رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جمال الحياة المسيحية أولاً: ماهية الحياة الجماعية رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية 2/20 تتحدث عن ماهية الحياة الجماعية: "لست أنا الحي بل المسيح هو الذي يحيا فيّ". فيلبي 1/1: "الحياة لي هي المسيح". قولسي 1/24: "أتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح". والقديس يوحنا الرسول في إنجيله 10/10 يقول: "أتيت لتكون لهم الحياة وتكون أوفر". هذه الكلمات تؤكد لنا وجود حياة الهية تعبر عن علاقة حب وكمال (حياة إلهية) لأن السير في طريق الكمال هي نعمة مقدسة وحياة مشاركة في حياة المسيح بالذات. أنا أشارك المسيح في حياتي وهذه المشاركة لها بعدين: 1- إستيعاب (إقتناء) المسيح. وبالتالي تؤدى إلى تطابق هوية مع المسيح ويصبح المسيح. عندما أقتني المسيح تصبح حياتي جزءاً من حياته. عندما نقول عن الكاهن بأنه مسيح آخر فهذا يعني أن الكاهن يسير في أقتناء المسيح لتصبح حياته جزءاً من حياة المسيح. رو 8/ 29: "سبق أن قضى بأن يكونوا على مثال صورة ابنه... فالذين سبق أن قضى لهم بذلك دعاهم أيضاً، والذين دعاهم بررهم أيضاً، والذين بررهم مجدهم أيضاً". 2- الإقتداء بالمسيح. إتباع المسيح الفقير والمتواضع، لكي نشارك المسيح في المجد. هو المسيح المعلم والمثال أي الطريق. "لا أحد يمضى إلى الآب إلا بي" (يو 14/6). بولس الرسول يؤكد اهمية التشبه بالمسيح من خلال الصفح والغفران "اصفحوا بعضكم بعضا كما صفح لكم المسيح (قول 1/33). مت 16/ 24: "من أراد أن يتبعني فليزهد بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". ثانياً: البعد التقوي للحياة المسيحية فضيلة الديانة هي التى توجه حياتنا ونشاطنا إلى مجد الله، وهذا البعد يغير كل حياتنا. ويقول أحد اللاهوتين علينا أن نكون برشانة حية لتسبيح السيد المسيح. وهناك نشيد التسبيح الذي نشيده يومياً في القداس "بالمسيح ومع المسيح وفي المسيح نرفع إليك...". بهذه العبارة نرى بأن المسيح يمتلكني بكل حياتي. فهذا النشيد هو نشيد الحياة المسيحية. ثالثاً: الدعوة إلى القداسة إن الله يدعوني إلى طريق القداسة، "كما أن الذي دعاكم قدوس كونوا أنتم قديسين" (1بط 1/15-16). "كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (مت 5/48). بمقدار ما أنت مدعو إلى التشبه بالمسيح، بمقدار سيرك نحو التشبه بابن الإنسان.في الفصل الخامس من الدستور عن الكنيسة تؤكد على الدعوة العامة المسيحية للقداسة (الكنيسة في عالم اليوم 32) رابعاً: قداسة يومية متنامية تعاسة الإنسان تكمن في عدم كونه قديس (( Boll)، القداسة تتم في الحياة اليومية لا من خلال تحقيق الامور العظيمة. السير في طريق الحياة اليومية يتطلب جهداً كبيراً وهذه هي طريق القداسة اليومية، عندما نغير ذواتنا نغير كل من يعيش حولنا. تنمو الحياة الإلهية فينا من خلال الأعمال البسيطة المتكررة ذات المعنى والحماسة والحيوية (لا تصبح حياتنا اليومية روتين). بدأنا نفقد الحياة الجميلة بسبب كل ما يدور حولنا من صعوبات وضغوطات وآلام وبالتالي نحن مدعوون للسير في حياة القداسة، فالأعمال الصغيرة اليومية هو طريق من طرق القداسة، لذلك يجب أن نقوم بالأعمال بصورة هادفة وفعالة وتقودك خطوة بعد خطوة لمجد الله. حياتنا الأخلاقية لا تعتمد على مواقف محددة، فالاعمال التي نسقط بها علينا أن ننهض بعدها بقوة لنسير نحو الكمال، وعندما تصبح الأنا مركز حياة الشخص ويبدأ بالبحث عن مجده وراحته فإن التعاسة سوف تسيطر عليه. رابعا: تنوير داخلي هذه الحياة الإلهية هي واضحة علنياً للإنسان المسيحي وضمنياً لكل من لا يعرف المسيح. ولكنهم يعيشون على مثال المسيح من خلال قيم ديانتهم والإلهام الداخلي. كثيرون من المسيحيين يخلصون بإيمانهم القويم، فقد قال القديس بولس في رسالته إلى تلميذه طيموتاوس: "لنحيا حياة سالمة مطمئنة بكل تقوى ورصانة... فإنه يريد أن يخلص جميع الناس" (1طيمو 2/2). وكذلك بالنسبة لغير المسيحيين فإنهم يخلصون من خلال الشريعة، وهذا ما قاله القديس بولس في رسالته إلى أهل رومة "فلذلك لن يبرر عنده أحد من البشر إذا عمل بحسب الشريعة، فما الشريعة إلا سبيل إلى معرفة الخطيئة" (رو 3/20). خامسا: تتغذى حياة المسيحي من: تتطور الحياة المسيحية من خلال الصلاة الليتورجية، فالمعمودية هي أن يحيا الإنسان موت وقيامة السيد المسيح، وبالقربان الأقدس يتغدى من هذه الحياة الإلهية، وبالغفران يطهر نفوسنا، ولغير المسيحيين تظهر وتتطور حياتهم من خلال الصلاة والأعمال الصالحة. سادسا: تتغذى حياة غير المسيحي من: من خلال الصلاة والاعمال الصالحة وكل القيم الصالحة في ديانتهز هذه الحياة الإلهية تفقد بالخطيئة سواء للمسيحي أو لغير المسيحي. في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية رقم 1811 يقول: "ليس من السهل على الإنسان الذي جرحته الخطيئة أن يحتفظ بالإتزان الأخلاقي. وعطية الخلاص بالمسيح تمنحنا النعمة الضرورية للثبات في السعي إلى الفضائل. على كل واحدٍ أن يلتمس دائماً نعمة النور والقوة هذه، وأن يلجأ إلى الأسرار، ويتعاون مع الروح القدس، وأن يلبّي دعواته إلى حب الخير والإحتراز من الشر". |
|