د) تنشئة المؤمنين العلمانيين. إذا ما تمَّت تنشئتهم تنشئة إفخارستية صحيحة، يجب مع ذلك حثُّهم ومساعدتُهم ليقوموا بمسؤولياتهم السياسية والاجتماعية منسجمين في ذلك مع متطلَّبات عمادهم. يجب أن يدرك جميع المعمدين أنهم وُسموا يوم عمادهم، وبحكم كهنوتهم العام، بوسم المسيح الكاهن والنبي والراعي. ومن ثم، يجب أن يشعروا بأنهم مسؤولون ومشارِكون في مسؤولية بناء المجتمعات بحسب القيم الإنجيلية، وبحسب تعليم الكنيسة الاجتماعي. "هذا التعليم الذي نَضَجَ مدة ألفي سنة من تاريخ الكنيسة يتميّز بالواقعية والاتّزان ومن ثم يساعد على تجنُّب التنازلات المنحرفة أو الأوهام الخيالية" ( سر المحبة، 91).
وقد أكّد تعليم الكنيسة مرارا على مسؤولية المؤمنين العلمانيين الخاصة في العمل على تبديل البِنَى التي يسودها الظلم ببِنًى غيرِها يسودها العدل، والتي لا يمكن أن يقوم مجتمع عادل من دونها. وعليهم لذلك أن يعملوا على إيجاد الإجماع اللازم حول القيم الأدبية وتوفير القوة اللازمة للعيش بحسب هذه القيم". (بندكتس 16، الخطاب في الجلسة الافتتاحية لمجلس اساقفة أمريكا اللاتينية والكراييب، رقم 4).