رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في التجارب والشيطان وروح الشرّ إنّ النفس البشريّة هي أرض صراع بين الله والشيطان فيها يدور في كلّ لحظة من الحياة. فمن الضروريّ أن تستسلم النفس بِحريّة للربّ وتدعه، في كلّ شيء، يحصّنها بكلّ أنواع الأسلحة. ليكن نور الربّ موجّهًا إيّاها في محاربتها لظلمات الضلال. لتلبَسْ يسوع المسيح، بحقيقته وعدله، ولتحمل درع الإيمان وكلمة الله لتغلب أعداءها المقتدرين جدًّا ولكي نلبس يسوع المسيح من الضروريّ أن نموت عن ذواتنا. لا تُرعبكُم كثرة حِيَل هذا الحيوان الجهنّمي. فيسوع هو دائمًا معكم، يحارب معكم ولأجلكم، لن يسمح أبدًا بأن يُغلب على أمركم وتنهزموا. التجارب ضدّ الإيمان والطهارة هي بضاعة يقدّمها العدوّ، لكن لا تخافيه بل احتقريه، فما دام يضجّ فهذه علامة لعدم سيطرته على إرادتك. لا تضطرّبي لِما تختبرين من قبل هذا الملاك المتمرّد. لتكن إرادتك دائمًا معاكسة لمقتراحاته. عيشي هادئة طالما ليس هناك من خطيئة إنّما إرضاء لله وربح لنفسك. إهرعي إلى الله عندما يُهاجمك العدوّ، إرتجي الربّ وآملي منه كلّ خير. لا تتوقّفي بإرادتك عند ما يُقدّمه لك العدوّ أذكري أن النصر بالهرب. عليك، أمام المؤشّرات لأفكار عدائيّة ضدّ هؤلاء الأشخاص من أن تسحبي تفكيرك عنها وتحتمي بالله. أمامه إحني ركبتيك وبتواضع كبير ردّدي هذه الصلاة الصغيرة: «إرحمني، فإني مسكينة ومريضة». لا تخيفك التجارب، إنها امتحان للنفس التي يريد الله اختبارها عندما يرى فيها القوى اللازمة لتتحمّل الصراع وتجدل بيديها سعف المجد. للشيطان باب واحد يدخل فيه إلى روحنا: الإرادة. أمّا الأبواب السريّة فلا وجود لها. لا تُحسَب علينا خطيئة إن لم نرتكبها بإرادتنا. فعندما لا تتدخّل الإرادة، ليس هناك من خطيئة بل مجرّد ضعف بشريّ. إنّ الشيطان كالكلب المسعور المربوط بجنـزير لا يستطيع أن يعضّ أحدًا خارج حدود هذا الجنـزير. إبقَ إذًا بعيدًا عنه فإذا اقتربت منه كثيرًا سينال منك. إنّ عدوّنا الذي أخذ على عاتقه إنزال الضرر بنا يكون قويًّا مع الضعفاء لكنّه يجبُن أمام مَن يواجهه وسلاحه في يده. تأكدي أنّه بقدر ما تكون النفس مرضية لله بقدر ذلك عليها أن تتجرّب. إذًا تشجّعي دائمًا وإلى الأمام. إنّ الثقة هي ما ألقّنه إياك دائمًا. لا شيء يستطيع أن يخيف النفس التي تثق بربّها وفيه تضع كلّ رجائها. إنّ عدوّ خلاصنا هو أبدًا كامِنٌ في داخلنا لكي ينـزع من قلبنا المرساة التي عليها أن تقودنا إلى الخلاص، أعني ثقتنا بالله أبينا؛ فلنتمسّك جيدًا بتلك المرساة ولا نتركها بتاتًا ولو للحظة، وإلاّ خسرنا كلّ شيء. آه، يا لها من سعادة نتذوّقها في المعارك الروحيّة! يكفي أن نرغب بأن نعرف دومًا كيف نحارب لنظفر بالنصر الأكيد. كوني أكيدة إنّه بقدر ما تنمو هجمات العدوّ بقدر ذلك يكون الله أقرب إلى النفس. فكّري واستوعبي جيّدًا هذه الحقيقة الكبيرة والمعزّية. كوني نشيطة ولا تخافي غضب "لوسيفوروس" الحانق. تذكّري دائمًا هذا: إنها علامة جيّدة، فما ضجيج العدوّ وحنقه على إرادتك إلاّ دلالة بأنّه لم يقتحمها بعد. أقول أيضًا وأكرّر: إنّ تجاربك هي من الشيطان ومن جهنّم، لكن عذاباتك وأحزانك هما من الله من الجنّة. فاحتقري التجارب وعانقي الشدائد |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أقوال الأب بيّو في الألم |
من أقوال الأب بيّو في التواضع |
من أقوال الأب بيّو في التواضع ضدّ الكبرياء |
من أقوال الأب بيّو في الطاعة |
من أقوال الأب بيّو |