تفاصيل إحباط «أكبر مخطط إرهابى»
الوطن
مصدر أمنى يكشف: «الظواهرى» والتنظيم الدولى للإخوان كلفا الإرهابيين باستهداف محطات المياه والكهرباء وشركات البترول
كشف مصدر أمنى رفيع المستوى بمدن القناة وسيناء، أن الأجهزة السيادية نجحت خلال الأيام القليلة الماضية فى الكشف عن أكبر مخطط للجماعات التكفيرية بشمال سيناء، للقيام بأعمال إرهابية ضخمة، تستهدف بعض المؤسسات الشرطية والعسكرية والاقتصادية، بالتزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر، ونجحت الأجهزة الأمنية فى إحباط المخطط بالقبض على 9 من بين تلك العناصر الإرهابية.
بدأت خيوط المؤامرة تتكشف لدى أجهزة الأمن بضبط جهاز «لاب توب» بحوزة قيادى تكفيرى بجماعة «أنصار بيت المقدس» يدعى «حسان حامد المسلمى» تمت تصفيته خلال إحدى مداهمات الجيش لوكر إرهابى خاص بالتنظيم، بقرية الوفاق جنوب مدينة رفح، حيث تبين من تفريغ محتويات الجهاز أن هناك مخططاً تم الإعداد له منذ شهرين، للقيام بأعمال إرهابية ضخمة تستهدف مؤسسات شرطية وعسكرية، ومنشآت خدمية من بينها محطات الكهرباء والمياه والصرف الصحى وشركات البترول بالبحر الأحمر والسويس، واستهداف إحدى السفن المارة بالقناة بالقذائف لتشويه مشروع القناة الجديدة.
ضبط 9 عناصر إرهابية بينهم 4 تابعون لـ«جيش الإسلام» و«القاعدة» وفرت التمويل
وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد عدة رسائل واتصالات بين أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، وجماعة «أنصار بيت المقدس» خلال شهر أغسطس الماضى، تؤكد أن جميع المطالب الخاصة بالعمليات الإرهابية من متفجرات وأموال ومسلحين وخلافه، سيتم توفيرها للتنظيم والاتفاق على إمدادهم ببعض المسلحين من ذوى الخبرة من عناصر تنظيم «جيش الإسلام» بقطاع غزة الذى يديره القيادى التكفيرى ممتاز دغمش، أحد المتهمين الرئيسيين فى «مذبحة رفح الأولى»، وبعض العناصر المسلحة التابعة لحركة «حماس».
وأوضح المصدر أن تلك المخططات كانت تتم بالتعاون مع «التنظيم الدولى للإخوان» الذى وفر كل الأموال التى يحتاجها تنظيم «أنصار بيت المقدس» للقيام بتلك العمليات الإرهابية، بجانب تأسيس ما يعرف بحركة «ضنك» فى معظم المحافظات المصرية، بهدف شغل الأمن بتظاهرات أعضائها، الذين ينتمون للجماعة الإرهابية. وبحسب المصدر، فقد اختارت تلك الحركة يوم 9 سبتمبر كبداية للتصعيد، بهدف شغل أجهزة الدولة الأمنية عما يخطط على أرض سيناء، واهتمت تلك الحركة بالتركيز على محافظتى شمال سيناء والإسماعيلية، حيث نظمت الحركة مسيرات مساء الثلاثاء بشارع 23 يوليو بالعريش لإلهاء الأمن ومنح الفرصة لعناصر من تنظيم «جيش الإسلام» للتسلل داخل سيناء، عبر أحد الأنفاق على الحدود برفح.
وأكد المصدر أن مخطط تسلل العناصر المسلحة من تنظيم «جيش الإسلام» وحركة «حماس» لسيناء، كان يقوم على تسللهم على مراحل، بحيث لا تزيد كل مجموعة على خمسة أفراد حتى لا يتم اكتشاف أمرهم، حيث تمكنت 3 عناصر مسلحة تابعة لتنظيم «جيش الإسلام» فى غزة من التسلل عبر أحد الأنفاق برفح، مساء الاثنين الماضى، فيما تمكنت قوات حرس الحدود من نصب كمين للمجموعة الثانية، والتى ضمت 4 عناصر مسلحة، تابعة لتنظيم «جيش الإسلام» وذلك بعد خروجهم من فتحة نفق بمنطقة صلاح الدين برفح، وعلى الفور قامت قوات حرس الحدود بنقلهم لإحدى الجهات السيادية بشمال سيناء، تحت حراسة أمنية مشددة، بجانب عمل كردون أمنى حول النفق، حتى تم تفجيره صباح أمس بمعرفة قوات حرس الحدود.
وكشف المصدر عن أن أحد العناصر الأربعة اعترف تفصيلياً بالمخطط، فى الوقت الذى أصر فيه ثلاثة متهمين على النفى بشكل قاطع، رغم العثور على أوراق ومستندات تؤكد انضمامهم لتنظيم «جيش الإسلام»، ولفت المصدر إلى أن تلك العناصر ليست مجرد أعضاء بل قيادات عسكرية لها ثقلها وخبرتها داخل التنظيم، الأمر الذى أثار الشك والريبة لدى المحققين، عقب القبض عليهم، حيث اعترف أحد تلك العناصر الإرهابية بأنهم كانوا فى طريقهم لمنطقة صحراوية، قريبة من قرية «نجع شبانة» جنوب مدينة رفح، للانضمام لإحدى الخلايا التابعة لجماعة «أنصار بيت المقدس» وأن اثنين منهم خبيران فى تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة.
وتابع المصدر أن أحد المتهمين اعترف بأن المخطط كان يقوم على تسلل عدد 50 مسلحاً من تنظيم «جيش الإسلام» وحركة «حماس» فى الفترة من 15 أغسطس حتى 5 سبتمبر، على مراحل، ولكن المخطط فشل لاصطدام تلك العناصر بقوات الجيش المصرى، بفضل الرقابة الأمنية المشددة على الحدود برفح، حيث لم يتمكن هذا العدد من التسلل لداخل سيناء، ونجح 3 فقط من المنتمين لـ«جيش الإسلام» فى التسلل لسيناء، وتم القبض عليهم أثناء دخولهم الأراضى المصرية. وأوضح المصدر أن المتهم اعترف تفصيلياً بأن الأعمال الإرهابية التى كلفوا بها مع جماعة «أنصار بيت المقدس» استهدفت 3 مؤسسات شرطية وعسكرية منها مؤسسة سيادية بشمال سيناء، باستخدام السيارات المفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، وذلك بالتزامن مع استهداف محطات الكهرباء والمياه والصرف فى سيناء لإرباك الدولة، مع عمل محاولة لتسلل بعض العناصر المسلحة لمحافظة الإسماعيلية، لاستهداف إحدى السفن المارة بالقناة بقذيفة «آ ربى جى» لتشويه صورة مشروع القناة الجديدة، وعكس صورة سلبية عن الأمن المصرى لدى الأنظمة الغربية.
وفى ذات السياق، وجهت قوات الجيش ضربات متتالية لجماعة «أنصار بيت المقدس» أفقدتها التوازن، حيث تمكنت القوات من ضبط 10 أطنان من المتفجرات، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، داخل 3 مخازن، من بينهم اثنان تحت الأرض بقرية أبوطويلة بجنوب الشيخ زويد، والثالث عثر عليه بقرية باب سيدوت بمدخل رفح.
