رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهزم العيان أى آلام هذه التي احتملها ملك الملوك من أجلى !! ومن أجلك لطمات شديدة العنف أتت على خديه .. جلدات وحشية انهالت متوالية على ظهره .. شوك حاد أدمى هامته ، وسالت الدماء غزيرة .. مسامير حادة نفذت فى لحمه الغض فى كل من يديه وقديمه .. وكم تحمل من أجلى ، ومن أجلك آلاما أخرى نفسية تفوق احتمال البشر جرحه بعمق ترك أحبائه له فى وقت شدته .. وكذلك البصق على وجهه .. وكم كانت خادشة لأحاسيسه المرهفة كلمات الاستهزاء والسخرية التي سمعها من رعاع الشعب ومن جنود استهتروا به إلى أقصى حد .. لقد كسر قلبه عار الصليب .. لقد حمل كل ذنوب البشر من آدم إلى نهاية الدهور .. ومع هذا لم يتذمر .. لم يحتد .. لم يشتك .. ولم يقبل وسيلة لتخفيف الأل كانت العادة عند الرومان أن يقدموا للذين صلبوا بعضا من الخمر الممزوج بالمر ليخففوا عنهم الإحساس بالألم الشديد (4) .. لكن الرب أبى أن يأخذ هذا المسكن (مر 23:15) .. أبى أن تخفف آلامه .. آه ، لقد أراد أن يتحمل عنا عقابنا وأحزاننا وأوجاعنا كلها (مت 17:8) بلا أدنى نقصان إنه الحب .. حبه العظيم الذي جعله يتحمل كل هذه الأهوال بدلا منا ، كي لا تأتى علينا .. لكن انتبه .. شئ آخر واحد فى كل هذا الوجود كان أقسى عليه من كل هذه الأهوال .. كان أشد إيذاء وأكثر مرارة !! كان صعبا عليه أن يتحمله اقرأ معي ما كتبه القديس متى وهو يسرد لنا إحدى قصص الرب .. "ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا يا سيد ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا . ويقع كثيرا فى النار وكثيرا فى الماء . وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه . فأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن الملتوي . إلى متى أكون معكم . إلى متى أحتملكم . قدموه إلى هاهنا . فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفى الغلام من تلك الساعة " (مت 17: 14-18) أنظر كم كان صعب على قلب الرب المملؤ بالحب والوداعة أن يرى تلاميذه والشعب بلا إيمان .. كم كان صعب جدا على قلبه أن يراهم بسبب غياب الإيمان عاجزين أن يحرروا شخصا من سيطرة الأرواح الشريرة .. تأمل ، لقد استطاع الرب أن يصبر فى احتمال آلام الصلب البدنية والنفسية برغم ساوتها ووحشيتها ، إلا أنه هنا _ إن جاز التعبير _ لم يقدر أن يحتمل غياب الإيمان من أحبائه .. تأمل كلماته " أيها الجيل غير المؤمن .. إلى متى أكون معكم .. إلى متى أحتملكم " .. آه هل أدركت كم هو قاس جدا على حبيبنا الوديع الرقيق أن يرى واحدا منا لا يمتلك الإيمان الذي يأتي بقوة الله إلى مكان الاحتياج .. آه هل عرفت كم يحزن قلبه جدا ضعف إيماننا .. الرب يريدنا أقوياء فى الإيمان .. الرب يهمه جدا إيماننا .. كم من مرة نقرأ فى الكتاب المقدس أنه وبخ أصحاب الإيمان القليل (مت 30:6،8:16) ، وكم من مرة نقرأ أنه مدح علانية من لهم إيمان عظيم (مت10:8 ،28:15).. الرب يهمه إيماننا لأنه يحبنا .. كم يود أن نمتلئ بالإيمان ، لأن الإيمان هو الذي يمتعنا بأعماله المجيدة .. الرب يحبك جدا ، لذا يريدك أن تمتلئ بالإيمان لكي يجرى أعماله معك ، وما أعظمها هل تتذكر هذه القصة ، حينما قال الرب " من لمس ثيابي " فأجابه تلاميذه " أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني" (مر 5: 30،31) .. كانت الجماهير تحيط به وتزاحمه من كل جهة ، لكن واحدة فقط من كل هؤلاء شعر الرب بها عندما لمست هدب ثوبه .. لماذا شعر بها دون سواها ؟ .. إنها الوحيدة التي لمسته بإيمان حقيقي .. لقد أتت إليه وهى تقول فى داخلها " إن مسست ولو ثيابه شفيت " (مر 28:5) .. كانت تنزف من اثنتي عشرة سنة ، تألمت كثيرا ، أنفقت كل معيشتها على الأطباء ، لكنها أخيرا قررت أن تعتمد على الإيمان .. لقد شعر الرب بإيمانها ، لأن إيمانها كان إيمانا حيا .. لهذا تدخل ، أراحها .. شفاها .. الرب يبحث عن النفوس التي تلمسه بإيمان .. إنه يبحث عن إيمانك كي يريحك .. كي يتدخل لحل مشاكلك .. إنه يبحث عن إيمانك كي يشفيك .. كي يسدد احتياجك .. إنه يبحث عن إيمانك كي يستخدمك .. كي يستخدمك بقوة ، لتكون بركة لمن حولك .. لكن أى إيمان هذا الذي يبحث عنه الرب ؟ أى أيمان هذا الذي يجعله يحس بلمساتنا له أى إيمان هذا !! يشعره باحتياجاتنا ويحركه ليصنع معنا كما فعل مع نازفة الدم .. يشفينا ويريحنا .. لنأت معا إلى الإصحاح الحادي عشر من رسالة العبرانيين ، ففي بداية هذا الإصحاح يقدم لنا الروح القدس تعريفا محددا لهذا الإيمان .. لندرس معا هذا التعريف الهام لأنه التعريف الوحيد للإيمان فى كل الكتاب المقدس .. لندرسه وعيون قلوبنا متجهة إلى أبينا السماوي أبى الأنوار (يع 17:1) لكي يتحدث هو بنفسه إلينا من خلال هذه الصفحات .. أبى السماوي ، أعرف أنك تحب كلا منا حبا خاصا .. كتابك يؤكد لنا هذا .. لذا نطلب منك بدالة ، واثقين فى الاستجابة .. لاتسمح لهذه الدراسة أن تكون مجرد معلومات .. لا ، لا نريد العلم الذي ينفخ .. نريد الحق الذي يحرر .. لا ، لا نرغب كلاما جافا .. بل لمساتك الحية التي تجدد أذهاننا ، وتنعش أرواحنا .. نريد كلامك الحي الذي يبني إيماننا .. نريد عمل روحك .. آمين .. تعريف الإيمان " الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لاترى " (عب 1:11) هنا نرى أن للإيمان تعريفين .. وليسمح لى القارئ أن أبدأ بالتعريف الثاني ، لأن الأول له علاقة بالرجاء ، ومن المفيد أن نتحدث عن الرجاء فى علاقته بالإيمان بعد أن نفهم أولا ما هو الإيمان .. "الإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى " عندما لعن الرب شجرة التين لم يقل التلاميذ وقتها شيئا ، إذ لم يروا فى الحال أى تغيير قد حدث للشجرة .. ولكن فى اليوم التالي اختلف الأمر .. " وفى الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول . فتذكر بطرس وقال له ياسيدى أنظر التينة التي لعنتها قد يبست . فأجاب يسوع وقال لهم ليكن لكم أيمان بالله " (مر 11: 20-22) .. لقد رأى التلاميذ بعيونهم أن لعنة الرب قد بدأت تعمل وأن جذور الشجرة قد يبست .. هنا اعترف بطرس بالمعجزة ، فهل يحسب هذا الاعتراف إيمانا ؟ كلا ، لأن اعتراف بطرس أتى بعد وقوع المعجزة ، لذا قال له الرب : "ليكن لكم (بطرس والتلاميذ) إيمان بالله " .. وكأنه يقول لبطرس : لقد تأخر اعترافك .. أنت تفتقر للإيمان الذي يجعلك تعترف بالمعجزة قبل أن ترى أى دليل على حدوثها .. الرب يقول لك أنت أيضا : ليكن لك أيمان .. ليكن لك الإيمان الذي يجعلك تعترف بحدوث المعجزة قبل أن تراها فى العيان .. تذكر أن الإيمان هو " الإيقان بأمور لا ترى" : أنتبه إلى كلمتى " لاترى" ، فالإيمان لا يعمل من خلال الحواس الطبيعية .. الإيمان لا يعنى الثقة فى حقيقة أمور تراها بالعين الجسدية ، بل على العكس .. الإيمان هو الثقة فى حقيقة أمور ليس لها أى دليل منظور .. أمور لا تراها بعينيك لكنك تثق كل الثقة فى وجودها .. رجال الإيمان لنتأمل معا إيمان نوح وإبراهيم وموسى ويشوع .. انظر ما قاله الوحى عن نوح "بالإيمان نوح لما أوحى إليه عن أمور لم تر .. بنى فلكا لخلاص بيته " (عب 7:11) .. وماذا واجه نوح ؟ هزأ وسخرية الجيران والمعارف .. أقل المتوقع أنهم اتهموه بإهدار أمواله وطاقاته .. ربما قالوا إنه يحيا فى الأوهام أو أصابه الجنون .. وكيف احتمل هذا ؟ .. كان له الإيمان .. لقد صدق حقيقة الطوفان قبل أن يراه واقعا بالعين الطبيعية .. لقد رآه بعين قلبه قبل أن يحدث .. كان له الآبقان بأمور لا ترى لذا استطاع أن يصبر على بناء الفلك غير عابئ بما يقال عنه أو له .. وإبراهيم مثال آخر .. يقول الوحى عنه " بالايمان إبراهيم لما دعى أطاع .. بالايمان تغرب فى أرض الموعد .. لأنه كان ينتظر المدينة التى لها الأساسات التى صانعها بارئها الله " (عب 11 : 8-10) .. كيف استطاع إبراهيم أن يترك أهله وأقرباءه .. أن يترك مدينته التى شب فيها ويخرج سائرا فى مسالك لم يطرقها من قبل ؟ .. كيف لم يفزعه المجهول ؟ .. ليس سوى إجابة واحدة .. كانت عين قلبه ترى ما لا تراه عينه الطبيعية .. لقد كان من هؤلاء الذين قالت عنهم الكلمة إنهم " من بعيد نظروها (الوعود) وصدقوها وحيوها (عانقوها kjv) " (عب 13:11) .. كان له الايقان بأمور لا ترى .. وموسى النبى قال عنه الوحى " بالايمان (موسى ) ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد كأنه يرى من لا يرى " (عب 27:11) .. كان موسى يرى بعين قلبه وراء ما تراه عينيه .. كان يرى ما وراء مصر وقوتها .. كان يرى إلهه العظيم القادر على كل شئ ، إله الخلاص الذى ينجى من الموت (مز 19:33) والذى يقوده فى موكب النصرة ( 2 كو 14:2) .. رأى ما لا يرى بالعين الطبيعية ، لذا قاد الشعب للخروج من قبضة فرعون بجسارة وجرأة ، دون أدنى تردد أو خوف .. وماذا فعل موسى مع الشعب حينما حدق بهم الخطر ؟ لقد أصاب الشعب عدم إيمان (خر 14: 10-12) ففرعون بكل مركباته يقترب منهم ، وليس من منفذ منظور ، فالبحر أمامهم يسد أمامهم طريق الهرب .. ماذا فعل موسى ؟ تأمل كلماته لهم ؟ "لا تخافوا . قفوا وانظروا خلاص الرب الذى يصنعه لكم اليوم . فإنه كما رأيتم المصريين اليوم (جيش فرعون ) لا تعودون ترونهم أيضا " (خر 13:14) · " لا تخافوا " .. أى قاوموا الخوف .. الرب يعطيكم النصرة على الخوف .. لا تستسلموا قط له ، وستنتصرون عليه .. · " قفوا " .. أى توقفوا عن التفكير فى العيان المخيف .. انفصلوا عن عدم الإيمان ، أعطوا مكانا للايمان .. · " انظروا خلاص الرب العظيم " .. هذه دعوة لامتلاك الإيمان .. أن ينظروا شيئا لا يرونه بعيونهم ، أن ينظروا بقلوبهم خلاص الرب .. أن ينظروا الخلاص ويفرحوا به قبل أن يحدث فى الواقع .. لم تكن هذه الكلمات التى نطق بها موسى للشعب كلمات عادية ، فقد خرجت من قلبه الممتلئ بالايمان لذا صاحبتها قوة من الروح ، فأثرت تأثيرا عظيما فى الشعب .. لقد تبدل الحال تماما .. كلمات الإيمان الحقيقى مقتدرة ، تؤثر فى من يسمعها .. لقد تبدل حال الشعب وتحول من الخوف إلى الإيمان .. تشهد كلمة الله لما حدث قائلة : "بالايمان اجتازوا فى البحر الأحمر " (عب 29:11) ، ما المعنى ؟ .. لقد تحولوا من الخوف إلى الإيمان .. أطاعوا موسى .. نظروا بقلوبهم خلاص الرب .. رأوا أنفسهم منتصرين على فرعون وجيشه .. لقد رأوا بقلوبهم شيئا مضادا تماما للواقع .. هذا هو الإيمان ، أن ترى ما لا يرى .. كان كل شئ منظور بالعين الطبيعية يؤكد حتمية الوقوع فى قبضة فرعون المهلكة ، ولكنهم رأوا بقلوبهم أمرا آخرا .. رأوا انتصارهم ، وما رأوه بقلوبهم تحقق فى الواقع .. لقد تحققت المعجزة وانتصر الشعب .. عبر البحر .. غرق فرعون ومركباته .. ونقرأ عن رجل آخر من رجال الإيمان ، هو يشوع .. لقد اقترب من مدينة أريحا التى وعده الرب بها .. لكن كيف يقتحمها وهى مدينة حصينة ذات أسوار عالية ومنيعة، ورجالها جبابرة فى الحرب ؟ تأمل كلمات الرب إليه قبل أن يهاجم المدينة : "أنظر قد دفعت بيدك أريحا" (يش 2:6) إنها دعوة محددة " انظر " .. أى انظر بقلبك .. انظر بقلبك ما لاتراه الآن بعينيك " قد دفعت بيدك أريحا " .. لاحظ معى أن الرب لم يقل " سأدفع بيدك أريحا " فى زمن المستقبل بل "دفعت" فى زمن الماضى .. إنه يريده أن ينظر بقلبه ما سيحدث بأريحا على أنه قد حدث بالفعل .. هذا هو الإيمان .. الايقان بأمور لا ترى .. امتلاك الأرض وفى سفر العدد نقرأ عن اثنى عشر رجلا أرسلهم موسى النبى ليتجسسوا أرض كنعان التى كان الشعب مزمعا أن يذهب لامتلاكها .. لقد عادوا ، وقد اتفقوا جميعا على أنها أرض رائعة ذات ثمر عظيم .. إنها حقا كما قال الرب " تفيض لبنا وعسلا" (عد 27:13) ، إلا أنهم انقسموا فيما بينهم فى الجزء الثانى من تقريرهم .. · عشرة منهم أى الأغلبية عبروا عن خوفهم الشديد .. قالوا " قد رأينا بنى عناق هناك .. العمالقة .. الجبابرة" (عد 28:13،29،33) .. لقد اعتمدوا على ما رأته أعينهم الطبيعية .. وسمعوا أيضا هذه المقولة تتكرر " من يقف فى وجه بنى عناق " (تث 2:9) فصدقوها .. اعتمدوا على حاستى النظر والسمع ، فماذا كان تقريرهم "إنهم أشد منا .. كنا فى أعيننا كالجراد (أى رأينا أنفسنا فى منتهى الضعف بالمقارنة بقوتهم ) " (عد 31:13،33) أما الاثنان الباقيان يشوع وكالب فلم يعتمدا على ما تقوله الحواس الطبيعية .. كان لهما الإيمان .. الايقان بأمور لا ترى .. لقد اعتمدا فى تقريرهما على ما قالته كلمة الرب أن الأرض لهم ، لذا لم يرددا " كنا فى أعيننا كالجراد " .. لم يعلنا أن العدو أشد وأقوى .. بل أعطيا المجد لله .. أعلنا تصديقهما لما وعد به .. كان لهما الإيمان بما لايرى ، لذا جاء تقريرهما " نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها " (عد 13:30) الحواس الطبيعية تقول أنهم غير قادرين .. كلمة الرب تقول أنهم قادرون .. الإيمان هو أن تصدق كلمة الرب أيا كان ما تقوله حواسك .. إنه الايقان بأمور لا ترى .. هكذا فعل يشوع وكالب ، وهكذا أعطاهما الرب أن ينظرا نتيجة إيمانهما .. وامتلكا الأرض .. الإيمان ، الايقان بأمور لا ترى هو شرط الله لامتلاكنا عطاياه .. تأمل معى هذه القصة .. أتى الشعب إلى حدود أرض كنعان وكان عليه أن يجتاز نهر الأردن لكى يمتلك الأرض .. وأصدر الله تعليماته .. " قال الرب ليشوع .. وأما أنت فأمر الكهنة حاملى تابوت العهد قائلا . عندما تأتون إلى ضفة مياه الأردن تقفون فى الأردن .. ويكون حينما تستقر بطون أقدام الكهنة حاملى تابوت الرب سيد الأرض كلها فى مياه الأردن أن مياه الأردن المياه المنحدرة من فوق تنفلق وتقف ندا واحدا" (يش7:3،8،13) أنظر ، لم يقل الرب لهم انتظروا حتى أرجع لكم المياه إلى الخلف فتصير لكم أرضا يابسة ، ثم سيروا بعد ذلك عليها بأقدامكم .. بل اشترط أن يضعوا أولا أقدامهم فى المياه لكى تحدث المعجزة .. الله يشترط الإيمان لكى يمتعنا بعطاياه .. يشترط الإيمان الذى يجعلنا نتصرف على أساس وعود الكلمة لا على أساس ما نراه فى الواقع .. · أن نرفض السلوك طبقا لما نراه بالعين الطبيعة .. · وأن نخضع سلوكنا لما نراه بعين القلب .. أو بلغة بولس الرسول "بالايمان نسلك لا بالعيان " (2كو 7:5) ، والايمان هو الايقان بأمور لا ترى .. الإيمان هو الايقان بأن لك راحة (مت 28:11) حتى لو كان كل ما يحيط بك يبشر بالإعياء والاضطراب والتشويش .. الإيمان هو الايقان بأن لك نجاحا (3يو 2، مز 3:1) حتى لو كان كل المنظور ينبئ بالفشل .. الإيمان هو الايقان بأنه لن يعوزك شئ (مز 1:23) حتى ولو كانت الظروف تشير إلى نقص مستمر فى الموارد .. الإيمان هو الايقان بأن لك شفاء (مت 17:8) حتى لو أسفرت نتائج الفحوص الطبية عن عكس ذلك .. الإيمان هو الايقان بأن ما سلبه إبليس منك بسبب خطايا وحماقات الماضى سيعود لك مضاعفا (أم 31:6) حتى ولو بدا هذا للعين البشرية ضربا من المستحيل .. الإيمان هو أن ترى بعين قلبك قدرة الله غير المحدودة وأمانته الكاملة فى تحقيق وعوده معك .. فرصة مجيدة أيها القارئ ، دعنى أحدثك عن نفسك .. هناك كثيرون يرون أنفسهم فى خطر حقيقى ، وقد تكون أنت واحدا منهم .. ربما ترى نفسك الآن على شفا حفرة عميقة ، وبالمنطق الطبيعى ليس من نجاة .. هل تحصر تفكيرك فيما تراه بعينيك ؟ هل تستسلم للمخاوف ؟ .. إنها فرصة مجيدة لعمل الإيمان .. الإيمان الذى هو الايقان بأمور لاترى .. افتح كتابك المقدس ، وابحث فيه عن وعود الرب لإنقاذ المؤمنين ، فما أكثرها !! دعنى أقدم لك الآن بعضا منها .. فى المزمور الحادى والتسعين تحدثنا الكلمة عن الإنقاذ : "لأنه تعلق بى أنجيه . أرفعه لأنه عرف اسمى يدعونى فأستجيب له . معه أنا فى الضيق . أنقذه وأمجده . من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصى " (مز 14:91-16) وفى المزمور الثامن والستين نقرا: "الله لنا إله خلاص (نجاة) ، وعند الرب السيد للموت مخارج " (مز 20:68) أنظر ، هل أنت فى خطر ولا ترى بعينيك من ينقذك ؟ .. هل لم يعد هناك أى مخرج من الموت ؟ .. هل أوصدت أمامك كل أبواب النجاة ؟ .. شكرا .. شكرا للرب بالايمان ليس هو الايقان بأمور ترى بل بأمور لا ترى .. رجاء اقرأ مرة أخرى الآيات السابقة .. إنها تعلن أن هناك من ينقذك .. وأن لك نجاة ، وأن للموت مخارج .. نعم أنت لا ترى الآن هذه المخارج ، لكن الإيمان الحقيقى يعنى أن تثق كل الثقة فى وجودها .. فالايمان لا يعتمد على المنظور .. وما هى نتيجة الإيمان ؟ .. هللويا ، هللويا .. هللويا للقدير ، ستصير الأمور التى لا ترى أمورا ترى .. آمن بوعد الكلمة الذى يناسب احتياجك وسيتغير الواقع وسترى بعينيك المخارج من الموت .. نعم الإيمان يقتدر ، الإيمان ينجى ويشفى ويسدد الاحتياج .. ويضيف إلى ذاكرتك بين الحين والآخر قصصا حية تشهد لأمانة الرب ، ولحكمته ولاقتداره .. اطرد من المهم جدا أن نتعود أن نطرد سريعا من أذهاننا كل فكر مضاد لوعد من وعود الكلمة .. لا يجب أن نشغل أنفسنا بما نراه بأعيننا ، فهذا يضعف إيماننا .. تأمل بطرس ، لقد ظل سائرا فوق المياه لبعض الوقت ثم ابتدأ يغرق .. لماذا ؟ لماذا فشل بعد أن كان منتصرا ؟ .. الإجابة فى جملة قصيرة ، لقد انشغل بما يراه بالعين الطبيعية .. لقد انشغل بالأمواج .. فى البداية كان يسير فوق المياه .. كان له إيمان يصدق الكلمة ، لقد بدأ يسير معتمدا على كلمة الرب له " تعال (سائرا على الأمواج) "(مت 29:14) .. لكن عندما انشغل بما رآه بعينيه .. عندما انشغل بالأمواج العالية وبدأ يفكر ، اختلف الأمر خاف وبدأ يغرق .. ماذا ؟ لقد صدق بطرس ماراّه .. لقد صدق الأمواج .. صدق أنها قادرة أن تغرقه ، ونسى أن الأمواج أعجز من أن تغرق إنسانا يسير فوقها معتمدا على كلمة من الرب .. أيها الحبيب ، لا تنشغل بالأمواج التى تأتى عليك محاولة أن تخيفك .. الأمواج تكذب عليك .. لا تنشغل بها ، لا تنشغل كثيرا بما تراه إذا كان معارضا لوعد من وعود الكلمة .. بكل تأكيد إبليس يريدنا أن نحول أنظارنا عن الرب لننشغل بالأمواج الكاذبة .. ننشغل بالظروف لكى نفقد سلامنا .. إبليس يريد أن يشعرنا بالفشل والإحباط لكى يصيبنا بالإعياء .. تأمل يعقوب ، ماذا قال حينما انشغل بالظروف : "يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تأخذونه . صار كل هذا على " (تك 36:42) .. لكن هل كانت هذه هى الحقيقة ؟ .. كلا ، لقد كانت كل الأمور تعمل معا لخيره .. لم يمت يوسف ولم يفقد شمعون .. بل كان الرب يعد الأمور لنزوله إلى مصر لمجد غير عادى ولكرامة فائقة .. لا تنشغل بالظروف فهى كاذبة .. ثق أن كل الأشياء تعمل معا لخيرك (رو 28:8) .. وأن " الله يعمل لأجلنا (kjv)work for us) " (1صم 6:14) قاوم الشك أيها القارئ .. كن حذرا ، قد يستخدم العدو ما تراه بعينيك لكى يوجه سهام الشك إلى قلبك .. الإيمان له معارك ضد الشك .. الرب يقول " ولا يشك بل يؤمن " (مر 23:11) .. اعلن الحرب ضد الشك ، لا تعط له أى مساحة من تفكيرك لا تسمح لجذوره أن تتعمق فى داخلك .. اقتلعها .. اقتلعها فورا بمجرد أن تشعر بها فى ذهنك .. اقتلعها قبلما تتغلغل أكثر وتنتقل من ذهنك إلى قلبك .. أنت تستطيع أن تقتلعها بالاعتراف المستمر بما تقوله الكلمة .. هب أنك كنت مريضا وتحدث الرب إلى قلبك من خلال كلمته مستخدما الآيات التى تعلن لك شفاءه (خر 26:15) ، 1بط 24:2) .. لكن أتى العدو إلى ذهنك وقال لك تأمل ما تراه بعينيك ألا يؤكد أن حالتك الصحية تزداد سوءا .. لا تدع هذا الشك يستقر بداخلك ، أنه وقت الحرب .. اعلن الآيات التى تؤكد أن لك الشفاء .. رددها بصوت مرتفع .. تذكر أن الإيمان لا يعتمد على ما تقوله الحواس .. الإيمان هو الايقان بأمور لا ترى .. ردد هذه الآيات .. ثق أن الشك سيتراجع أمامها .. لأن الآية التى ترددها بقلبك تحمل معها قوة من الروح القدس .. عندما يكون هناك احتياج ما ، انشغل بالوعد الذى يناسبه .. اعلن إيمانك به .. أعلنه لنفسك مرات ومرات .. قبل نومك وعند استيقاظك ، وخلال اليوم .. استمر فى هذا الاعلان المتكرر إلى أن يتحقق الوعد .. تعلم أن تقاوم أى فكر شك ليس فقط بإعلان الوعد بل أيضا باستخدام اسم الرب يسوع .. أيها الحبيب .. أن كان بداخلك الآن أى أفكار مضادة لوعود الله بالحماية أو الشفاء أو القيادة أو الحرية أو تسديد الاحتياج .. ارفع صوتك الآن واتجه إلى هذه الأفكار وقل لها : باسم الملك ، باسم ملك الملوك ورب الأرباب ، باسم الرب يسوع أقاومك أيتها الأفكار .. أطردك وأطرد معك أى أرواح شريرة تقف وراءك .. استمر فى انتهارها إلى أن ترحل فلن تقدر أن تقف أمام اسم الرب .. لا تنسى ، إن ما تراه بعينيك ، ما تسمعه بأذنيك ، ما تلمسه بحواسك الطبيعية قد يخدعك .. أما الإيمان فهو الايقان بأمور لا ترى .. هو الايقان بما تقوله الكلمة التى لا تسقط أبدا .. فهى " تثبت إلى الأبد" (إش 8:40).. سيدى .. أشكرك من أجل كلمتك التى علمتني أن أرفض كل عيان متى كان معارضا لوعد من وعودك .. وحتى لو بدا لعينى الطبيعية أن الجبل يزداد ارتفاعا ، فسأراه بعين الإيمان ، يتصاغر ويتلاشى .. فأنت أمين لوعدك .. تستطيع كل شئ ولا يعسر عليك أمر (أى 2:42) .. حتما سيزال الجبل ، سينتصر الإيمان ، وسينهزم العيان ، وسيتحقق الوعد .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اهزم خوفك |
اهزم عماليق بداخلى |
اهزم همومك |
اهزم الشياطين بصلاتك |
اهزم |