10 - 09 - 2014, 03:30 PM
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
+
القديسـة دميـــانة !!!
***
شجرة مغروسة بالحب على مجاري المياه والأنهار
إرتوت من أمها الإيمان القويم ومن أبيها البار
وتربت في مخافة الله وقراءة الكتب المقدسة في إنبهار
ورفضت الزواج واشتهت الجلوس تحت أقدام المسيح المختار
* * *
وطلبت من والدها أن يبني لها مسكناً بعيداً عن الضوضاء
لكي تتعبد هي وصديقاتها في خشوع وحب وصفاء
وإستجاب والدها وأحضر مهندسين مهرة وصناع أوفياء
شيدوا لها قصراً تحفة فنية رائعة الجمال والبناء
* * *
ومضت هي وصاحباتها في عبادة حارة للمسيح
يمضين الليل في صلوات ومطانيات وتسابيح
وفي النهار قراءة الكتب المقدسة وفي مديح
ما أعذب العشرة الإلهية في نغم وحب وتفاريح
* * *
وبدأ عدو الخير يملأ قلب دقلديانوس الجاحد في طغيان
لإحضار مرقس الوالي ليسجد لألهته الصماء ويقدم القربان
ولما إمتنع وقال أنا عبد لربي يسوع ملك الأكوان
أخذ يعنفه ويلاطفه ويخادعه حتى جعله يسجد للأوثان
* * *
وإنتشر الخبر المحزن حتى أسوار الدير في جريان
وما أن سمعت عروس المسيح حتى ذابت في الأحزان
ودقت جرس الدير وجمعت الراهبات وأخبرتهن في أشجان
لكي يصلوا جميعاً بنفس واحدة في تقوى وحب وإيمان
* * *
ثم تشجعت وأسرعت إلى والدها وتخُنقها الدموع
ورشمت ذاتها بعلامة الصليب ونادت حبيبها يسوع
وقالت ما هذا يا والدي كنت أود أن أسمع موتك ولا الرجوع
أتبيع المسيح من فداك بدمه الكريم ملك السماء وكل الربوع
* * *
ولما سمع مرقس من إبنته هذا الكلام المؤلم الحزين
أفاق من غفلته وصرخ باكياً في دموع وآنين
وقال إنك يا إبنتي إنتشلتيني من هذا الجحيم ونار الشياطين
وسافر إلى دقلديانوس ليعترف أمامه بالمسيح ملك العالمين
* * *
أما القديسة دميانة رجعت إلى ديرها بفرح وتمجيد
لأن يسوع سمع لصلوات الراهبات في دموع وتنهيد
ووقفت القديسة دميانة في وسطهن في صلاة وتغريد
وشكرت يسوع المسيح الذي خلص والدها من فم الأسد بلا ترديد
* * *
أيها الرب الحنون ثبته في الإيمان إكراماً لإسمك القدوس
وذهب والدها معترفاً بيسوع المسيح أمام دقلديانوس
إنه مستعد أن يسفك دمه ليسوع مالك العالم والنفوس
وأن يكون من الشهداء الأبرار المتوجين في نعيم الفردوس
* * *
سمع الملك دقلديانوس من مرقس الوالي هذا الكلام
وأحس بعجزه أمام إيمان مرقس وطلب المشورة في وئام
من الحاشية في أمر هذا الرجل لأنه من أعظم الرجال الكرام
فآجاب أحدهم يجب أن تؤخذ رأسه بالسيف ويعذب بآلام
* * *
وأمر الملك أن تقطع رأسه الآن بالسيف الطاهرة
وأخذ يصلي فتهلل بالروح ورأى أنواراً باهرة
وأطاح بعنقه أحد الجنود الغلظاء بضربة قاسمة
وإنضم إلى صفوف الشهداء الأبرار بتيجان نادرة
* * *
وبينما الملك يحاسب نفسه على فعلته الشنعاء
وإنه كيف خسر رجلاً عظيماً أميناً من النبلاء
تقدم وزيره وقال السبب في ذلك إبنته والأربعين عذراء
نذرت نفسها للمصلوب الناصري ملك الأرض والسماء
* * *
أجاب الوزير إنها في الزعفران هى الآن
أمر دقلديانوس أن يأخذ مئه رجل ومعهم آلات العذاب والهوان
ويبادروا مسرعين مع آلات التعذيب إلى مدينة الزعفران
ودبح كل من يصادفهم من عابدي المصلوب الديان
* * *
وقد وصلوا إلى قصر القديسة وهى مع العذارى في المساء
ونصبوا خيامهم وراء القصر العظيم في مكر ودهاء
ورأتهم القديسة وقالت للعذارى لا تضعفوا وكونوا من الشهداء
ووقفوا جميعهن وفي صلاة أخذت شحنة من رب الفداء
* * *
ولما سمعت القديسة دعوتها لعبادة الأصنام والسجود
قالت أما تستحون إذ تسمون الحجارة الهة وتتركون المعبود
أما أنا عبدة لسيدي وملكي ومخلصي يسوع ملك كل الوجود
صانع السماء والأرض والبحر أعبده لأنال الوعود
* * *
غضب الأمير وأمر رجاله بوضعها بين فكي الهنبازين
وكانت تعصر كالقصب والعذارى يبكن حولها حزنانين
وتقول إلهي صعد على الصليب بإرادته مسمراً بين لصين
إصعد عقلي يا إلهي وأقبل مني هذا التعب يا ملك السمائين
* * *
وكان الرب يثبتها وهى تجوز محنة الآلام المريرة
ودمها يسيل وهى تصلي بحرارة بين دموع غزيرة
ولما تعب الجند وهى تشجع إخواتها بكلمات مثيرة
أمر الأمير أن تودع في السجن مقيدة وهى من الآلام أسيرة
* * *
ولكن نور عظيم وإذا برئيس الملائكة أعطاها السلام
وبأجنحته النورانية لمس جسدها وآزال كل السقام
وشفيت من كل الأوجاع والجروح والآلام بالتمام
فأنتصبت القديسة تمجد عريسها الحنون صانع العجائب العظام
* * *
ولما مثلت أمام الأمير وجدها سالمة بلا جروح
قال يا دميانة صناعتك السحر سأبطله في جنوح
ثم عاد لتمشيط جسدها بأمواس حادة وهى لا تنوح
صابرة بقوة ربنا يسوع من له سلطان على الجسد والروح
* * *
لم يكتفي الأمير بهذه الآلام وهذا العذاب المرير
بل أمر بتدليك جسدها الطاهر بالخل والجير
ثم بعد ذلك يدلكوا جلدها بخرق من شعر الخنزير
فأشتعلت أعضاؤها من الآلام وهى تنادي القدير
* * *
ثم أخذوها وألقوها في السجن وهي عذراء ورقيقة
واسترسلت في صلاة من القلب ليسوع حارة وعميقة
وظهر لها ملاك السلامة ميخائيل رئيس الجند بعد دقيقة
سلام سيدي يسوع معك يا دميانة أيتها العذراء العفيفة
* * *
ثم لمسها فبرأت في الحال من كل الآلام والجراحات
وما كادت تفرغ من صلاتها حتى كان الجند في متاهات
وجدوها جالسة تضيء بنور عظيم وتعظ إخواتها في هالات
وتقول إلهنا مرهوب على كل الآلهة عظيم في الأرض والسماوات
* * *
ولما رآها الحاضرون صرخوا قائلين نؤمن بإله دميانة
وأمر أن تؤخذ رؤوسهم فنالوا إكليل الشادة بأمانة
وأمر أن يضربوها بمرزبات من حديد مدبب في استقامة
حتي ينكسر عظمها ففعل الجند بطريقة وحشية ومهانة
* * *
ولم يكتف الأمير بذلك بل وضعوها في دست كبير
فيه شحم خنزير وزفت وجعلوا النار تحته سعير
وارتفع اللهب ولكن الرب كان يثبتها في تدبير
وللوقت نزل الملاك ميخائيل وبسط أجنحته بنور منير
* * *
وأطفأ لهيب النار فقامت واسرعت للأبد في ثبات رزين
ها أنا قد أتيت إليك أين ألهتك المصنوعة من الحجر الرصين
ثم إن جميع الحاضرين صرخوا بفم واحد نحن نصارى مؤمنين
وأمر الطاغي بأخذ رؤوسهم فنالوا أكاليل الشهادة معترفين
* * *
إلتفت إليها حاجب الأمير على محبة إلهها والمئات تموت
وهي فرحة متهللة قائلاً لها ما الفائدة من قتل الأبرياء في صموت
فقالت إذا أرادت أن تدخل إلى ملكك ألم تقدم هدية في سكوت
أفلا تريدني أن أقدم لمك الملوك ذبائح مقدسة وياقوت
* * *
تعجب الأمير وحاجبه وجميع من معه من الجنود
من كلام القديسة والحكمة والسلام كعبير من الورود
ومع ذلك أمر بحبسها في السجن ليضع حدًا لهذا الصمود
وتكدر الأمير من إجابتها الجريئة وتمسكها بإلهها المعبود
* * *
وأمر أعوانه بإحضار قادوم نجار ليقور رأس القديسة العفيفة
ثم غلوا زيتًا ومعه كبريت ورصاص وصبوه بطريقة فظيعة
ثم أمر بقلع عينيها وسلخ جلدها ثم صب الزيت بطريقة مخيفة
ومن شدة الألم أخذت تصرخ وتسبح أم النور بصلوات رقيقة
* * *
وأحست أنها ستلفظ أنفاسها... بعد العذابات الأخيرة
وفجأة نزل طير حمام أبيض وحلق فوق رأسها الصغيرة
وأخذ يرفرف بأجنحة على عينيها فأصبحت سليمة
وطارت الحمامة وغابت عن أعين الناظرين في دقيقة
* * *
عندئذ تقطع جسدها الطاهر كما تقطع الذبيحة إلى أجزاء
وأسلمت روحها الطاهرة صاعدة إلى رب السماء
ولم يكتفي الطاغية بل أمر أن تلقى للوحوش لتأكلها هباء
ولكن رب المجد تمجد فلم تقترب منها الوحوش ومكثت في وفاء
* * *
ثم حدث زلزال عظيم تلته رعود قويه قاصفة
حتى أن الجميع سقطوا كالأموات كأنهم في عاصفة
ونزل رب المجد يسوع ونادى إنهضي يا دميانة سالمة
فلم تلبث أن الفتاة نهضت وسجدت في هدوء باسمة
* * *
فقال لها يسوع تقوي أيتها المختارة لندائي
فقد أعددت لكِ إكليل عُرسك ومجدك السمائي
وستنالين الأجر العظيم بسفك دمك الطاهر الغالي
وسأجعل إسمك شائعاً بالعجائب وبالمعجزات عالي
* * *
حيث تُبنى لكِ كنيسة عظيمة وتتقاطر الناس زرافات
إلى زيارتها من كل فج وصوب ويكون إسمك بركات
ثم إن القديسة أسرعت إلى الأمير وصرخت المجد لرب السماوات
ها أنا سيدي يسوع المسيح قد أقامني من الأموات
* * *
فصرخ كل الحاضرين قائلين حقاً دين القديسة هو القويم
فلتكن ملعون أيها الأمير فإننا نجاهر بالدين المستقيم
وليس لنا إله نعبده غير إله القديسة دميانة العظيم
فأمر الأمير بقطع رأس الفتاة بحد السيف وبفكره الخائب الأثيم
* * *
ثم قطعوا رأس القديسة العفيفة دميانة وكل من إنتمى إليها
وكان عدد الذين إستشهدوا معها أربعمائه نفس معها
وصعدت أرواحهم جميعاً إلى الفردوس مهللة بين صلواتها
ونالت القديسة دميانة الأكاليل النورانية لبتوليتها وعذابها
* * *
وبعد فترة من الزمان جلس ملك يسمى قسطنطين البار
إشتهر بالتقوى وكان من أكبر أنصار المسيحية في إزدهار
فأمر أن تُبنى الكنائس وتهدم البرابي وتلات الأصنام الأشرار
وجمع جثث الشهداء لتبنى عليها الكنائس في إفتخار
* * *
وللقديسة دميانة دير عظيم في بلدة بلقاس
يؤمه المؤمنون من جميع المدن والبلاد والأجناس
بركة صلوات هذه القديسة تكون مع كل الناس
وصلوات الأربعين عذراء والشهداء لنا نبراس
***
مرقس إســكندر مقار
التعديل الأخير تم بواسطة morcos20 ; 10 - 09 - 2014 الساعة 03:36 PM
|