رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
حوار مع نملة
++++++++++++ إذ أحب سليمان الحكيم الطبيعة أنطلق من وقت إلى أخر إلى حدائقه وأحياناً إلى شواطئ النهر كما إلى الجبال والبراري ، وكان يراقب بشئ من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى الحشرات ، حيث يرى في تصرفاتها أهتمام الله بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية . لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزء من حبة قمح أثقل منها ، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى حجر صغير كمخزن تقتات بها . فكر سليمان في نفسه قائلاً : ” لماذا لا أُسعد بهذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءاً من قمحة ؟ لقد وهبني الله غنى كثيرا لأسعد شعبي ، وأيضاً الحيوانات والطيور والحشرات !” أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبه ذهبية مبطنة بقماش حريري ناعم وجميل ، ووضع حبه قمح … وبأبتسامة لطيفة قال لها :” لا تتعبي أيتها النملة ، فأنني سأقدم لكِ كل يوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي … مخازني تشبع الملايين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات ” . شكرته النملة على أهتمامه بها ، وحرصه على راحتها . وضع لها سليمان حبة القمح ، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الأخر . وضع الحبة وجاء في اليوم التالي ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة ، وهكذا تكرر الأمر يوماً بعد يوم … سألها سليمان الحكيم : ” لماذا تحتجزين باستمرار نصف حبة قمح ؟” أجابته النملة : ” إنني دائماً احتجز نصف الحبة لليوم التالي كأحتياطي . أنا أعلم أهتمامك بي ، إذ وضعتني في علبة ذهبية ، وقدمت لي حريراً ناعماً أسير عليه ، ومخازنك تشبع البلايين من النمل ، لكنك إنسان … وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني يوماً فأجوع ، لهذا احتفظ بنصف حبة احتياطياً . الله الذي يتركني أعمل وأجاهد لأحمل أثقال لا ينساني ، أما أنت قد تنساني ! ” عندئذ اطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية ، مدركاً أن ما وهبه الله لها لن يهبه إنسان ! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حوار مع نملة |
حوار مع نملة |
حوار مع نملة |
حوار مع نملة |
حوار مع نملة |