المعارضة التركية ترفض استقبال الإخوان

[Mary Naeem]

المعارضة التركية ترفض استقبال الإخوان

الوطن
دبلوماسى تركى سابق: «أردوغان» لم يعط شيكاً على بياض للإخوان.. و«جارديان»: طرد الإخوان فرضته دول الخليج على «الدوحة»

رفض نائب رئيس حزب «الشعب الجمهورى» المعارض، فاروق لوغ أوغلو، تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، التى أبدى فيها، قبل يومين، إمكانية استقبال البلاد قيادات الإخوان الهاربين من مصر والمرحّلين من قطر، قائلاً، أمس الأول، إن «عبارات الترحيب من أردوغان من شأنها مزيد من توتر العلاقات مع الدول الإقليمية، خاصة مصر والسعودية والإمارات».
وأضاف القيادى بحزب المعارضة الرئيسى فى البلاد لصحيفة «تودايزمان» التركية: «قطر أخيراً أُجبرت على طرد قيادات الإخوان تحت الضغوط السعودية والإماراتية، والرئيس فتح لهم الباب الآن نحو تركيا. نحن دولة لها تقاليدها التى تقتضى أن نمد يدنا لمن يحتاج، لكن فى ذات الوقت المصالح الوطنية يجب أن تعلو على الاعتبارات السياسية الشخصية».
وتابع «لوغ أوغلو»: «من الواضح أن استضافة تركيا قيادات الإخوان المصريين سيكون مصدراً لتوتر جديد فى علاقتنا مع مصر، التى هى فى أدنى مستوياتها فى الوقت الحاضر». وقال «لوغ أوغلو»: «دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وربما دول أخرى ربما تبدى انزعاجها من استضافتنا لهم، وتركيا الآن بحاجة إلى أصدقاء وليس إلى أعداء جدد». وتابع: «منح اللجوء لقيادات الإخوان المصريين سيكون عاملاً مضاداً لمصالح تركيا، وتركيا لا يمكن ولا يجب أن تكون حامياً لفكر جماعة الإخوان». من جهته، قال الدبلوماسى التركى السابق، رئيس مركز «دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية» سنان أولجن، إن «الرئيس التركى إذا قرأنا تصريحاته بدقة فإنه لم يعط شيكاً على بياض لجماعة الإخوان». وأضاف «أولجن»: «الرئيس كانت تصريحاته ذات لهجة دبلوماسية، قال سندرس ونقيم كل طلب على حدة ووفقاً للقوانين، ما يعنى أنه سيحتضنهم وفق شروط». وتابع: «أردوغان لا يمكنه أن يسحب دعمه للإخوان أو يرفض قدومهم، لكن لهجته الدبلوماسية تؤكد أنه سيضع شروطاً تجعله يعيد التوازن فى سياسته الخارجية تجاه مصر».
فى سياق متصل، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس، نقلاً عن مصادر خليجية، إن «قطر تعهدت بطرد قيادات الإخوان الهاربين من مصر، والتوقف عن مهاجمة مصر عبر قناة الجزيرة، وفقاً لشروط اتفاق الرياض (الذى وقع فى نوفمبر 2013) والذى فرضته عليها السعودية والإمارات وغيرهما من الدول المجاورة». وأشارت الصحيفة إلى أن «الاتفاق وضع بهدف رأب الصدع والغضب الشديد من الدول التى ألقت اللوم على قطر بسبب مساندتها جماعة الإخوان فى مصر، والجماعات الإسلامية الأخرى فى الإمارات وليبيا المجاورة، ولم يتم الإعلان عما فى هذا الاتفاق رسمياً، أو يتم تنفيذه حتى وقت قريب». وقال دبلوماسيون إن «المخاوف من خطر تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) ساعدت فى إقناع قطر بالتراجع». وقال مصدر عربى لـ«جارديان» إن «السعودية، التى سحبت سفيرها لدى الدوحة فى قرار ثلاثى مع الإمارات والبحرين، وضعت شروطاً إلى ما هو أبعد من وقف مساندة الإخوان والاتفاق الأصلى بطلبهم إغلاق مراكز بحثية أمريكية مقرها الدوحة، لكن القطريين رفضوا ذلك». وأضاف أن «الضغط بلغ ذروته فى أواخر أغسطس الماضى بزيارة الوفد السعودى رفيع المستوى ممثلاً فى وزير الداخلية ووزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات، وبعدها فى 6 سبتمبر منحت الدوحة أسبوعاً إضافياً لتنفيذ التزاماتها».
على جانب آخر، أصدرت قطر قانوناً جديداً لتنظيم عمل الجمعيات الخيرية، فى حين يتزايد القلق فى الغرب بسبب التمويل الذى حصل عليه مقاتلو تنظيم «داعش». وذكرت وسائل إعلام محلية أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، صادق، يوم الاثنين الماضى، على القانون الذى يستهدف المنظمات الخيرية التى تشتغل بالسياسة وتلك التى ترسل أموالاً إلى الخارج أو تتلقى تمويلاً من الخارج. وقالت صحيفة «بنينسولا» القطرية، التى تصدر باللغة الإنجليزية فى الدوحة، إن «الجمعيات التى تخالف القواعد التنظيمية ربما تغلق». وأضافت أن «الذين ينتهكون القانون ربما يعاقبون بالسجن مدة تصل إلى 3 سنوات وغرامة قدرها 100 ألف ريال قطرى، أى ما يفوق 27 ألف دولار». وتواجه قطر انتقادات متزايدة جراء دعمها مجموعة واسعة من الإسلاميين فى أنحاء المنطقة.