![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة الربية الابانا ![]() " الأبانا " تعتبر 'الصلاة الربّيّة' (أبانا الذي في السماوات ليتقدّس اسمُك...)، كما أسماها، لأوّل مرّة، القدّيس كبريانوس القرطاجيّ (+258)، من أكثر الصلوات التي يتلوها مسيحيّو العالم شهرةً، وذلك أنّها 'الصلاة' التي علّمها يسوع للكنيسة، وأرادها نموذجًا لكلّ صلاة . منذ البدء أبدى آباء الكنيسة اهتمامًا بالغًا بهذه الصلاة، فتركوا تفسيرات كثيرة عنها، وعملوا على إدراجها في الأسرار المقدّسة والصلوات الكنسيّة، وهي موجودة اليوم في جميع صلواتنا الجماعيّة والفرديّة . أوّل مَنْ شَرَحَ الصلاة الربّيّة وأدخلها في ترتيب سرّ المعموديّة هو العلاّمة ترتليانوس (الذي اعتبرها 'مختصر الإنجيل كلّه'). ثمّ تبعه، في مسعاه، القدّيس كبريانوس الذي كان يطلب من الموعوظين (وهم وثنيّون ويهود آمنوا بالربّ يسوع وكانوا يستعدّون لتقبّل سرّ المعموديّة) حفظها غيبًا وتلاوتها علنًا أمام الكنيسة أثناء قبولهم المعموديّة. حذا حذو ترتليانوس وكبريانوس معظمُ آباء القرن الرابع فأدرجوا هذه الصلاة في خدمة القدّاس الإلهيّ . ففي كنيسة أورشليم، مثلاً، كان القدّيس كيرلّس يشرحها أثناء الخدمة الإلهيّة، ويطلب من المؤمنين تلاوتَها قبل أن يتقدّموا من المناولة، وهذا ما يفعله المؤمنون اليوم . يدّعي بعض علماء التفسير أنّ ثّمّة قرابة بين الصلاة الربّيّة والصلوات اليهوديّة في زمن يسوع من حيث المبنى والمعنى . غير أنّ هذا الإدعاء ليس واقعيًا، لأنّ الصلاة الربّيّة 'لا تتمحور حول خبرة إسرائيل ولا حول الشهادة التي عليه أن يؤدّيها لله...' . ولعلّ أبرز ما يميّزها عن كلّ الصلوات التي قبلها هو تلك الحرّيّة التي تدفع المؤمنين إلى أن ينادوا الله الذي لا يدنى منه: 'أبانا'. ولا يخفى أنّ ترتيب الطلبات فيها ابتكاريّ وله معانيه الجديدة، وهو يميّز تعليم يسوع عن غيره، ونرى أنّه به يعلو على كلّ تعليم آخر ويتخطّاه . الصلاة الربّيّة - على الرغم من صغرها - صلاة غنيّة بمعانيها، وقد وصلتنا عن يد الإنجيليّين متّى (6: 9-13) ولوقا (11: 2-4)، في صيغتين تفترق الواحدة عن الأخرى، بأمور عدّة، ولعلّ هذه الفروقات في الصيغتين تعود إلى الاستعمال الليتورجيّ في كنائس مختلفة. سعى العديد من المفسّرين إلى معرفة أيّ من الصيغتين هو الأقدم فتشعّبت آراؤهم واختلفت. لن ندخل، في هذه العجالة، في مقارنة نصّي متّى ولوقا لنعرف أيّا منهما هو الأقدم، يكفي أن نؤكّد أنّ المسيحيّين الأوائل اقتنعوا بأنّ الأمانة لفكر يسوع أهمّ، بما لا يقاس، من ترداد كلماته تردادًا حرفيًّا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يّذكرنا يسوع الصلاة الربية ان يغفر كُلَّ واحِدٍ مِنكم لأَخيهِ |
أهمية الصلاة الربية |
الصلاة الربية |
الصلاة الربية |
الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها |