رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرّ الـزواج بقلم: الأب آلان ماتيوس اليسوعي وبريسيلا وجان لويس سيموني يبدو كل شيء ممكناً وسهلاً لدى العشاق، بينما بالنسبة للآخرين الذين يكونون قد عانوا من اختبارات الزمن أو الأحداث الأخرى، اللازمة الوحيدة والحقيقية التي يرددونها: "كم من الصعب أن نحب؟" أين تكمن حقيقة الحب؟ وأين تكمن حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة؟ ما هو مصدرها؟ ما هو طريقها؟ ما هو مصيرها؟ منذ آلاف السنين أحب الرجال والنساء بعضهم بعضاً. والثقافات والأديان المختلفة لم تبق صامتة إذ قدمت تعاليمها إلى الإنسانية ثروات جمة من الحكمة. ولكن ماذا يقول لنا الله عن الحب الزوجي؟ ألا يشكل العهد بين الرجل والمرأة موضوع وحي؟ ماذا يقول السر عن ذاته؟ 1- هبة حرية: تشدد الكنيسة، حتى ضمن ظروف ثقافية مبتاينة، على قدرة الرجل والمرأة على الالتزام في الحب بحرية، الواحد تجاه الآخر وتجاه الله. وفي ليتورجيا الزواج، أحد الأسئلة المطروحة على زوجي المستقبل هو التالي: هل جئتما بحرية وبدون أية ضغوطات؟ هذا شرط لصحة السر. الحرية قيمة. من المؤكد أن حريتنا تخضع دائماً لبعض الظروف إلا أنها ما كانت أبداً مسيّرة بشكل كامل. كي يهب الواحد ذاته إلى الآخر، من الملائم أن يكون الالتزام بأقل خضوع ممكن فليس تعاهد الأزواج الواحد أمام الآخر ناتجاً عن عادة أو منفعة أو ضرورة. ليس من حب في الخوف والضغط. يقول يسوع: الحق يحرركم. والحب الحقيقي لا يعيش إلا في مناخ من الحرية ولا يمكن أن ينمو بدون هذه الحرية التي نتبادلها بكل ثقة، الواحد مع الآخر. ويكمن جمال هذه الحريات التي يهبها أحدنا إلى الآخر في أنها تقرر عدم اتخاذ أي قرار بدون الآخر. وهي تحدد لحريتها الشخصية شرطاً "نبيلاً" هو: القرين الآخر. وهكذا يقدم أحدنا حريته ليجد "حرية أخرى" أكثر اتساعاً بواسطة المشاركة الشخصية. وهكذا ندخل في "خروج" من الذات لنتذوق أمراً "جديداً": ننتقل من "الفردية" إلى "الثنائية". هذه الحرية التي يعيشها الزوجان يؤسسها ويزيدها الحب. إنها تغيّر الحياة بصورة ملموسة لأن العيش معاً يعطي بعداً جديداً لجميع مظاهر الحرية الشخصية. تعبّر هبة حريتي الشخصية عن السخاء والوفرة وهي تعارض أية نظرة أنانية للزوجين. وإذا كان الحب موجوداً، يوسّع الزوجان الحرية وشروط الحرية لكل منهما فيقوى كيانهما مع مرور الزمن. من العلامات المميزة للالتزام الحر كلمة "نعم". فأن نقول "نعم" يعني الانفتاح نحو مشروع مشترك ويعني الاستجابة إلى نداء شعرنا به وكشفناه وسمعناه. وأن نقول "نعم" يعني الرد بكل كياننا وخاصة في القبول الزواجي. في أغلب الأحيان، يعبّر العاشقان بطرق متعددة عن توق أحدهما للآخر وعن رغبتهما في أن يبنيا معاً شيئاً يدوم وبأن يستمر حبهما المتبادل إلى الأبد. والوعد المتبادل هو "نعم" يقولها كل منهما فيتلقاها الآخر كهدية شخصية. إنها "نعم" تجعل القرين يحلم، وتدخله في أرض جديدة، أرض بكر عليه زراعتها وجعلها جميلة. ولا تعطى هذه الـ "نعم" بسهولة دائماً، فبالنسبة للمقدمين والمقدمات على الزواج الذين يعون حجم الالتزام، تحتوي الـ "نعم" تبعة كل ما هو مأمول وجميع متطلبات ما سيكون. وليست الـ "نعم" ملجأ بل هي مخاطرة ومغامرة سوف تبدأ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فـي الـزواج المسـيحي يقول |