والله يعمل دائما
نعيش في عالم ٍ كله صخب ٌ وضجة وسرعة وتسابق وحركة ونشاط ٌ محموم . الضجة تصدم الأذن وتسبب الصداع وتهدد بالصمم . والسرعة والحركة والنشاط يمزق الصدر ويهدد سلام القلب . والناس في حياتهم اليومية غارقون في الصخب ، محمولون على تيار الحركة السريعة ، لا يستطيعون اسكات الضجيج مهما أغلقوا آذانهم . ولا يستطيعون تخفيف سرعة الحركة مهما قاوموا التيار . ووسط الضجة لا نسمع حديث من يتحدث . ووسط سرعة الحركة لا نتمتع بما يجري حولنا . الاصوات العالية تمنع صوت الله من أن يصل الينا ، فلا نسمعه . الحركات السريعة تحملنا بعيدا ً وتحرمنا من رؤية الله وحضرته . فإن اردنا سماع صوت الله فلنسكت أمامه . يقول زكريا النبي : " اُسْكُتُوا يَا كُلَّ الْبَشَرِ قُدَّامَ الرَّبِّ " ( زكريا 2 : 13 ) وإن شئنا رؤية مشيئة الله فلنتوقف ونهدأ . يقول الله على لسان داود النبي : " كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. " ( مزمور 46 : 10 ) حين نُصمت صوت العالم وضجيجه حولنا يتكلم الله معنا . حين نوقف الحركة السريعة الجارفة حولنا يمكننا رؤية الله . الصمت الذي يحيط بنا يتكلم ، والهدوء الذي يلف حولنا يتحرك . حين تُنصت للصمت تسمعه ، للصمت صوت . وحين تتأمل الهدوء تراه ، للهدوء حركة . تحتاج الى وقت ٍ تسكت فيه . يقول سليمان الحكيم : " لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. " ( جامعة 3 : 7 ) وتحتاج الى أوقات ٍ تكف فيها وتتوقف . قال الله لشعبه أمام البحر : " قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " ( خروج 14 : 13 ) هل تريد أن تسمع صوت الله يتحدث اليك ؟ أسكت ، اصمت امامه . هل تريد ان تتمتع بخلاص الله ينجّيك ويُتقذك ؟ كُف ، قف ، انتظره . ما أجمل واروع صوت الله والعالم حولك صامت . ما أعظم وأمجد عمل الله والعالم حولك جامد . الله يتكلم دائما ً وسط الضجيج وفي لحظات السكوت . والله يعمل دائما ً وسط الحركة وفي اوقات السكون . لكنك تسمع صوته ُ أفضل وانت ساكت ٌ أمامه . وتستطيع ان تراه يتحرك أوضح وانت ساكن ٌ في حضرته . تعلّم السكوت والصمت . حاول ان تقف وتنتظر .