![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرّ الزواج ![]() مقدّمــة موضوع الزواج والعيلة هو قصّة الحياة والحُبّ. وحكاية الخلق حيث تولد وتتعاقب فصول الحياة البشريّة وتتّسع لتشمل العيلة البيتيّة والمجتمع والكنيسة. عمر الزواج في التاريخ من عمر الإنسان. يتضمّن الزواج أبعاد الإنسان في محاور وجوده وتكامله. في تربيته وكرامته، في سعادته وخلاصه وطقوسه؛ اختلفت حوله المفاهيم والنظريّات، باختلاف الأديان والحضارات على مدى التاريخ. تعرّضت الحياة الزوجيّة، ولا زالت، لهزّات العادات اللاأخلاقيّة والعشوائيّة ومنها: مشاعيّة الزواج، والطلاق الكيفيّ، وعبادة الشهوة الجسديّة وغرائز الإمتاع. ما يعنينا من الحديث: الزواج بالمفهوم المسيحيّ وطرحه. ينطلق مفهوم الزواج بالمسيحيّة من ثلاثة نداءات: 1- كينونة الإنسان الطبيعيّة. 2- إرادة اللـه وتصميمه في تركيبة الإنسان وهويّته ومهامه. 3- الأسرة حيث يُحقِّق الإنسان كينونته ومهامه، ويُجيب على نداء الأبوّة والأمومة وغايات الزواج. عرّفنا الوحي الإلهيّ على اللـه ثالوثًا متساويًا، هو في ذاته محبّة، حوار، خلق، شراكة، جماعة أشخاص وعلاقة؛ على مثاله خلق الإنسان عائلة مؤلّفة من أبّ وأمّ وولد، في جدليّة وجود بين الأنا والأنت في النحن. صمّم اللـهُ الإنسان على الحُبّ والانشداد والانجذاب نحو الآخر. صمّم الإنسان على الوحدة والديمومة وأعلن هذه الحقيقة في قصّة الخلق: إنّها شرعة الزواج في الآيات الخمس الواردة في الكتاب المقدّس، «لا يحسن أن يكون الإنسان وحده، فأصنع له عونًا بـإزائه» «أنموا واكثروا واملأوا الأرض وأَخضعوها» «يترك الرجل أباه وأمّه ...» «يصيران جسدًا واحدًا» «ما جمعه اللـه لا يفرّقه إنسان».هذا يعني: تكاملوا، الواحد بالآخر وازدهروا وتفتّحوا بالحُبّ والحياة والوحدة. توالدوا وتكاثروا واشتركوا في الخلق معي. كمِّلوا بناء الخليقة وتطويرها، نظّموها وأنسنوها. نستخلص ممّا تقدّم أنّ طبيعة الإنسان ثنائيّة ومتساوية، علائقيّة في الطبيعة، منفتحة بقصد اللـه على الحُبّ والحياة. والحُبّ والحياة يهدفان إلى الأبوّة والأمومة. والأبوّة والأمومة مصوّبان على الولد. إنّ وجود الإنسان هو نداء إلى آخر وعبور من الأنا إلى الأنت برمج السيّد المسيح بتعليمه وأعماله، دورة الحياة في الأبوّة والأمومة على حبّة القمح المأسويّة، الّتي يجب أنّ تموت عن البخل والأنانيّة، لكي تقوم وتتكاثر للحصاد. برمج الحياة على الآخر، لوهب الحياة وخدمتها، ومن هنا حتميّة الزواج والعيلة. |
|