوذا " رجل من قريوت " وهو واحد من تلاميذ المسيح الاثني عشر ، وهو الذي أسلم المسيح .
اولاً - قصة حياته : كان يهوذا - كما يدل لقبه - مواطناً من قريوت ولا نعلم على وجه اليقين أين تقع قريوت ( يش 15 : 25 ) ، ولكن من المحتمل أنها كانت تقع في جنوبي اليهودية حيث توجد " خرابة القريتين " .
1- اسمه وتاريخه المبكر : هو ابن سمعان الإسخريوطي ( يو 6 : 71 ، 13 : 2 و 26 ) فقد كان أبوه يلقب أيضاً بالإسخريوطي . ووردت أول إشارة كتابية عن يهوذا عند اختياره تلميذاً ( مت 10 : 4 ، مر 3 : 19 ، لو 6 : 16 ) ولعله سمع كرازة يوحنا المعمدان في بيت عبرة في عبر الأردن ( يو 1 : 28 ) . والأرجح أنه قابل يسوع للمرة الأولى عند عودته إلي اليهودية ( يو 3 : 22 ) . وطبقاً لما جاء في " إنجيل الاثني عشر رســــــــــــــــــــــــولاً " ( الأبوكريفى ) كان يهوذا ضمن أولئك الذين قبلوا الدعوة عند بحر طبريــة ( مت 4 : 18 - 22 ) .
2- قبل تسليم يسوع : نحن مدينون للرسول يوحنا بمعرفة شيء عن يهوذا في الفترة التي تقع بين دعوته والأحداث السابقة لتسليمه للمسيح ، فقد ذكر بعض الإشارات التي تفصح عن شخصيته الشريرة منذ البداية . ويتبع هذه الإشارات نستطيع أن نرى التطور التدريجي وزيادة الوضوح في العبارات التي أنبأ بها يسوع عن خيانة يهوذا في المستقبل ، فبعد الحديث عن " خبز الحياة " في مجمع كفر ناحوم ( يو 6 : 26 - 59 ) رجع كثيرون من التلاميذ عن يسوع ( عدد 66 ) . ثم أكَّد بطرس ولاء التلاميذ له ( عدد 69 ) ، فأجابهم يسوع : " أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكـــــــــم شيطان ؟ " ( عدد 70 ) ويعلق يوحنا قائلاً : " قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي . لأن هذا كان مزمعاً أن يسلمه وهو واحد من الأثني عشر " ( عدد 71 ) مبيناً أن يسوع عرف مسبقاً أن يهوذا كان واحداً من الذين " رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه " ( عدد 66 ) . ولكن الموقف - مهما كان مزعجاً لخطط يهوذا الجشعة ، التي يحتمل أنها هي التي دفعته للتلمذة ليسوع - لم يكن قد وصل إلى الدرجة الحرجة الكافية لأن تدفعه إلى الرجوع الفوري عن يسوع . وقد هدأ خوفه من اكتشاف أمره ، أن يسوع لم يذكره بالاسم ، واستمر متظاهراً بأنه واحد من الأمناء ، كما كان للدوافع الشخصية لطبيعته الخسيسة أثر قوي في بقائه . ومع أنه كان أميناً للصندوق ، إلا أنه تجاهل تحذيرات يسوع من الطمع والرياء ( مت 6 : 20 ، لو 12 : 1 - 3 ) ، واستغل الأموال لحسابه ولتغطية جشعه ، وتظاهر بالغيرة على الصندوق ، فعندما دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب تساءل : " لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء ؟ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده ، وكان يحمل ما يلقى فيه " ( يو 12 : 5 و 6 ، مت 26 : 7 - 13 ، مر 14 : 3 - 8 ) .
3- تسليمه ليسوع : استطاع يهوذا بدهائه أن يخفي - لبعض الوقت - طبيعته الحقيقية عن بقية التلاميذ ، وأن يقضي على أي استياء يمكن أن يحدث بينهم ( مر 14 : 4 ) ، إلا أنه شعر هنا أنه لا يمكن أن يضمن استمرار مصدر دخله . أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمسلمه أن يسوع قد عرف جيداً القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده ( مت 26 : 12 ، مر 14 : 8 ، يو 12 : 7 ) . وواضح مما جاء في متى ومرقس ( فلوقا لا يذكر هذه الحادثة ) أن يهوذا ذهب على الفور وتآمر مع رؤساء الكهنة ( مت 26 : 14 و 15 ، مر 14 : 10 و 11 ، انظر أيضاً لو 22 : 3 - 6 ) ، ولكنه اختفى إلى حين ، فقد كان حاضراً بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه : " أنتم طاهرون ولكن ليس كلكـــــم " ، " والذي يأكل معي الخبز رفع علَّي عقبه " ( يو 13 : 10 و 18 ) . ويبدو أن يسوع كان يريد أن يعطى يهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة . وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل ، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات : " إن واحداً منكم سيسلمني " ( مت 26 : 21 ، مر 14 : 18 ، لو 22 : 21 ، يو 13 : 21 ) . وأخيراً ورداً على تساؤلات التلاميذ الحائرة : " هل أنا ؟ " أشار يسوع إلى مسلمه ، لابذكر اسمه ، ولكن بالقول : " هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه " ( يو 13 : 26 ) . وحالما أخذ اللقمة ، غادر يهوذا المكان ، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها ( يو 13 : 30 ، مت 26 : 26 ) . إلا أن هناك بعض الشك فيما إذا كان قد أخذ الخبز والخمر قبل مغادرته أم لا ، ولكن معظم المفسرين يعتقدون أنه لم يأخذ من الخبز والخمر . وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء الكهنة وأتباعهم ، وعندما جاء إلى يسوع في البستان ، سلّم سيده بقبلة ( مت 26 : 47 - 50 ، مر 14 : 43 و 44 ، لو 22 : 47 ، يو 18 : 2 - 5 ) .

4- موته : لا يذكر عنه شيء في أناجيل مرقس ولوقا ويوحنا ، بعد أن أسلم يسوع . أما ما جاء في إنجيل متى وسفر الأعمال عن ندامته وموته ، ففيه اختلاف في بعض التفاصيل ، فيذكر متى أن الحكم على يسوع كان سبباً في ايقاظ احساسه بالذنب ، وفي يأسه المتزايد بسبب طرد رؤساء الكهنة والشيوخ له ، " طرح الفضة في الهيكل وانصرف ، ثم مضى وخنق نفسه " واشترى رؤساء الكهنه بالفضه حقل الفخاري الذي سمي فيما بعد " حقل الدم " وبهذا تحققت نبوة زكريا ( 11 : 12 - 14 ) . أما ما جاء في سفــــــر الأعمال ( 1 : 16 - 20 ) فأقصر كثيرا ، فلا يذكر شيئاً عن ندامة يهوذا ولا عن رؤساء الكهنة ، ولكنه يذكر فقط أن يهوذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها ( عدد 18 ) ويجد كاتب سفر الأعمال في هذا تحقيقاً للنبوة التي جاءت في مزمور 69 : 25 وهي كما وردت في الفولجاتا : " إنه إذ شنق نفسه ، انسكبت أحشاؤه " وهي بذلك تربط بين الروايتين .

ثانياً - شخصيته وما يدور حولها من نظريات :
1- يهوذا ينضم إلى الرسل ليسلم يسوع : لقد دار حوار طويل وجدل كثير - ليس حول روايات الأناجيل عن يهوذا فحسب ، بل وأيضاً - حول شخصيته والمشاكل المتعلقة بها . فكون " يهوذا " مسلم يسوع واحداً من الاثني عشر المختارين ، قد أعطي لأعداء المسيحية فرصة لمهاجمتها منذ العصور الأولى كما ذكر أوريجانوس . كما أن صعوبة الوصول إلى حل حاسم ، قد أدى بالبعض إلى اعتبار يهوذا مجرد تجسيد للروح اليهودية . ولكن هذا الرأي - على أي حال - يقلل من القيمة التاريخية لكثير من الفصول الكتابية . وهناك نظريات مختلفة لتفسير الموضوع ، مثل أن يهوذا انضم لجماعة الرسل بهدف محدد ، هــو تسليم يسوع . ويفسرون هدف هذا الاتجاه على وجهين ، يعمد كلاهما للسمو بشخصية يهوذا وابرائه من تهمة الدوافع الخسيسة ونذالة الخيانة . فيقول أحد الجانبين إن يهوذا كان وطنياً غيوراً ، ورأى في يسوع عدواً لأمته وعقيدتها الأصيلة ، ولذلك أسلمه من أجل صالح أمته ، ولا يتفق هذا الرأي مع طرد رؤساء الكهنة ليهوذا ( مت 27 : 3 - 10 ) . أما الاتجاه الآخر فقد اعتبر يهوذا نفسه خادماً أميناً للمسيحية إذ أنه توجه إلى التسليم ليتعجل عمل المسيا ويدفعه إلى اظهار قوته المعجزية بدعوة ملائكة الله من السمـــاء لمعونته ( مت 26 : 53 ) . أما انتحاره فيرجع إلى يأسه ، لفشل يسوع في حقيق توقعاته . ولقد راقت هذه النظرية - في العصور القديمة - للغنوسيين القينيين ، وفي العصر الحديث " لدى كوينسي والأسقف هويتلي ، لكن العبارات التي استخدمها يسوع وطريقة شجبه لتصـــرف يهوذا ( يو 17 : 12 ) تجعل مثل هذا الرأي بلا قيمة .
2- سبق تعيين يهوذا ليكون مسلمه : هناك رأي آخر يقول ان يهوذا سبق تعيينه ليكون مسلمه ، وأن يسوع كان عالماً منذ البداية بأنه سيموت بالصليب ، وقد اختار يهوذا لأنه عرف أنه هو الذي سيسلمه ، وهكذا تتحقق المقاصد الإلهية ( مت 26 : 54 ) . والذين يتمسكون بهذا الرأي يبنونه على علم يسوع بكل شيء كما في يوحنا ( 2 : 24 ) لأن يسوع " كان يعرف الجميع " . وكذلك يوحنا ( 6 : 64 ) " لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لايؤمنون ومن هو الذي يسلمه " ، كذلك يوحنا ( 18 : 4 ) " وهو عالم بكل ما يأتي عليه " . ولكننا إذا أخذنا هذه النصوص حرفياً ، يكون معنى هذا تطبيق عقيدة قضاء الله السابق بطريقة متزمتة أكثــــر مما يجب ، وبهذا يكون يهوذا مجرد آلة أو وسيلة في يد قوة أعلى منه ، وهو ما يجعل مناشدة يسوع وتحذيراته له بلا معنى ، كما أنه ينفي وجود المسئولية الشخصية والاحساس بالذنب ، وهو ما كان يريد الرب أن يثيره وبيقظه في قلوب سامعيه . ولقد كتب يوحنا الرسول بعد وقوع الأحداث ، ولكننا كمارأينا ، كان في كلمات ربنا وضوح متزايد في التنبؤ بتسليمه . إن علم يسوع بكل شيء كان أعظم من مجرد معرفة متنبيء يدعي استطلاع المستقبل . لقد كان علمه بكل شيء هو علم من عرف - من ناحية - مقاصد أبيه السرمدي من نحو الناس ، ومن الناحية الأخرى ، كان ينفذ إلى أعمق أعماق الشخصية البشرية ويرى ما فيها من مشاعر ودوافع وميول خفية .
3- تسليمه ليسوع كانت نتيجة تطور تدريجي : مع أن الدراسة الكاملة لشخصية يهوذا ، لا بد بالضرورة أن تتضمن المشاكل العويصة المتعلقة بحرية الإرادة والخطية الأصلية ( كما يقول وستكوت ) والتي لم تستطع أي نظرية أن تحلها حلاً كافياً ، إلا أن النظرية التي تعتبر تسليم يهوذا ليسوع ، كان نتيجة تطور تدريجي داخل نفسه ، تبدو أكثر واقعية . فمما تجب ملاحظته أن يهوذا كان الوحيد بين التلاميذ من المناطق الجنوبية ، ولذلك فاختلافه في المزاج والنظرة الاجتماعية ، بالإضافة إلى ما يمكن أن تؤدي إليه من اتجاهات دنيئة ، قد يفسر جزئياً عدم وجود التعاطف الصادق بين يهوذا وبقية التلاميذ ، وإن كان هذا لا يبرر مطلقاً خيانته التي حدثت فيما بعد . لقد كانت له كفاءة خاصة في إدارة الأعمال ، ولذلك اختير أميناً للصندوق ، ولكن قلبه لم يكن منذ البداية نقياً ، فقد كان يقوم بمسئوليته بدو ن أمانة ، وامتد سرطان الجشع هذا من الأمور المادية إلى الأمور الروحية ، فلم تحدث لأحد من التلاميذ خيبة أمل نتيجة انتهاء الحلم بمملكة أرضية ذات مجد وبهاء مثلما حدث ليهوذا . ولم تكن ربط المحبة التي جذب بها يسوع قلوب التلاميذ الآخرين ، وكذلك التعاليم التي بها سما بأرواحهم فوق الأمور الأرضية ، لم تكن إلا قيوداً أثارت أنانية يهوذا . ولأنه كان مكبلاً بأطماعه ، ولخيبة أماله ، ثارت فيه الغيرة والحقد والكراهية ، ولم تكن كراهية إنسان قوي بل كراهية إنسان ضعيف أساساً ، فبدلاً من أن ينفصل صراحة عن سيده ، بقى في الظاهر واحداًمن أتباعه ، كما أن تفكيره المستمر في توبيخات سيده ، جعل الباب مفتوحاً أمام الشيطان " فدخله الشيطان " ، فهو إذاً كان قد علم الصلاح ولكنه لم يفعله ( يو 13 : 17 ) . كما كان أيضاً ضعيفاً في تنفيذ خططه الدنيئة ، لقد حمله هذا التردد - أكثر من حقده الشيطاني الخبيث - على أن ينتظر في العليه حتى اللحظة الأخيرة ، مما دفع يسوع لأن يقول له : " ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة " ( يو 13 : 27 ) . وبهذا التفكير الضعيف حاول أن يلقي باللوم على رؤساء الكهنة والشيوخ ( مت 27 : 3 و 4 ) ، لقد حاول أن يبرئ نفسه ليس أمام يسوع البار الذي أسلمه ، بل أمام شركائه في الجريمة . ولأن العالم الذي - بأنانيته - اتخذه إلهاً له ، تخلى عنه أخيراً ، مضى وخنق نفسه . إنها النهاية التعيسة لإنسان اعتنق بكل طاقاته روح المساومة والأطماع الذاتية ، فلم يزن النتائج القاتلة التي قادته إليها تلك الدوافع الرديئة .

الإسخريوطي - إنجيله :
يذكر ايريناوس وأبيفانيوس وثيودور وغيرهم أنه كان هناك إنجيل باســــم يهوذا الإسخريوطي ، متداولاً عند شيعة الغنوسيين القينيين الذين يعتبرون يهوذا بطلاً . ولعل هذا الإنجيل كان موجوداً في القرن الثاني الميلادي ، ولكنهم لم يقتبسوا منه شيئاً .

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من هو؟ يهوذا الإسخريوطي
يهوذا الإسخريوطي
موت يهوذا الإسخريوطي
يهوذا الإسخريوطي
من هو يهوذا الإسخريوطي؟


الساعة الآن 02:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024