اذكروا الأولويات منذ القديم لأنى أنا الله وليس آخر

[بنت معلم الاجيال]

اذكروا الأولويات منذ القديم لأنى
أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلى

السيد/ د. سمير يعقوب فرج ... أخصائى جراحة/ بنجع حمادى، يقول:
 فى عام 1985 فى اليوم السابق لعيد الرسل قررنا أن نقوم برحلة مع زوجتى وأولادى فى سيارتنا الخاصة لزيارة أديرة البحر الأحمر وأن نزور أيضاً الأنبا مكاريوس (وكان وقتها فى زيارته السنوية لرأس غارب) فقد كنا نفرح جداً بزيارته فى أى مكان يكون فيه ونأخذ بركة صلواته لنا. وقمنا باكراً من نجع حمادى وزودنا السيارة بالبنزين، وبعد وصولنا إلى الغردقة وجدنا أن البنزين لم ينقص كثيراً، وبعد الغردقة بحوالى عشرين كيلومتراً بدأ عداد البنزين يتذبذب وبعدها بعشرة كيلو مترات بدأ النور الأحمر ينذرنا، فانزعجنا جداً وطلبنا بحرارة إلى الله بصلوات الأنبا مكاريوس أن لا تتوقف السيارة فى هذا الطريق المقطوع خاصة أنه كان معنا أطفال بالسيارة، فزودتُ من سرعة السيارة على أمل أن نمر بمحطة بنزين ولكن للأسف لم نجد أى محطة بنزين، والبنزين المتبقى معنا فى السيارة لا يمكن أن يكفى لدخول مدينة رأس غارب. فإزداد صراخنا جميعاً بشدة لإله الأنبا مكاريوس، وبعدها بفترة قصيرة وجدنا أنفسنا على ربوة عالية على بعد ربع كيلومتر من أول محطة بنزين فقمنا بدفع السيارة حتى نزلت أمام محطة البنزين تماماً فتزودنا بالبنزين اللازم وشكرنا الله.
ثم توجهنا إلى استراحة القديس الذى قابلنا بترحاب وابتسامة قائلاً: "حمد الله على السلامة بدون تعطيل!!" مما أكد لنا أن القديس قد عرف بالروح جميع ما حدث معنا فى الطريق. ثم أخذنا بركة دعواته لنا حتى نكمل رحلتنا إلى الأديرة فطلب منا أن نبقى حتى باكر الأربعاء ونصلى معه قداس عيد الرسل، فاعتذرنا لكى يمكننا مواصلة رحلتنا، ولكن القديس بكل هدوء وثقه أعلمنا بأنه سينتظرنا الساعة السادسة والنصف بالكنيسة لحضور القداس وأخذنا منه الحِل بالانصراف وصلاة قداس العيد بدير الأنبا أنطونيوس.
وتوجهنا إلى دير الأنبا بولا ثم إلى دير الأنبا أنطونيوس وقضينا الليل هناك ثم استيقظنا جميعاً الساعة الخامسة والربع صباحاً ووجدنا أن كل منا قد غيرَّ رأيه وصمَّم على حضور القداس مع الأنبا مكاريوس. ولكن الوقت لن يساعدنا لبعد المسافة، فبدأنا رحلتنا ببركة صلوات القديس الأنبا مكاريوس، ووصلنا بالضبط فى تمام الساعة السادسة والنصف كما قال القديس ووجدناه فى انتظارنا وكان سيبدأ برشم ملابس الخدمة للكهنة والشمامسة ثم أشار لأحد الكهنة أن يعطينى تونية لكى أخدم معه القداس وقال لى: "ما أنا قلت لكم إنكم هاتصلَّوا معانا" وكانت هذه بركة عظيمة جداً لنا. الرب ينفعنا ببركة صلواته وطلباته عنا كل حين.