رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبفرودتس مريضًا أبفرودتس أخي، والعامل معي، والمُتجند معي، ورسولكم، والخادم لحاجتي ... مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه ( في 2: 25 - 27) عاش أبفرودتس في فيلبي، وكان مبعوث الجماعة المسيحية فيها. وبولس يتحدث عنه بصفته: 1ـ أخي، 2ـ العامل معي. 3ـ والمتجند معي. فاللَّقب الأول يتعلَّق بالعاطفة، والثاني بالاجتهاد في العمل، والثالث بالجهاد الروحي. وبالإضافة إلى ذلك يذكر بشأنه بولس أنه «رسولكم، والخادم لحاجتي». وهذا يزوِّدنا بمعلومات قيِّمة أخرى عن شخصيته. لقد كان مستعدًا لأن يقوم بعمل وضيع أو عادي. ففي أيامنا هذه، معظمنا لا يكترث إلا للأعمال وللخدمات الظاهرة والمُحبَّبة. من هنا، كم ينبغي لنا أن نكون شكورين لأجل أولئك الذين ينجزون العمل الرتيب بكل هدوء وبعيدًا عن الأضواء. لقد كان على أبفرودتس أن يتواضع ويتذلل في معرَض قيامه بالعمل المُضني. لكن الله رفَّعه، إذ سجَّل أخبار خدمته الأمينة في الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي، لكي يقرأها جميع الأجيال التالية. كان القديسون قد أرسلوا أبفردوتس في رحلة قطع فيها مسافة لا تقل عن 1100 كيلومتر، وذلك لمساعدة بولس. فمرض المُرسَل الأمين من جرَّاء ذلك حتى إنه أوشك على الموت. لقد سبَّب له هذا انزعاجًا بليغًا، لا لأن مرضه وصل إلى هذا الحد، بل لخشيته أن يكون القديسون قد سمعوا خبر هذا المرض. ففي هذه الحال، سوف يلومون أنفسهم على إرساله في هذه الرحلة الشاقة، ومن ثم تعريض حياته للخطر. حقًا إننا نرى في أبفرودتس ”قلبًا غير مشغول بذاته“. وكان أبفرودتس قد مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه. إن لهذا النص قيمة عظيمة في نظرنا، وذلك بسبب ما يسلِّطه من أضواء على موضوع الشفاء الإلهي: أولاً: وقبل كل شيء، ليس المرض نتيجة للخطية دائمًا. فنحن هنا أمام رجل مرض من جرَّاء قيامه بمسؤولياته بكل أمانة «لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت» (ع30). ثانيًا: إن إرادة الله ليست دائمًا أن يشفي فورًا وبشكل معجزي. إذ إن مرض أبفرودتس قد طال، على ما يبدو، وأن تماثله للشفاء قد حصل تدريجيًا ( 2تي 4: 20 ؛ 3يو2). ثالثًا: نتعلم أن الشفاء هو عمل رحمة إلهي، وليس شيئًا باستطاعتنا مُطالبته تعالى به كأنه حق من حقوقنا. |
|