|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف أستطيع أن أندم ندامة كاملة طالما عندي قناعة أني سأرجع إلى الخطيئة فيما بعد، وأنا مازلت أرتكب الخطايا نفسها؟... الجواب: هذه المشكلة صعبة وأساسية، إذ أن الندامة ليست مُجرّد شعور بالخجل أو بالألم أو بالكآبة أو بفداحة الأعمال المرتكبة وشناعتها، هي قبل كل شيء: رفض الخطيئة رفضاً قاطعاً. وتقترن الندامة بالقصد الثابت أي بعزم التائب ألاّ يعود إلى ارتكاب الخطيئة... ولا يمكن للتائب أن يكوّن هذا القصد إن لم يتأمّل بقداسة الله ويقترب من محبته... ويفكّر من ثم بحقيقته الباطنية الخاصة التي أقلقتها الخطيئة وقلبتها، تفكير كهذا يؤجِّج فيه الحنين إلى البيت الأبوي مثل "الابن الشاطر" فيطلب التحرّر من أعماقه، ويعود إلى أبيه ويستعيد مكانته المفقودة، وفرحه العميق، فرح الخلاص. ولا ننسَ أن الندامة قبل أن تكون عملاً شخصياً محضاً، فإنها أصلاً دعوة من الروح القدس ونعمة من قِبَلِهِ. وإلى الذي يقول إني لا محالة سأعود إلى الخطيئة ذاتها، نجيب: أولاً اشكر الله إلهك لأنك لم تقترف خطايا جديدة... ثم تذكّر كم من مرة ساعدتك النعمة أن لا تقع بهذه الخطيئة نفسها فانتصرتَ على تجاربها وإيحاءاتها، وإذا صدف أنك عُدْتَ إليها، أفستبقى فيها معذّباً أو بعيداً... فما أحرى من سر التوبة أن يساعدك على النهوض وبخاصة متى كانت الخطيئة "ثقيلة"... |
|